مع الأزمات الاقتصادية التي تعصف بلبنان، جاءت أزمة الطحين لتفاقم معاناة اللبنانيين، الذين يعانون منذ أشهر في الحصول على رغيف الخبز أمام الأفران التي تشهد طوابير طويلة، يتخللها مشاجرات وحوادث إطلاق نار بسبب قلة الخبز.
موقع العربية نت أفاد بوقوع أول الضحايا بسبب أزمة الخبز الأخيرة في لبنان، حيث قضى شربل الحزوري الأربعاء، بعدما صدمته سيارة على أوتوستراد حالات في جبل لبنان، عندما كان يحاول تجاوزه عائدا من “رحلة عذاب” أمام فرن يصطف أمامه طابور طويل للحصول على ربطة خبز.
ونقل الموقع الإخباري عن شربل غصن ابن عمّة الضحية قوله إن: ” قريبه البالغ من العمر 44 عاما كان يمر كل يوم على الفرن للحصول على ربطة خبز قبل عودته إلى منزله في بلدة كوسبا شمالي لبنان، إلا أنه وبسبب الزحمة التي تشهدها الأفران هذه الأيام نتيجة تفاقم أزمة الرغيف، قرر أن يمر على الفرن باكرا قبل أن يتوجه إلى عمله، لكن للأسف عاجله الموت وهو يجتاز الأوتوستراد ليسجل اسمه كأول ضحية على لائحة ضحايا الخبز“.
مواطنون لبنانيون أبدوا تخوفهم من أن تكون الأزمة مفتعلة وبمثابة مقدمة لرفع الدعم عن الخبز، إذ يتم إنتاج الرغيف حاليا، ، باستخدام الدقيق المستورد بأسعار صرف مدعومة.
ويشكو المواطنون تفاوت أسعار ربطات الخبز بين فرن وآخر، وبيع الربطة في السوق السوداء بأسعار مرتفعة جدا تتخطى العشرين ألف ليرة.
وتتفاقم الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، للعام الثالث على التوالي، مع استمرار انهيار العملة المحلية، التي أصبحت من العملات الأسوأ أداء في العالم، مع فقدانها نحو 90 في المئة من قيمتها.
وفضلا عن أزمة الطحين، يعيش لبنان أزمة نقص في المواد النفطية، حيث أعلنت وزارة الطاقة اللبنانية، في شهر مايو الماضي، توقف إنتاج الكهرباء بشكل كامل في البلاد، بعد توقف المحطتين الأخيرتين عن العمل نتيجة نفاد الوقود.
وأشارت شركة كهرباء لبنان، إلى توقف محطتي دير عمار في الشمال، و“الزهراني” عن العمل بسبب نفاد الوقود، وهما المحطتان الوحيدتان اللتان كانتا تعملان في الآونة الأخيرة.
يذكر، أنه مرت ثلاث سنوات تقريبا منذ أن بدأ لبنان، الذي كان يُطلق عليه سابقا “سويسرا الشرق الأوسط“، في الغرق ببطء في الفقر. وكما جاء في تقرير “الإسكوا“، يعيش 82 بالمئة من اللبنانيين وغير اللبنانيين في فقر، بينما يعيش 40 بالمئة منهم في فقر مدقع. وهذه الأرقام ناتجة عن أزمة اقتصادية غير مسبوقة بدأت في أكتوبر 2019 واستمرت في التفاقم مع تفشي وباء “كورونا“، وانفجار ميناء بيروت، والفساد المستمر داخل الدولة، وأخيرا الغزو الروسي على أوكرانيا.