الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

درس الهجرة

طارق اسماعيل
طارق اسماعيل

لم تكن هجرة النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام  إلي المدينة  مجرد هروب رسول من جماعة تكفر به ولا تعترف برسالته والدين الإسلامي الحنيف بل جاءت الهجرة من أجل البناء والسعي لإقامة دولة إسلامية رفض أهل مكة استقبلها فجاءت المدينة لكي ترحب بها فكانت الانطلاقة بين المهاجرين والأنصار في وضع أسس دولة قائمة علي العدل والمساواة لا فرق بين غني أو فقير ،قوي أو ضعيف ،صغير أو كبير الكل سواسية   الاخوة تجمعهم والإيثار حليفهم تجمع الكل حول رسول الله لبناء دولة العدل والحرية ،لم يرفع الرسول شعارات وإنما وضع مبادئ أصبح كافة المسلمين يسيروا عليها ،نهج حياة استمر مئات السنين ،ملايين الناس آمنوا وملايين آخرين وثقوا في دعوة محمد نبي الهدي والعطاء ،الهجرة لم تكن هروبا من ظالمين بل بحثا عن مجاهدين آمنوا بالرسالة وجاهدوا في سبيلها واستشهدوا من أجلها ،ترك محمد مكه فرد ليعود لها دولة ،هاجر الرسول وصاحبه أبو بكر منبوذين فعادا حاكمين وقادا دولة الإسلام التي أصبحت تضم الملايين عبر العالم والسنين. 

 

هجرة الرسول كانت محطة لوضع أسس بناء وعطاء ورحلة انطلقت ولم تتوقف طوال سنوات طويلة حتي الآن ،وضع الرسول طوبة لبناء مسجد يجمع أنصاره من المسلمين ليتحول بعدها لواحد من أكبر مساجد الأرض وحلم وأمل كل مسلم في نيل شرف زيارته ،هرب الرسول من مكة وحيدا مع الصديق وعاد بجيش من المخلصين فاتحا أحب بقاع الأرض للمسلمين ،الهجرة درس لنا جميعا بأن ترك مكانك وأهلك لا يعني التخاذل والضياع بل البداية لمرحلة بناء جديدة تقوم علي أسس وثوابت وقواعد راسخة تجعلها مستمرة حتي النهاية.