كشف موقع "أوروبا 1" الإخباري، أن روسيا وفرنسا تخوضان معركة دبلوماسية حامية الوطيس في أفريقيا، إذ تسعى كلا البلدين إلى تثبيت مكانته وتعزيز نفوذه وتحالفاته في القارة التي تُعدّ محط أنظار العالم.
وبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جولته في غرب أفريقيا، وزار الكاميرون يوم الثلاثاء حيث وعد بفتح الأرشيف الفرنسي أمام المؤرخين لتسليط الضوء على عمل فرنسا خلال فترة الاستعمار وبعد الاستقلال.
ويسعى الرئيس الفرنسي إلى إقناع الشعوب الأفريقية بأن بلاده شريك موثوق به وأكثر احتراما من روسيا، وفق تقرير الموقع، الذي أكد أنه خلال جولته في القارة الأفريقية يريد إيمانويل ماكرون استعادة ثقة الشعوب الأفريقية على حساب الروس، وفي الوقت نفسه تحاول الدبلوماسية الروسية أيضًا ترسيخ نفوذها في القارة.
وبالتزامن مع جولة إيمانويل ماكرون في غرب أفريقيا قام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بجولة أفريقية قادته إلى مصر والكونغو وأوغندا وأثيوبيا.
ويشير التقرير إلى أنّه رغم بقاء كل طرف داخل مجال نفوذه الإقليمي فإن المعركة الدبلوماسية اليوم ستُلعب في العلن مضيفا أنّ الطلقة الأولى للمعركة كانت قبل ثلاثة أيام وأطلقها ممثل الكرملين من القاهرة حين اتهم الغربي بإحداث مجاعة في القارة الأفريقية.
وردّ الرئيس الفرنسي على ادعاءات موسكو بالقول إنّ "العقوبات تمنع السفن الروسية من الذهاب إلى الموانئ الأوروبية وتمنع السفن الأجنبية من تحميل البضائع، بما في ذلك الحبوب، في الموانئ الروسية“ معتبرا أنّ ”الغذاء مثل الطاقة أصبح أسلحة حرب روسية".
وبحسب التقرير تعمل الحرب في أوكرانيا على إعادة خلط أوراق التحالفات في أفريقيا، وحتى الرئيس الكاميروني بول بيا غير الذي شغل حتى الآن 40 عامًا في السلطة ولا يزال يمثّل أحد بقايا فرنسا الأفريقية، جدد الاتفاق العسكري مع الروس قبل بضعة أشهر، الأمر الذي وضع إيمانويل ماكرون أمام موقف للردّ على لعبة موسكو المزدوجة.
وقال ماكرون: "أعتقد أنه سيكون من السذاجة عدم تسمية ما جرى من تطورات في السنوات الأخيرة، وهو ما يمكن أن أسميه الوجود الهجين لروسيا، والذي يمر أولا من خلال تطوير الدعاية ومن خلال تدخل ميليشيات "فاجنر" بحسب تعبيره.