جهود متواصلة تقوم بها أجهزة الدولة المختلفة حالياً لتخفيف الأعباء المعيشية والإقتصادية ، وخاصة على الشباب المقبل على الزواج تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وفى هذا الإطار نرصد عبر منصة " صدى البلد " أغرب عادات الزواج فى محافظة أسوان حيث أن هناك بعض العادات التى يتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل فيما يتعلق بشبكة العروس، أو ما يتعلق بالقايمة بشكل عام، فالمتعارف بأنه عندما يتم تنفيذ إجراءات كتب الكتاب عند المأذون الشرعى، فغالباً ما يتم كتابة المقدم والمؤخر فى هذه القسيمة، وهو يكون فى معظم الأحيان المقدم على سبيل المثال " 25 قرش "، والمؤخر مثلاً لا يتجاوز الـ 150 جنيه.
وأشار العديد من مواطنى أسوان إلى أنه التركيز يكون فيما يعرف" بالقايمة " فهذه القايمة يتم فيها كتابة ما قامت العروس بشرائه من مقتنيات ومستلزمات وأجهزة كهربائية ومنزلية وغير ذلك، بجانب كتابة ما قام الزوج أيضاً بشرائه سواء غرفة النوم مثلاً أو النيش أو غرفة الأطفال أو غير ذلك، وكذلك المقتنيات والحلى الذهب، وكل ذلك يتم كتابته فى هذه القايمة، ويقوم الزوج بالتوقيع عليها، بجانب توقيع عدد 2 أو 3 من الشهود.
ومن أغرب العادات أيضاً هى قيام العروسة أثناء فترة خطوبتها بتقديم هدايا لحماتها " والدة زوجها " فى أى مناسبة، وكل واحدة حسب قدرتها، فهناك من تقدم لحماتها عباءة أو جلباب أو خاتم ذهب أو ثلاجة أو غير ذلك من الهدايا الأخرى.
وهناك من أشار من المواطنين إلى أن ذهب العروس يكون بأوزان تبلغ نحو كيلو جرام أو أكثر ، فضلًا عن تقديم هدايا في علب تصمم خصيصًا لهذا الغرض حسب الكمية والأشكال المتنوعة، من خواتم وغوايش وكولييهات وقلادات كبيرة أكبرها وأشهرها قلادة “كرسي جابر” الذي يختلف حجمه وطوله بحسب قدرة العريس المادية، وأن الذهب يُقدم في احتفال خاص يوم الخطبة، أو في حفل الزفاف، وذلك يرجع أولاً وأخيراً لمقدرة العريس نفسه، ولكن رغم ذلك فهذه تعتبر ثوابت يحرص الكثير من العائلات والأسر على تنفيذها فيما يتعلق بإختيار أزواج لبناتهم.
هذا وقد أشارت صفاء مهدى بأن قرار إلغاء قائمة المنقولات الزوجية لا يعتبر حل للعمل على التخفيف وإقبال الشباب على الزواج، وذلك لأننا في مرحلة حفظ الحقوق، ولذلك فإن قائمة المنقولات الزوجية التي يتم كتابتها عند تحرير عقد وقسيمة الزواج هي حفظ لحقوق الزوجة والشرع أكد على ذلك تحسباً لحدوث انفصال بالقائمة تضمن الزوجة حقوقها بعد هذا الإنفصال، وخاصة إذا كانت قد أنجبت أطفال فهذه القائمة تحفظ لها حقها وحق أبنائها.
أما بسمة كمال فقالت بأنها مع قرار إلغاء قائمة المنقولات الزوجية، ولكن يجب إضافة فقرة مهمة على ذلك وهى تتمثل فى ضرورة أن يتم توضيح التخفيف من هذه المنقولات وليس إلغاؤها بشكل كامل وذلك لأنه لابد من حفظ حقوق المرأة لها، ولأفراد أسرتها مستقبلياً.
وفى المقابل لذلك نجد أن الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أطلقت مبادرة " لتسكنوا إليها " والتى تشهدروح من التعاون والتكامل بين الجهود الحكومية والمجتمع المدنى والأزهر الشريف لتحويلها إلى واقع فعلى داخل مدن وقرى المحافظة لتيسير الزواج وعدم المغالاة فى التكاليف للمقبلين على الزواج .
وقد أشاد اللواء أشرف عطية محافظ أسوان بهذه المبادرة التى بدأت جولاتها داخل القرى والنجوع بمختلف المراكز لتساهم بالتنسيق مع مبادرة " الناس لبعضهم " فى إعلاء القيم المعنوية للزواج ، ونشر التوعية بأهمية التخفيف على كاهل الأسر المقبلة على الزواج بالمجتمع المصرى، وخاصة فى ظل الظروف الراهنة .
فيما أوضحتنجوى أحمد مدير عام فرع ثقافة أسوان بأنه تم إعداد برنامج تثقيفى وتوعوى متكامل بالتنسيق مع مجموعة متميزة من الدعاة والواعطين بالأزهر الشريف ، بجانب باقى الجهات المشاركة وجارى تنفيذه داخل مختلف القرى والنجوع.
كما أن البرنامج التوعوى خلال شهر يوليو الحالى يشمل تنظيم 88 محاضرة وندوة متخصصة داخل 14 قصر وبيت ثقافة ومكتبة بجميع المراكز والمدن حيث أن هذه المحاضرات والندوات تهدف إلى تكثيف التوعية المجتمعية وتغيير الثقافات للتخلى عن كافة الشروط التعجيزية والعمل على تيسير المتطلبات اللازمة لإتمام الزواج ، ولاسيما الخاصة بالمهور والخطوبة وعقد القرآن ومسكن الزوجية وغيرها من التكاليف والتجهيزات المادية المطلوبة من العروسين.
وفى نفس السياق قامت وحدتى السكان وتكافؤ الفرص بالمحافظة بتنظيم ندوات توعوية بقرى سلوا بحرى التابعة لمركز كوم أمبو ، والشطب التابعة لمركز دراو وذلك تحت رعاية محافظ أسوان وبالتنسيق مع الجهات المعنية بهدف التأكيد على ضرورة تعديل بعض المعتقدات الإجتماعية القديمة الخاصة بتكاليف الزواج وتجهيزاته، مع تحفيز وتشجيعهم الأهالى بعدم المغالاة فى المهور مراعاة للظروف المعيشية وللقضاء على ظاهرة العنوسة وتأخر سن الزواج ، بجانب الحد من إنتشار ظاهرة الغارمات وما يترتب عليها من مشكلات إجتماعية ونفسية خطيرة .