هل يجوز القراءة من المصحف والشخص مستلق على الفراش؟.. سؤال أجاب عنه الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، وذلك خلال فتوى مسجلة له.
وأجاب عاشور قائلًا إنه يجوز القراءة فى المصحف لشخص مستلق في فراش النوم، لقول الله تعالى فى الآية 191 من سورة آل عمران: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ}.
وأوضح أن للقرآن الكريم آدابا عند تلاوته، ومن هذه الآداب العلم أنك تناجي المولى عز وجل بقراءتك آيات الذكر الحكيم هذا ما يستوجب أن يكون القارئ متوضئا جالسا ومستقبل القبلة خاشعًا متبتلا لله عز وجل.
علي جمعة: يجوز قراءة القرآن بدون وضوء إلا في حالة واحدة
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء، إن قراءة القرآن بغير وضوء جائز شرعا، فيجوز أن تردد آيات من القرآن وأنت تسير في الشارع على غير وضوء، وأنت تقرأ من الهاتف المحمول على غير وضوء، لافتا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن على كل حال إلا إذا كان جنبا فلا يمس المصحف حتى يطهر.
وأضاف خلال فتوى له عبر صفحته الرسمية: “الإمساك بالهاتف المحمول لقراءة القرآن منه على غير وضوء جائز لأنه ليس مصحفا كما قال العلماء، وأن المصحف الحقيقي هو الذي لا يجوز مسه إلا المطهرون”.
وأوضح جمعة أنه إذا كان القرآن كتابته بالخط الإملائي فهو لا يعد مصحفا بل ورق مدون عليه وهذا يجوز حمله لغير المطهرين أما المصحف المكتوب بالخط الإعجازي الذي بين أيدينا فهذا لا يجوز حمله إلا للمطهرين.
من جانبه، قال الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، إنه يجب على الإنسان عند قراءته للقرآن الكريم أن يكون متوضئًا لقوله تعالى "لا يمسه إلا المطهرون".
وأضاف عاشور، فى إجابته عن سؤال «هل يجوز قراءة القرآن الكريم بدون وضوء؟»، أنه فيما ذهبت إليه دار الإفتاء المصرية أنه يجوز قراءة القرآن الكريم من غير وضوء ولكن ليس من المصحف لأن هناك فارقا بين مسك المصحف وعدم مسك المصحف وهذا بالنسبة لمن لديه حدث أصغر فمن كان لديه حدث أكبر كالجنابة أو الحيض فلا يصح مس المصحف أو قراءة القرآن أما لو كان شخص متوضئ ويريد أن يقرأ قرآنا ولكن من غير المصحف فنحن على مذهب دار الإفتاء المصرية بأنه يجوز أن تقرأ القرآن من غير وضوء ولكن من غير المصحف.
وتابع قائلًا: "إنه إذا كان الإنسان يريد أن يقرأ القرآن تعبدًا ومتاح له الوضوء فالأفضل له أن يتطهر وهو مذهب جمهور العلماء".
أيهما أفضل قراءة القرآن من المصحف أو عن ظهر قلب
قال الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية، إن القاعدة الفقهية تقول: “ما كان أكثر فعلا كان أكثر فضلا”.
وأوضح «ممدوح» عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على “فيس بوك”، ردًا على سؤال: “أيهما أفضل قراءة القرآن من المصحف أو عن ظهر قلب؟”، أن الأفضل في العبادات هو اختيار الطريقة التي تجعل العبد يكثر من الطاعة، مؤكدًا أن القراءة من المصحف في حد ذاتها أكثر ثوابًا لأنها قراءة ونظر في المصحف.
وأضاف أن النظر في المصحف في حد ذاته؛ عبادة يتقرب بها الإنسان إلى ربه، مردفًا أن من كانت قراءة القرآن عن ظهر قلب، ستزيد الكم الذي سيقرأه أكثر من قراءته في المصحف؛ فليقرأ عن ظهر قلب.
شروط قراءة القرآن الكريم
شروط قلبية:
هنالك عدد من الآداب والشروط القلبية التي من الجميل أن يتحلّى بها قارئ القرآن، منها:
١- الإخلاص في نية القراءة، فيجب أن تكون نية القراءة رضى الله، والتقرّب منه، لا طلب الرفعة بين الناس، مع استحضار عظمة الخالق، فكلما عظم الخالق في القلب، صغرت الدنيا وملاذّها في نفس الإنسان.
٢- التوبة، والابتعاد عن المحرمات والمعاصي، فهي تعمل على إطفاء القلب، ويصبح أكثر غلظة فلا يتأثر بمعاني القرآن، وأكثر بعدًا عن الرحمة التي هي من أهم صفات الإنسان، بالإضافة إلى أنّ القلب يصبح متعلقًا بالحياة الدنيا.
٣- إحضار القلب، ونفي حديث النفس والتركيز في معاني القرآن.
٤- محاولة فهم كل كلمة تُقرأ، مع التدبر و الامتثال لأوامر الله تعالى التي ذكرها في القرآن الكريم.
٥- تفاعل القلب مع المعاني المختلفة من القرآن، فتتأسّى المرأة بصفات الصالحين، وتبتعد وتعتبر من الكافرين.
٦- اعتبار كلّ خطاب في القرآن موجّهًا للنفس.
٧- تحاشي موانع الفهم، كأن تنشغل المرأة بالتجويد عن الفهم والاستيعاب للآيات.
- شروط ظاهرية:
ويوجد أيضًا مجموعة من الشروط الظاهرية التي يجب الالتزام بها، ومنها ما هو مستحبٌ ومنها ما هو واجب:
1- الشروط الواجبة: التطهّر والوضوء قبل البدء بقراءة القرآن، امتثالًا لقوله - صلى الله عليه وسلم' : "لا يمس القرآن إلا طاهرٌ"، وأكّد على ذلك ابن باز حين قال:"أما قراءة القرآن فلا يجوز للجنب قراءة القرآن لا من المصحف ولا من غيره حتى يغتسل لأنّه قد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه كان لا يحجزه شيء عن القرآن إلا الجنابة، أمّا إن كان حدثًا أصغر فيجوز قراءة القرآن عن ظهر قلب، لعموم الأدلة، وقوله تعالى: "لا يمسّه إلا المطهّرون"، ومن هذا يتوجب على المرأة ومن المفترض عليها أن تتطهر في حالتي الحيض والنفاس.
٢- الشروط المستحبة: أمّا المستحب من الشروط والآداب، وتناقله الصحابة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم-، ولم يرد فيه دليلٌ شرعي واضح: من المستحب أن ترتدي المرأة حجابها، أو ملابس الصلاة عند قراءة القرآن، إذ إنّه ليس من الواجب تغطية الرأس للمرأة أثناء قراءة القرآن، وذلك لعدم وجود دليلٍ شرعي من القرآن أو السنة يوجب ذلك.
- ويستحبّ استخدام السواك قبل قراءة القرآن.