جاء قرار مجموعة فولكس فاجن الألمانية بإقالة المدير التنفيذي "هربرت ديس" من منصبه كـ رئيس مجلس إدارة المجموعة الأسبوع الماضي بمثابة مفاجأة صادمة لم يتوقعها كثيرين حتى داخل الشركة، إلا أنه كانت هناك بعض الأدلة التي تشير إلى النية المبيتة لإقالة "ديس" قبل الإعلان رسميا عنها.
وجاءت أهم تلك المؤشرات بتجريد “ديس” من مسؤولياته الرئيسية في ديسمبر العام الماضي، ليشرف هربرت ديس على قسم برمجيات CARIAD منذ ذلك الحين ، ويبدو أن الأداء الضعيف للوحدة تسبب في إقالته.
وذكرت وكالة بلومبرج الاقتصادية أن "ديس" كان مسؤولاً عن التأخيرات الشديدة في تطوير نظم البرمجيات التي أعاقت عمليات الإطلاق التي سبق ووضعت على جداول محددة للإعلانات الرسمية مثل سيارات بورشه ماكان الكهربائية الجديدةالتي تعد رأس الحربة في التشكيلة الجديدة وكذلك سيارات أودي ومشروع Artemis، وسيارات بنتلي الكهربائية، وهو التأجيل الذي لم يجد قبولًا بالنسبة للشركة.
كما أدت مشكلات البرمجيات والتقنيات أيضًا إلى تأجيل ظهور طرازات ID من العلامة الرئيسية "فولكس فاجن"، ولا يزال العملاء مضطرون إلى تسليم سياراتهم إلى التجار للحصول على التحديثات بدلاً من تلقيها عبر الهواء من خلال الاتصال بالإنترنت.
ويعد إخفاق "ديس" في إدارة قسم CARIAD للبرمجيات القشة الأخيرة التي قصمت ظهر البعير ولكنها لم تكن سقطته الوحيدة في تاريخه المهني، حيث أدى أسلوب القيادة المتشدد للرئيس التنفيذي إلى جعله معزولًا بشكل متزايد داخل الشركة وكراهية معظم العاملين تحته حتى في المراكز القيادة ومما زاد الطين بلة أنه كان دائما ما يهدد رؤساء العاملين بقطع آلاف الوظائف لمنافسة تسلا.
وقررت اللجنة العليا لمجلس الإشراف في مجموعة فولكس فاجن، المكونة من ممثلين من العلامات التجاريةبورشه وبييتش Piëch المتحكمة في المجموعة بالكامل، ومسؤولين من ولاية ساكسونيا السفلى الألمانية وزعماء عماليين، إقالة ديس من منصبه منذ 20 يوليو، وذلك وفقًا لأشخاص مطلعين على المناقشات الداخلية للشركة.
وتم إبلاغ "ديس" بالقرار في 21 يوليو وقت الغداء، بعد جولة له في مصنع فولكس فاجن في تشاتانوغا ، تينيسي بالولايات المتحدة الأمريكية وكان وقتها ما زال يعاني من آثار اضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
وأمهلت المجموعة "ديس" 24 ساعة للرد وقرر أن الوقت قد حان للاستقالة بعد التشاور مع المستشارين القانونيين، وفي 22 يوليو ، أعلنت مجموعة فولكس فاجن عن القرار بشكل رسمي.