حكاية بطل أكروبات الغردقة تنتهي بالعجز والعمى.. غريب للمحافظ: عايز مشروع.. شاهد

فجأة انقلب النور إلى ظلام ، والأحلام تحولت إلى كوابيس ، ويتحول المستقبل الباهر إلى سراب بات في غياهب المجهول، ويسدل الستار على أعوام من حياته عاشها مبصرا بكل ما في الدنيا من أشكال وألوان وملامح ، كانت عيناه المعين الحقيقى له لمواجهة الحياة بكل ظروفها ، لم يكن "غريب" صاحب الـ30 عام يتخيل أن حالة ينقلب رأس على عقب ، احترف العاب السيرك والأكروبات وكان بارع فيها ويقيم عروض فى القرى والمنتجعات السياحية ، ولكن الحال لم يدم فكانت تلك الهواية واللعبة ومصدر رزقه الوحيد هي أيضا سبب خرابه ؛ فسببت له تلك المهنة التى كان يرزق منها  له في دمورٍ كامل بالعصب البصري، ليتوقف قطار الأمل .

بصوت خافت حزين يملؤه اليأس يقول غريب الغريب عبد العال 30 عام :"كنت بصحتى وحياتى كانت ماشية تمام ، وبكسب من عرق جبينى لغاية 3 سنين ، الدنيا حالها اتشقلب معايا ، وبعد م كنت بجيب القرش ، بقيت معرفش أدخل الحمام لوحدى ، قصتى بدأت مع حبى لألعاب الأكروبات والسيرك وكنت بعمل عروض فى القرى والمنتجعات السيايحة للسياح الاجانب ، وكنت بكسب كويس ، كنت مأجر شقة ومتجوز ومعايا طفلين ، لكن القدر كان كتب نهاية لقصتى ، لما فقدت بصرى وأصيب العصب البصرى عندى بسبب المهنة اللى بشتغلها ، روحت ولفيت كتير فى أكتر من مستشفى وأكتر من دكتور عشان اتعالج لان العين غالية ، صرفت اللى قدامى واللى ورايا ، وبعت عفش بيتى ، وكان املى ان كل ده يتعوض لو رجع ليا بصرى ، لكن القدر قال كلمتة "

وتابع غريب  :"ليا 3 سنين بلف على علاج ومستشفيات ملقتش ، لما الحال داق بيا ، واتكسرت عليا الايجارات ، ولاد الحلال قالولى روح للمحافظ عشان يساعدك ، بشقة تلمك انت وولادك ، وبالفعل استغلت مناسبة العيد القومى وروحت قابلت المحافظ اللواء عمرو حنفى وبمجرد معرف بقصتى كلف وقتها اللواء ايهاب رأفت رئيس مدينة الغردقة يدينى سكن يلمنى أنا واسرتى ويساعدنى بكل اللى أحتاجة وحضنى ، وحسيت فعلا ان الدنيا بخير ، مجلس المدينة ادونى شقة اوضة وصالة دور ارضى فى مبارك  13 لغاية النهارده مش عارف ادفع مقدمها وانا باخد 450 وزارة التضامن الاجتماعى عملالى  كارنية الخدمات المتكاملة "إعاقة بصرية " جنية فى الشهر  من ، كان نفسى تكون الشقة  أكبر من كده تساعنى أنا وولادى " 

وأشار غريب :" لفيت على دكاترة كتير كلهم قالوا علاجك مش هنا علاجك بره ، وبدعى ربنا كل يوم أن حد يسمع صوتى ويتبنى حالتى ويساعدنى أنى أتعالج لأني صرفت اللى ورايا واللى قدامى ، ونفسى ارجع اشتغل تانى ، لان شعور انى عاجز حتى انى أدخل الحمام لوحدى وأنا فى السن ده صعب جدا وربنا م يوريها لحد ، وأتمنى أن اللواء عمرو حنفى يساعدنى بأى مشروع أقدر أكل منه عيش ، أعرف أصرف على عيالى ، لأنى فى أوقات كتيرة ، مبيكونش عندى أكل وبيصعب عليا نفسى لما ابنى الصغير يطلب وانا فى السن ده ومش قادر .

اختتم غريب: "أنا عندى أمل فى ربنا قبل كل شئ ، و عارف أن دى أقدار الله ، وصابر والحمد لله ، وبدعى ربنا ليل نهار أنى أقدر أرجع أصرف على ولادى تانى ، وأكل عيش من عرق جبينى، وأحس تانى بطعم الحياة اللى راح منى فى غمضة عين".