ألقى نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس، اليوم الثلاثاء خطابًا حدد فيه "أجندة المستقبل" في واشنطن، وذلك قبل ساعات فقط من خطاب منافس من قبل رئيسه السابق دونالد ترامب خلال أول زيارة له للعاصمة منذ يناير 2021.
وحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، خاطب بنس المؤتمر الطلابي الوطني المحافظين التابع لمؤسسة "يونج أمريكا"Young America's Foundation صباح اليوم الثلاثاء، ملقيًا نسخة معدلة من خطاب كان يعتزم إلقاءه أمس الاثنين أمام مؤسسة التراث المحافظة قبل تأجيل الحدث.
وقال بنس في كلمته: "جئت اليوم بنية التحدث إليكم حول مجموعة واسعة من الموضوعات، لكن الطقس كان لديه خطط مختلفة بالنسبة لي أمس، لذلك سأنتهز اليوم الفرصة للتحدث عن أجندة للمستقبل".
وأضاف أن المحافظين "يجب أن يركزوا على المستقبل لاستعادة أمريكا"، ووضع ما أسماه بأجندة الحرية لأهداف السياسة المحافظة في كل شيء بدءًا من الاقتصاد إلى الهجرة إلى المعارك الثقافية حول التعليم.
ووفقًا لـ"سي إن إن"، ألمح خطاب بنس إلى تمهيده لحملة رئاسية، قد يواصل متابعتها للترشح في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة في عام 2024، حيث تضع تطلعات هذه في صراع مباشر ومواجهة شديدة مع ترامب الذي كان رئيسه ويفكر أيضًا في الترشح للرئاسة مجددًا.
ولفت بنس: "أعتقد أن أجندة الحرية هذه توفر خارطة طريق واضحة للقادة المحافظين جميعًا للتواصل بعمق مع الشعب الأمريكي على رأس أولوياتهم".
وانقسم الجمهوريان منذ أحداث 6 يناير 2021، عندما مارس ترامب ضغوطا على بنس لتأجيل فرز الأصوات الانتخابية لعام 2020 التي فاز بها الرئيس جو بايدن، حيث رفض نائب الرئيس السابق الانصياع لرغباته ومحاولاته غير الدستورية لإلغاء النتائج والتحدث عن تزوير الانتخابات.
وأكد بنس "الآن قد يختار بعض الناس التركيز على الماضي.. لكن الانتخابات تدور حول المستقبل وأعتقد أنه يجب على المحافظين التركيز على المستقبل لاستعادة أمريكا".
ومن المقرر أن يتحدث ترامب مساء اليوم الثلاثاء في مؤتمر معهد أمريكا فيرست بوليسي في واشنطن، ومن المتوقع أن يركز الرئيس السابق على "القانون والنظام"، بحسب متحدثه تايلور بودويتش.
وقال بودويتش لـ"سي إن إن": "يرى ترامب الأمة في حالة انحدار مدفوعة جزئيًا بارتفاع معدلات الجريمة وأن المجتمعات أصبحت أقل أمانًا في ظل سياسات الديمقراطيين".
وأضاف "ستسلط ملاحظاته الضوء على إخفاقات سياسة الديمقراطيين، بينما يضع رؤية أمريكا أولاً للسلامة العامة التي ستكون بالتأكيد قضية حاسمة خلال الانتخابات النصفية وما بعدها".
بعد تحالفهما وشراكتهما لسنوات، يقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونائبه السابق مايك بنس في مواجهة بعضهما البعض في معركة كسب ثقة الحزب الجمهوري تمهيداً لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة في 2024.
وذكر حلفاء ترامب أنهم يأملون في أن يستخدم الرئيس السابق خطاب اليوم للتطلع إلى الأمام والتركيز على وضع أجندة جمهورية قبل الانتخابات النصفية، على عكس جهود بنس في خطابه الذي قدم فيه أجندة إرشادية للمرشحين الجمهوريين لعام 2022.
ووفقًا لما ذكرته قناة “يورو نيوز”، يمثل هذا التحرك تحولاً كبيرًا بالنسبة لبنس الذي كان على مدى 4 سنوات قضاها في البيت الأبيض المدافع الأكثر ولاء عن ترامب، قبل أن ينقلب في عام 2020.