لا يزال المدير التنفيذي لـ "تسلا"، إيلون ماسك مثيرا للجدل كلما تكلم، لا يوجد رئيس تنفيذي لشركة سيارات أخرى يتصرف مثله، حتى أنه لُقَّب بالشخصية غريبة الأطوار، فبدلا من معالجة المشكلة الخاصة بأنظمة الطيار الآلي (القيادة الذاتية) الموجودة في سيارات “تسلا” والتي أثير حولها الكثير من الجدل وتسببت في حوادث مميتة في العامين الماضيين استدعت فتح تحقيق من قبل الوكالات الفيدرالية، استمر في استراتيجية تحويل الانتباه بعيدا عن المشكلة الرئيسية التي تواجهها الشركة مستخدما أسلوب "بص العصفورة"، مع وعده الأحدث باستخدام نفس تقنيات سيارات الفورمولا وان في سيارات تسلا المستقبلية وهو الوعد الذي لا يزال غير منطقي على الإطلاق.
وفقا لتقرير موقع auto evolution المتخصص في السيارات، سبق وأن قدم إيلون نفس هذا الوعد قبل عقد من الزمان ولكنه لم يفي به، ولكنه عاد ليجدد الفكرة و يطرحها مرة أخرى في نفس الوقت الذي تواجه فيه الشركة تحديات تستدعي منه طمأنة العملاء بوعود مختلفة تماما، حيث قال "ماسك" إنه "متحمس للعمل مع خدمات تسلا لتمكين تسريع خدمة وصيانة السيارات في نفس الساعة قدر الإمكان وهو نهج سيارات في الفورمولا وان.
في عام 2015 ، قبل أكثر من سبع سنوات ، قال الرئيس التنفيذي نفس الشيء عندما رحب بـ كبير مهندسي الفورمولا 1 وأشهرهم "كيني هاندكامر" عندما قام بزيارة مقر تسلا وقتها، ووعد إيلون العملاء بتجربة خدمة وصيانة محسنة تكون نهجها الرسعة الفائقة على غرار سيارات سباق الفورمولا وان.
يعمل "هاندكامر" حاليا مع فريق "لوسيد موتورز" الأمريكية المنافسة المتخصصة أيضا في السيارات الكهربائية وهو ما يعني أن "إيلون" فشل في اجتذابه للتعاون مع العلامة التجارية التي ما زالت رائدة في عالم السيارات الكهربائية.
لكن لسبب لم يعلن إيلون ماسك عنه، ما زال متمسك بوعده السابق واعتقاده بأنه يستطيع الآن القيام بذلك بنفسه. قال المدير التنفيذي إنه يريد العمل مع فريق "تسلا للخدمات" لإضافة تقنيات F1 التي من شأنها أن "تحدث ثورة في خدمة السيارات السائدة"، مع سرعة فائقة في الصيانة.
ما يجعل الأمر أكثر صعوبة في تحقيق هذا الحلم لـ "ماسك" أولاً ، أنه ليس لديه أي تجربة مع سباقات الفورمولا 1 على الإطلاق. قد يكون معجبًا برياضة السيارات ، لكن الرئيس التنفيذي لم يشهد أبدًا أو يشارك في تطوير واختبار سيارة مخصصة لسباق F1. كما أنه لم يشارك بأي شكل من الأشكال في اختيار الأشخاص المناسبين لتشكيل فريق يضمن الفوز بالجائزة الكبرى في حال مشاركته في السباق، حتى أن قطب الأعمال والملياردير اللامع قال مازحًا بشأن الفورمولا وان بأنه يعتقد أن السيارات يجب أن تكون كلها كهربائية مع عدم الأخذ بعين الاعتبار أن هناك سباقات الـ فورمولا E المخصصة لذلك.
السبب الثاني الذي يجعل وعود "ماسك" مجرد كلام فقط، هو عدم اهتمامه اصلا بالسباقات، فهو لم يحضر أبدا أي سباق سواء للفورمولا وان أو الفورمولا إيه، أي أنها ليست على جدول أعماله، أما السبب الثالث الذي يجعل من الصعوبة بمكان تحويل سيارات تسلا إلى نفس التكنولوجيا الخاصة بسيارات الفورمولا وان، هو المبالغ الطائلة التي يتقاضاها مهندسي هذه السباقات، يتقاضون أجورًا جيدة جدًا مقابل وظائفهم. يمكن لرئيس الطاقم أو مدير الفريق الهندسي أن يكسب ما يصل إلى 1،000،000 دولار أو أكثر سنويًا. هل تستطيع تسلا دفع هذا النوع من المال لمهندسيها أو موظفيها المعاد تدريبهم أو المعينين للتو؟