في الوقت الذي تشير فيه الاستطلاعات الإسرائيلية المتتالية إلى ثبات قوة معسكر رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، على حافة 60 مقعداً مقابل 54 مقعداً للمعسكر المناهض بما في ذلك القائمة الإسلامية بقيادة منصور عباس، تعهد وزير الأمن الإسرائيلي وزعيم تحالف "كاحول لافان تكفا حداشاه"، بيني جانتس، في مقابلة تلفزيونية مساء أمس الإثنين، بأنه لن يعود للتحالف أو تشكيل حكومة مع نتنياهو بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في الأول من نوفمبر المقبل.
وزعم جانتس أنه كان تلقى في 29 يونيو الماضي؛ أي قبل يوم واحد من حل الكنيست الإسرائيلي، عرضاً رسمياً من نتنياهو بأن يتولى رئاسة الحكومة، إلا أنه رفض العرض هذه المرة.
وجاء تعهد جانتس هذا وادعاؤه بشأن عرض من حكومة نتنياهو في محاولة لإصلاح الضرر الذي ألحقه بمكانته ومصداقيته السياسية، بعدما كان اتجه في إبريل 2020، خلافاً لكتاب التوصية الذي حصل عليه لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، إلى ترك معسكره المناهض لنتنياهو، وإبرام اتفاقية ائتلاف حكومي مع نتنياهو على أساس التناوب بينهما على رئاسة الحكومة.
وبالرغم من تشكيل حكومة الوحدة المذكورة، في 17 مايو 2020، فإنّ الحكومة سقطت بعد 7 أشهر لعدم إقرار الميزانية الجديدة، حيث فضّل نتنياهو إسقاط الحكومة على مواصلة عملها لتفادي تسليم غانتس منصب رئيس الحكومة الذي كان موعده الرسمي في اتفاقية تشكيل الحكومة هو 17 نوفمبر 2021.
وقال جانتس إنه خلافاً لشريكه زعيم حزب "ييش عتيد"، يئير لبيد، الذي يترأس حالياً حكومة تصريف الأعمال، يملك قدرات أكبر في الوصول لشرائح أوسع في الأحزاب الصهيونية، في إشارة لاتصالات يجريها مع أحزاب الحريديم، التي تضع مبدئياً خطاً أحمر على أي تحالف حكومي مع يائير لابيد وأفيجدور ليبرمان (زعيم حزب يسرائيل بيتينو) بسبب مواقفهما المتشددة ضد التيار الديني.
إلى ذلك تعهد جانتس، في المقابلة مع القناة الإسرائيلية العامة "كان 11"، بأنه لن يتعاون مع القائمة المشتركة بقيادة أيمن عودة، ولا ككتلة داعمة لائتلافه من الخارج. في المقابل، قال إنه قد يشرك القائمة الإسلامية بقيادة منصور عباس، ولكن دون الاعتماد عليها في استقرار الحكومة وتثبيتها.
وتطرق جانتس للأزمة الحالية بين إسرائيل وروسيا، على خلفية إنذار وزارة العدل الروسية للوكالة اليهودية وجملة من المنظمات الناشطة في روسيا لرفع أعداد اليهود الروس المهاجرين إلى إسرائيل، قائلاً إنّ "إسرائيل تحتاج روسيا وروسيا تحتاجنا أيضاً وأنا مقتنع بأننا سنتمكّن من إيحاد الطريق للتقدم"، ورفض جانتس في المقابل إدانة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن جرائم الحرب في أوكرانيا، مكتفياً بالقول إنّ "الحرب هي أمر قاسٍ وتحدث فيها أمور قاسية وآمل أن تنتهي قريباً".
وفي سياق النشاط والمساعي الإسرائيلية للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس، قال جانتس إنّ التحركات الإسرائيلية لا تتوقف، لكن لم يتم بعد إحراز تقدم. مع ذلك، أعرب عن اعتقاده بأنّ "الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى (حماس) يخضعون لإشراف طبي، وحماس معنية بالحفاظ عليهم على قيد الحياة". وأضاف: "علينا انتظار التوصل لصفقة شاملة لاستعادة أبنائنا الذين أرسلناهم لغزة وباعتقادي هذا أمر مهم جداً وسنعمل بهذا الاتجاه".
يشار إلى أنّ جانتس كان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي خلال العدوان على قطاع غزة عام 2014، الذي استمر 54 يوماً تحت مسمى "الجرف الصامد"، وتمكنت خلاله حركة المقاومة الإسلامية من أسر ضابطين إسرائيليين في الأيام الأخيرة للعدوان وهما هدار غولدين وأورون شاؤول، فيما تحتجز "حماس" أيضاً أسيرين إسرائيليين آخرين اجتازا الحدود إلى قطاع غزة وهما هشام السيد وأفيرا منغيستو.