هل صدق الله العظيم بدعة ؟ ورد إلى دار الإفتاء المصرية ، سؤال يقول "هل قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن بدعة؟
هل صدق الله العظيم بدعة ؟
وأجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء، قائلا إن القرآن الكريم ورد فيه "قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ۗ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا" فهل بعد هذه الآية يحرم أن نقول صدق الله، بعد قراءة القرآن بل ونزيد فيها اسم الله العظيم، ولا يقصد بهذه الآية أنها جزء من القرآن؟
وأكد، أن البعض من المتشددين، خرجوا علينا اليوم، يحرمون قول "صدق الله العظيم" بعد الانتهاء من قراءة القرآن الكريم، ويستبدلونها بقول "كفى" أو الإشارة للقارئ بالسكوت.
وأشار إلى أن كلام الله تعالى هو صدق، ونحن نؤمن بأن كل حرف فيه صدق، ونؤمن بأنه لا زيادة فيه ولا نقصان، ونؤمن بأنه كلام الله تعالى المعجز الذي نزل على رسوله الكريم.
حكم صدق الله العظيم في قراءة القرآن
ورد إلى دار الإفتاء المصرية عبر البث المباشر بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك اليوم سؤالاً يقول: ما حكم صدق الله العظيم في القرآن حيث وجدت بعض صفحات التواصل الاجتماعي تقول إنها بدعة علماً بأن جميع المشايخ وحفظة القرآن يرددونها؟
حكم قول صدق الله العظيم
وقال الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية خلال إجابته على السائل، لدينا قاعدة تقول " المطلق يجري على إطلاقه حتى يأتي ما يقيده"، فالشرع حينما يطلب شيء مطلقاً لا ينبغي علينا أن نقيده ما لم يأت تقيده، فالله تعالى يقول" قل صدق الله" وهذه الآية لم تبين هيئة معينة أو وقت محدد دون وقت، وفيها أمر مطلق في أي وقت أو حالة أو كيفية وامتثال مشروع لأوامر الله تعالى إلا في وجود نص ينهى عن القول وفي هذه الحالة نمتنع.
ولفت ممدوح إلى أن قول النبي " اقرأوا القرآن" لفظ مطلق من النبي وأمر لا تقييد فيه إلا أنه لولا وجود نص ينهى عن قراءته في حالة الجنب لجاز من على جنابه قراءته، مشدداً على أن قول "صدق الله العظيم" عقب الانتهاء من التلاوة مشروع والمناسبة فيه أقوى وتؤكد أنك تجدد الإيمان مع الله وتصدق بأنه كلامه المنزل على النبي الأكرم، وهو أمر مشروع بنص القرآن المطلق وسنة التلاوة المتبعة في قراءته طبقة بعد طبقة تنزل منزلة الإجماع.
مفهوم البدعة
من جانبه، قال الشيخ أحمد وسام ، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: إنه يجوز للقارئ أن يقول بعد تلاوته: "صدق الله العظيم"، يقصد بذلك الثناء على الله- عز وجل- بما أثنى به على نفسه، حين قال- سبحانه-: "قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ".
وأضاف فى إجابته عن سؤال « هل لفظ صدق الله العظيم بدعة أم أنه له مرجع فى الدين؟»، أن قول صدق الله العظيم ليس ببدعة فله مرجع فى كتاب الله حيث قال المولى فى كتابه الكريم { قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ۗ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، فامتثالًا لأمر الله، قل "صدق الله".
وتابع متسائلًا :"ما البدعة فى قول صدق الله العظيم؟ فالبدعة التى نهى عنها النبي- صلى الله عليه وسلم- هى قوله "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".
وأشار الى أن الثناء على الله جائز في كل وقت وكل حين، وليس في الإتيان به عقب التلاوة بدعة ولا مخالفة للشريعة، بل فيه تعظيم للقرآن، وتأدب مع الله- عز وجل-، وقد فعل ذلك النبي- صلى الله عليه وسلم- في إحدى المرات، كما جاء في حديث بريدة- رضي الله عنه- قال: "خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثُرَانِ وَيَقُومَانِ، فَنَزَلَ فَأَخَذَهُمَا، فَصَعِدَ بِهِمَا الْمِنْبَرَ ثُمَّ قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ «إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ»، رَأَيْتُ هَذَيْنِ فَلَمْ أَصْبِرْ، ثُمَّ أَخَذَ فِي الْخُطْبَةِ".