في بعض الأحيان يقسو الآباء على أبناءهم ظنًا منهم أن التربية تكون كذلك، وهو أمر بالغ الخطورة، لأن ذلك من شأنه أن يولد كراهية الولد لأبيه دون أن يشعر، فكونه كان سببًا في أن يأتي إلى الدنيا لا يعطيه الصلاحية في التحكم في تفاصيل حياته بالطريقة التي تؤذيه.
عقوق الآباء لأبنائهم جريمة
وقال الشيخ أبو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بهيئة كبار العلماء بـ الأزهر الشريف، إن عقوق الآباء تجاه أبنائهم يعتبر جريمة ، وهي من المشكلات الخطيرة التي تواجه المجتمع، لأنه ينتج عنه كثير من الأزمات المجتمعية ومنها الجرائم، لأن النشء الخاطئ منذ البداية يولد أخطاء متتالية فيما بعد على حياة الإنسان.
وأضاف سلامة، في حواره مع “صدى البلد”، أن مشكلة عقوق الأبناء يكون سببها الرئيسي هو عقوق الأباء، وهي نتيجة متوقعة لأن الطفل يشكل على أيدي أبيه وأمه ، ومن زرع خيرا حصد خير ،ومن زرع شرا حصد مثله، ومن لم يزرع لا خيرا ولا شرا ثم أبصر الزراع وهم يحصدون ، ندم أشد الندم على التقصير في وقت الزرع.
كيف يعرف الآباء أنهم يعوقون أولادهم؟، وأجاب أبو اليزيد ، عن هذا بالحديث الذي دار بين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورجل يشكو إليه عقوق إبنه ، فأحضر عمر بن الخطاب رضي الله عنه إبنه وأنبه على عقوقه لأبيه، فقال الابن: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب القرأن فقال الابن: يا أمير المؤمنين إنه لم يفعل شيئاً من ذلك: أما وأمي فإنها كانت لمجوسي، وقد سماني جعلاً “جعراناً”، ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً، فالتفت أمير المؤمين إلى الرجل، وقال له: أجئت إليّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك.
عقوق الآباء للأبناء
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن هناك ما يسمى بعقوق الوالدين كما يوجد عقوق الأبناء، أما الأول فيتمثل في ان يسمي الآباء أبنائهم بأسماء شاذة أو سيئة تكون محط معايرة الآخرين لهم فيما بعد كما سمى أحد الرجال ابنه " بلاء" وكان ذلك في عهد عمر بن الخطاب.
وأضاف "جمعة"، خلال إجابته على أسئلة المصلين بمجلس الجمعة الأسبوعي قائلا: "هناك من الآباء من لا يعلم ابنه صنعة أو شيء يقتات منه فيما بعد ولا يعلمه أمور دينه فهذا يطلق عليه عقوق الآباء للأبناء، وسيسألون عن ذلك يوم القيامة".
وتابع: "للأبناء على الآباء حقوق كثيرة من حسن التربية وتوفير المأوى والعلاج والنفقة قدر المستطاع والتعليم الحسن، وبالتالي يكون الأبناء ملتزمين ببر والديهم".