تسببت رسالة بعث بها نائب البرلمان عن دائرة بنها كمال الدين حسين، وهو أحد أعضاء الضباط الأحرار في مصر، وكان عضوا بمجلس قيادة ثورة 23 يوليو، في فصله من البرلمان، لما تضمنته هذه الرسالة من معاني شغلت الرأي العام وخضعت لتفسيرات سياسية متعددة نظرا لأنها كانت مرسلة في هذا الوقت إلى محمد أنور السادات أبرز أعضاء مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952.
الرسالة التي تم إرسالها من كمال الدين حسين ، كانت بعد انتفاضة الخبز فى يناير عام 1977، وسببها الاعتراض على الغلاء وسوء الأحوال المعيشية، حيق قام فيها بانتقاد ما قام به الرئيس السادات بتجاوز السلطة التشريعية ولجوئه إلى إصدار قوانين بتشريعات مقيدة للحريات.
الرئيس السادات تعامل حينها مع الرسالة عن طريق إرسالها لمجلس النواب من أجل أخذ موقف ضده، وقد كان، حيث تمت مناقشة الرسالة فى غياب العضو، وتقدم 252 نائباً من الحزب الحاكم حزب مصر العربى الاشتراكى الوسط، بطلب لإسقاط العضوية عن النائب، وقرر المجلس بإجماع نواب الحزب الحاكم أيضا ومعارضة 18 نائبا من المستقلين واليساريين نواب حزب التجمع إسقاط عضويته.
وننشر في السطور التالية نص الرسالة التى بعث بها كمال الدين حسين إلى السادات
" سلام على من اتبع الهدى وبعد .. 4 فبراير يوم مشئوم فى تاريخ مصر وقراركم فى هذا التاريخ مستغلا المادة "74"من الدستور الذى فصلته لمصلحة الفرد الحاكم قرار خاطئ وباطل دستوريا، أحملكم وزره كما حملت سابقك وزر القانون 119 .
الخطر الذى تنص عليه هذه المادة غير موجود الآن وكان لقصر نظر حكومتك والسياسة الخرقاء التى درجت عليها حكومات سبقت السبب فى الذى حدث يومى 18 و19 وبدلا من أن تعاقبوا حكومتكم على تقصيرها وتنتظر كلمة القضاء فى مدبرى الحوادث التخريبية، وهم جميعا تحت أيديكم الآن عاقبتم الشعب ومجلس الشعب فقراركم هذا ازدراء بعقلية المصريين وحريتهم وامتهانا لمجلس الشعب وضرب لكل القيم الدستورية الحقة .
أنت تعلم كراهيتى للشيوعية ووقوفى ضدها ولكنك تعلم أيضا مدى حبى لمصر (إن تقنين الظلم هو أشد أنواع الظلم ) وأن هذا الذى يجرى تقنين غير شرعى للظلم والاستفتاء الذين تنصبون تمثيليته ستزوره حكومتكم المبجلة، ملعون من الله ومن الناس كل من يتحدى إرادة أمة أو يمتهن كرامة شعب حسبنا الله ونعم الوكيل وأن لله وأن إليه راجعون "