قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أخناتون .. الملك المتمرد

هند عصام
هند عصام

أقسمت بك يا إلهي أن تجعلها نوراً في قلبي لا ينطفئ، وتجعلني عوداً في ظهرها لا ينكسر، فهي مني وأنا منها، وكلانا سر وجود الآخر هكذا قال الملك العاشق الشاعر الفيلسوف المتعبد المتأمل أول ملك متمرد فى التاريخ الملك أمنحتب الرابع "أخناتون" لزوجة الملكة الجميلة نفرتيتى .

ولد الملك أخناتون عام 1372قبل الميلاد أحد ملوك الأسرة ال18 أبن الملك أمنحتب الثالث والملكة العظيمة تي . حكمَ أخناتونُ مصرَ القديمةَ لمدّةِ سبعة عشرَ عاماً، وذلكَ بينَ عامَي 1352 قبل الميلاد 1338 قبل الميلاد إذ تولّى الحكمَ بعد وفاة والدِه الملك أمونحوتبَ الثالثِ، وكانَ اسمُ أخناتون فى ذلك الوقت "أمونحوتب الرابع" ، وقد عُرِفت الفترةُ التي حكمَ فيها باسمِ (العمارنة) ، وقد أطلق عليه ألقاب عديدة منها ( سيد الحب ، سيد الأقدار ، صاحب التدبير ) . تزوج الملك أخناتون من الملكة نڤرتيتى في أواخر العام الأول من اعتلائه لعرش البلاد وأنجب منها ستة بنات . ومنهم الملكة " مريت نيت" زوجة " سمنخ كارع " والملكة "عنخ اس بان بآتون " زوجة الملك "توت عنخ آمون " وميريت أتون ، مكيت أتون ،ست نار رع ، نَفَر نفرى رع .

يُعَدّ الملك أخناتون أوّلَ من وضعَ ديناً حديثاً "ديانة التوحيد" وهو أن يُوحّدُ الطقوسَ نحو جهةٍ واحدةٍ فقد أسَّسَ في فترةِ حكمِه عبادةً تعتمد على تقديسِ الإله (آتون)، والذي كانَ يُصوَّرُ على أنّه قرصُ الشمسِ فقد ظهرَت في بعضِ الآثارِ القديمةِ نقوشٌ تُصوّرُ الإله آتون على أنّه قرصُ شمسٍ في السماءِ يمدّ أشعّةً منه نحو الأسفلِ لتصلَ إلى العائلةَ الملكيّةَ، وقد كرّسَ أخناتون جهودَه على العبادةِ الجديدةِ، فبنى العديد من المعابدِ الجديدةِ المُخصَّصةِ لعبادةِ الإلهِ (آتون)، مثل المعابدِ في الكرنك وتلّ العمارنةِ، كما قُدِّمت أعدادٌ كبيرةٌ من طاولاتِ القرابينِ للاحتفال بالإله آتون، ولم يكتفِ بتقديسِ إلهه الجديدِ، بل وبخ ودنس الآثارِ التي تحملُ صورةَ، أو اسمَ الإلهِ السابقِ (آمون) .

وكانت الملكة نفرتيتى الزراع الأيمن للمالك أخناتون فهى رفيقته فى نشر ديانة التوحيد بالاضافة إلى مساندتها له فى كافة الأمور السياسية والدينية والاجتماعية وكانت تقدم له العون والمشورة ، وشاركته فى عبادة الديانة الجديدة وهى عبادة آتون قوة قرص الشمس وكان هو زوجته الوسيط بين الشعب وآتون .

وقد حظيت الملكة نفرتيتى بحب وإخلاص الملك أمنحوتب الرابع " أخناتون "، وعبر الملك عن حبه لها بعبارة كلها حب فقال ( الحب يملأ قلبى للملكة وأطفالها ، أمنح آيا أتون عمراً طويلاً للملكة نڤرتيتى ).
وعبرت الملكة نڤرتيتى له عن حبها عندما قالت ( امنح ابنك الذى يحبك الحياة والحقيقة، سيد الأرضين أخناتون). وبالرغم من كل هذا الحب الذى حظيت به الملكة نفرتيتي إلا أنه تزوج من أربع نساء أخريات حتى ينجب ذكور .

وقال الملك أخناتون إنشودة فى حب الإله آتون تصف مادا حبه وإيمانه باإله المفضل آتون
آتون ياأصل الحياة، كم أنت جميل في أفق السماء، بإشراقك تمتلئ الأرض بوهج سناك، أيها المتألق في علياء سمائك، وقد انقاد الكل لسلطانك وتربطهم بحبك.

علي بعدك تملأ الأرض بأشعتك ورغم ارتفاعك ترسم النهار بآثار أقدامك عندما تتواري في غرب الأفق، تمسي الدنيا في ظلام، إنه الموت، نيام الناس في بيوتهم، فلا يبصرون وقد يسرق كل ما تحت رؤسهم وهم لايشعرون، فإذا ما طلعت في الأفق إنجلي الظلام وانتعشت الأشجار والنباتات، وصفقت الطيور بأجنحتها فوق المياه ورقصت الأغنام فأنت خالق الأرض، خالق الناس والماشية، بعثت نيلاً من السماء يسقط بعيداً يروي الحقول، أنت صانع الفصول، مبدع السماء العالية والحياة في إشراقك، والموت مع غروبك وقيامك حياة للعالمين .

انشغل الملك إخناتون بفلسفته وإصلاحاته الدينية والفن والأدب وانصرف عن السياسة الخارجية وإدارة الإمبراطورية الممتدة حتي أعالي الفرات والنوبة جنوباً، فانفصل الجزء الآسيوي منها.

وفي العام الرابع من الحكم اختار إخناتون موقعاً لعاصمته الجديدة للابتعاد عن طيبة مركز عبادة أمون رع وكهنتها الذين قاوموا دينه الجديد بشدة. وشرع في العام التالي في بناء معبدٍ جديدٍ للإله آتون وقصراٍ كبيرٍ تحيطهما مدينة كبيرة، وأطلق عليها اسم أخيتاتون أي "أفق آتون" ونقل مركز الحكم إليها، وموقعها الحالى هو تل العمارنة . لا توجد من تلك المدينة حالياً إلا بقايا من الآثار ولكنها كانت على مساحة كبيرة وكانت تتميز بالتخطيط العمراني . توفى إخناتون وھو لا يزال شابا فى الثانیة والثلاثین من عمره، و انتهى معه دينه وعقیدته ديانة التوحيد" آتون " .