EN 
أعلن مجموعة من الباحثين عن اكتشافهم «بركة مياه» شديدة الخطورة في أعماق البحار في خليج العقبة، وهو امتداد شمالي للبحر الأحمر.
وأوضح باحثو مدرسة روزنستيل للعلوم البحرية والغلاف الجوي، التابعة لجامعة ميامي (UM) أن خطورة هذه الأحواض المائية المالحة تكمن في أنها تقتل من يمر عليها أو يسبح فيها بشكل سريع ونهائي.
وأضاف البروفيسور سام بيركيس، أحد أعضاء الفريق في جامعة ميامي الذي عثر على البركة الفريدة والغريبة، أن السر وراء غموضها هذا أنها خالية من الأكسجين، وبها مستويات مميتة من المحلول الملحي، ومواد كيميائية سامة مثل كبريتيد الهيدروجين - مما يجعلها أكثر خطورة، لذا فإن أي حيوان يدخل فيها يموت على الفور.
وتابع أنه وزملاؤه الباحثين اكتشفوا داخل هذه الأحواض حيوانات شبه محنطة بها، فما يزال نسيجها الرقيق سليما، ومن ذلك سلطعون مات منذ ثماني سنوات، لكنه في ذات الوقت قد تكون فرصة جيدة للحيوانات الكبيرة المفترسة للتغذي على من يقع فيها ميتا، فتستمر السلسلة الغذائية.
وعن أهمية هذا الاكتشاف الفريد، أوضح «بوركيس» لمجلة «Live Science» العلمية أن هذا الاكتشاف يمكن أن يساعد العلماء في معرفة كيفية تشكل المحيطات لأول مرة على كوكبنا، منوها: «اكتشافنا لمجموعة غنية من الميكروبات التي تعيش في مثل هذه البيئات يمكن أن يساعد في تتبع حدود الحياة على الأرض».
وواصل أحد أعضاء فريق جامعة ميامي: «وكذلك يمكن تطبيق نتائج الاكتشاف على امكانيات البحث عن الحياة في مكان آخر في نظامنا الشمسي وما وراءه، فحتى نفهم حدود الحياة على الأرض سيكون من الصعب تحديد ما إذا كانت الكواكب الفضائية يمكنها استضافة أي كائنات حية أم لا».
وتم العثور على تجمع المياه المالحة على عمق 1770 مترا باستخدام مركبة تعمل تحت الماء عن بعد (ROV)، واكتشفها الفريق في الدقائق الخمس الأخيرة من الغوص الهائل الذي دام 10 ساعات، وفقا لما نشر اليوم الجمعة.
وتقع هذه الأحواض شديدة الملوحة والخالية من الأكسجين بالقرب من الساحل، كما تحتفظ بمعلومات عن تسونامي والفيضانات والزلازل في خليج العقبة التي حدثت منذ آلاف السنين.
