ذكرت صحيفة "هآرتس"، أن جيش إسرائيل صنف موجات الحر ضمن خارطة تهديدات الأمن القومي، وذلك على خلفية موجات الحر التي ضربت أوروبا الأسبوع الماضي والتنبؤات المناخية القاسية.
وعقب ما يحدث في أوروبا، عقدت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في الأيام الأخيرة مناقشات داخلية بشأن استعداد “إسرائيل” لموجات الحر، وخلال المناقشات اعترف ممثلو الهيئات الأمنية بأنه ليس لديهم خطة قوية لمساعدة المستوطنين ومنع الموت خلال موجات الحر الشديدة المتوقعة في تل ابيب، وقالت عدة مصادر في الجلسة إنها “مقلقة وخطيرة” وإن على الوزارات والأجهزة الأمنية “وضع خطة طوارئ منظمة لمنع الوفيات”.
وكشفت صحيفة “هآرتس” الشهر الماضي، أن سلطة الطوارئ الاسرائيلية لا ترى أن موجات الحر الشديدة تشكل خطراً جاداً بما يكفي لوضعها على خارطة التهديدات على الأمن القومي الاسرائيلي وبررت ذلك على أساس أن موجات الحر ليست تهديداً واضحاً مثل هجوم إرهابي أو صواريخ، وفضل أن يتعامل معها مجلس الأمن القومي وحتى الآن قررت سلطة الطوارئ الوطنية العبرية إدراج الحرائق والفيضانات فقط في قائمة السيناريوهات التي يجب على قوات الأمن الاستعداد لها.
وصرحت وزارة جيش اسرائيل، رداً على طلب صحيفة “هآرتس”، أنه بعد نقاش احترافي حول توقعات موجات الحر ، قرر رئيس سلطة الطوارئ الوطنية أن الهيئة ستعد سيناريو موجات الحر التي ستلزم الأجهزة الأمنية والوزارات الحكومية باتخاذ إجراءات تمهيدية.
وأوضحت المصادر أن قرار وزارة الجيش جاء نتيجة التوقعات الشديدة لمصلحة الأرصاد الجوية لموجات حر قد تصل إلى 50 درجة خلال السنوات المقبلة.
كما تقرر لأول مرة تعيين مدير داخل مجلس الأمن القومي للتعامل فقط مع قضايا المناخ، وقد تولى منصبه مؤخراً، كما تم إنشاء منتدى جديد للأجهزة الأمنية في هذا الشأن.
ويعتقد مجلس الأمن القومي الاسرائيلي أنه من الضروري تحديد السكان المعرضين لخطر الموت بسبب موجات الحر، مثل كبار السن أو الفقراء الذين لا يستطيعون تشغيل مكيفات الهواء، وإرسالهم إلى الرفاه أو الصحة، وتنفيذ عمليات انقاد لهم في الوقت المناسب.
وفي الشهر الماضي نُشرت دراسة أجرتها وزارة حماية البيئة مع باحثين من جامعة تل أبيب، حيث تم العثور لأول مرة على صلة بين موت مئات “الإسرائيليين” وموجات الحر.
وفقاً للباحثين في موجات الحر الثماني التي شهدتها “إسرائيل” في الأعوام 2012-2020، لقي ما لا يقل عن 363 شخصاً حتفهم فيما يعرف بـ “الوفيات الزائدة”، وهو انحراف عن متوسط الوفيات في السنوات الثلاث السابقة.
وخلص الباحثون إلى أن “هناك زيادة حادة وكبيرة في معدل الوفيات في الأسابيع التي كانت هناك موجات حر، وفي المتوسط يمكن أن تؤدي كل موجة حر في إسرائيل إلى وفاة حوالي 45 شخصاً، كان من الممكن إنقاذ حياتهم إذا كان هناك إعداداً مناسباً للأمر”.
تم إجراء الدراسة من قبل السلطات بتوجيه من وزيرة حماية البيئة الاسرائيلية “تمار زاندبرغ”، بعد الكشف عن صحيفة هآرتس بوجود معدل وفيات زائد لحوالي 150 إسرائيلياً في موجة حر شديدة في مايو 2020.
لكن على الرغم من أن مجلس الأمن القومي صرح بأن موجات الحر تعرض “إسرائيل” للخطر ويجب إدراجها في خريطة التهديدات لها، إلا أن ممثلي سلطة الطوارئ الوطنية قالوا في المناقشات إنهم لم يقتنعوا بعد بأن موجات الحر تشكل تهديداً.
وتعتقد سلطة الطوارئ الوطنية أنه بما أن “إسرائيل” ستضربها موجات الحر بشكل روتيني، يجب على مجلس الأمن القومي أن يضع خطة استعداد روتينية لذلك، وليس خطة طوارئ.
ووفقاً لتقديرات هيئة الأرصاد الجوية يجب أن نستعد كل عام بدءاً من العقد المقبل فصاعداً لسيناريو موجة الحر الشديدة، والتي ستستمر من أسبوع إلى عشرة أيام وتتجاوز عتبة الخمسين درجة في بعض أجزاء اسرائيل، وبالعادة تحدث أربع موجات حرارية في “إسرائيل” كل عام في المتوسط.
تستمر الموجة الحرارية النموذجية في المتوسط من أربعة إلى خمسة أيام وتتميز بمتوسط درجة حرارة قصوى تقترب من 36 درجة
وبسبب أزمة المناخ من المتوقع أن يرتفع عدد موجات الحرارة في العقدين المقبلين: حوالي خمس موجات في المتوسط سنوياً، وبحلول عام 2050 سيرتفع المتوسط إلى ست موجات حرارية سنوياً، وستستمر هذه في المتوسط ستة أيام وقد تبلغ ذروتها بمتوسط 42-48 درجة.