بجردل وطيبة قلب وصوت نقي.. فلاحة الشرقية تشعل السوشيال ميديا

داخل منزل ريفي بسيط وعلى وسادة متهالكة، تجلس الحاجة نبيلة التي تخطى عمرها الـ 60 عاما وعلى وجهها السعادة والسرور بالرغم من ضيق ذات اليد، ولكن الرضا بما قسمه الله لها جعل السعادة تسكن جنبات قلبها.

وبين ليلة وضحاها وعندما شاءت الأقدار، أصبحت الحاجة نبيلة أشهر مواطنة داخل محافظة الشرقية بل داخل مصر بصفة عامة، خاصة عقب أن تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا “التيك توك”، عندما قام نجلها هيثم بتسجيل مقطع فيديو مصور لها وهي تغني أغاني شرقاوية تحمل طابع التراث لينتشر هذا الفيديو كالنار في الهشيم.

بساطة العيشة وهدوء السكن كان أول شيء قابل محرر موقع “صدى البلد” عند إجراء حوار صحفي معها، حيث كان أبناؤها وأحفادها يجلسون بجوارها وعلى وجوههم الاستغراب والفرحة مما يشاهدونه من ظهور جدتهم عبر وسائل الإعلام المختلفة.

“أنا مش عايزة حاجة غير إني أروح أزور النبي محمد وحد يتبنى موهبتي أنا وأبنائي”، تلك كانت أولى كلمات الحاجة نبيلة، ابنة قرية سنهوت دائرة مركز شرطة منيا القمح بمحافظة الشرقية، لـ “صدى البلد”.

وأضافت الحاجة نبيلة: “أنا من صغري وأنا بغني ولكن خلال عملي بالحقول الزراعية أو عندما أقوم بتجهيز الطعام لأبنائي، وفجأة دخل علي ابني هيثم ذات يوم وقال لي غني يا أمي سوف أقوم بتصويرك وهنشرها على التيك توك”.

واستكملت الحاجة نبيلة والضحكة لا تفارق وجهها: “في البداية لم أعلم ما هو التيك توك واعتقدت أنه التوك توك وسيلة المواصلات، ليؤكد لي أنه على النت، وسبحان الله وكأن إرادة الله أن يكلل لي سنوات عمري الماضية من شقاء بالنجاح لكي يسمع صوتي أحد سواء من فاعلي الخير أو من المسئولين بأن أقوم بزيارة الأراضي السعودية وأقوم بتأدية فريضة الحج”.

ولم ينته اللقاء عند هذا الحد، ولكن حرصت السيدة البسيطة التي استطاعت أن تخطف قلوب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على تقديم مجموعة من الأغاني ومدح الرسول لقراء ومتابعي موقع “صدى البلد”، وبجوارها نجلاها هيثم وأبو خالد، مستخدمين الجردل والناي، حيث قامت بغناء أغنية "البامية شوكتني". 

محافظ الشرقية لـ رؤساء المدن: عليكم تذليل العقبات أمام تنفيذ المشروعات الجارية

وتقلو كلمات الأغنية: "ماروحش الغيط.. دى البامية شوّكتني". 

تجلس الحاجة نبيلة في بيتها الريفي المتواضع على الأرض بينما يلقنها صوت أحدهم كلمات ولحن الأغنية لترددها بإبداع وتلقائية تكشف عن إعجاز طربي في صوتها.

أبويا قال لي سيبك منه
وح أجوّزك أحسن منه
جدع حليوة يفهم عنه
دى البامية شوّكتني

كما واصلت الحاجة نبيلة الغناء مستمتعة باللحن والكلمات التي ترددها في انسيابية وكأنها تحفظها من قبل وغنتها مرارًا وتكرارًا على وقع قرقعة جردل يقوم نجلها هيثم بالضرب عليه.

أبويا قال لي يا فكرية
ماتركبيش العربية
ده انتي جميلة وصبية
والبامية شوّكتني  

الحاجة نبيلة استرسلت في الغناء بطريقتها، ولم تهتم بالكاميرا قائلة:

يا بت مالك حلوة كدة ليه؟
حطالي القُصَّة على الاتنين
ده انتي حليوة والواد قمرين
والبامية شوّكتني