الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روسيا وإيران وتركيا.. بين رسائل للمنطقة وتقارب للمصالح في سوريا|ماذا دار بينهم؟

الرؤساء الروسي والإيراني
الرؤساء الروسي والإيراني والتركي

يتواجد الآن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الإيرانية طهران، وعقد قمة ثلاثية مع كل من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تناولوا خلالها العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وخاصة الأزمة السورية والأزمة الروسية الأوكرانية.

وتعد هذه ثاني زيارة خارجية لبوتين منذ بدء تدخل موسكو العسكري في أوكرانيا في 24 فبراير، بعد رحلة إلى آسيا الوسطى في نهاية يونيو الماضي.

ومن جانبها، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، أن قمة طهران الثلاثية التي جمعت بين رؤساء إيران وروسيا وتركيا، لا تعتبر في مواجهة قمة جدة.

القمة الإيرانية الروسية التركية

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن القمة الثلاثية ليست في مواجهة قمة جدة أو أية مبادرات من دول المنطقة للتعاون الإقليمي.

ووصف التهديدات الإسرائيلية الأخيرة ضد طهران بأنها "حرب نفسية"، مؤكدا أن الرد الإيراني على أي حماقة يرتكبها الكيان الصهيوني سيكون مدمرا، والكيان الصهيوني لا يمتلك القدرة على مواجهة إيران عسكريا.

وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن أوكرانيا رفضت تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقا، ولا توجد لديها حاليا الرغبة في ذلك.

وقال بوتين ردا على سؤال حول إمكانية عقد لقاء مع فلاديمير زيلينسكي: "من أجل تهيئة هذه الظروف، انسحبت قواتنا من وسط أوكرانيا، ومن كييف".

وبحث رؤساء الدول الثلاث مسألة تصدير الحبوب من أوكرانيا وغيرها من القضايا المشتركة.

وقد عكست تصريحات رؤساء روسيا وتركيا وإيران خلال القمة الثلاثية التي جمعتهم في طهران، توافقاً بشأن سوريا، التي شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التزام الدول الثلاث بعودة الوضع فيها "إلى طبيعته".

تعزيز التعاون الروسي الإيراني التركي

ومن جانبه، قال رامي إبراهيم، الباحث في الشؤون الدولية، إن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيران تأتي في إطار حالة الاستقطاب التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط لتشكيل التحالفات الدولية بشأن النظام العالمي الجديد الذي سيتشكل بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وأيضا لمعالجة بعض الملفات العالقة في الشرق الأوسط وخاصة الدول العربية.

وأضاف إبراهيم في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الرئيس الروسي يسعى لتعزيز التعاون مع إيران وتركيا فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط بحكم أن الدولتين لهما تدخلات مباشرة في شؤون عدد من الدول العربية، وأيضا محاولة الاستفادة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي في ظل العقوبات المفروضة عليه من الغرب.

وأوضح أن القمة الثلاثية التي عقدت بين قادة روسيا وإيران وتركيا، قد يكون لها تداعيات سلبية كبيرة على منطقة الشرق الأوسط وخاصة تلك الدول التي تشهد تدخلات عسكرية وسياسية مباشرة والتي استغلت حالة الخريف العربي للتدخل في شؤون الدول والعمل على انتهاك سيادتها.

رسائل بايدن وبوتين للمنطقة

وأشار إبراهيم إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومساعيه لتشكيل تكتل عربي إسرائيلي تدعمه الولايات المتحدة، من شأنه أن يحول ميزان القوى في الشرق الأوسط، وأن يكون عمله موجها ضد إيران صاحبة العلاقات الاستراتيجية مع روسيا، هذا بالإضافة إلى مواجهة التدخل التركي في المنطقة، ما دعا الأطراف الثلاثة إلى العمل على مواجهة هذا الأمر حتى لا يؤثر على مشاريعهم في الشرق الأوسط.

وذكر الباحث في الشؤون الدولية، أن تركيا تعمل على كسب ود الطرفين وتبادل المصالح معهما واستغلال حالة الابتعاد الدولي عنهما حتى يغضا الطرف عن تدخلها في الشمال السوري، خاصة وأن الرئيس التركي رجب أردوغان، يخطط لشن المزيد من العمليات العسكرية لتمديد ما تسمى "المناطق الآمنة" في الأراضي السورية بعمق 30 كيلومترا من الحدود، وهذا ما تعارضه موسكو وطهران.

وأوضح أن القمة ركزت على استغلال القرب الجغرافي لتوسع التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي بين طهران وموسكو من جانب، وتعزيز أدوات الضغط الروسية في الشرق الأوسط وإرسال رسالة مفادها أن الحرب الأوكرانية لم تزعزع موقع موسكو في المشهد الدولي، وأيضا إيجاد آلية بين طهران ومسكو لمواجهة العقوبات المفروضة عليهم من الغرب.

فرض السيطرة التركية على سوريا

ورأى إبراهيم أن قول الرئيس التركي، رجب أردوغان، إن المرحلة القادمة ستشهد إعادة تقييم لمسار آستانا بخصوص سوريا وتفعيله، يعتبر دليلا واضحا على مساع تركية لفرض المزيد من السيطرة والنفوذ في الشمال السوري، وهو ما يعد انتهاكا صريحا للمواثيق والأعراف الدولية.

ولفت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعمل على الاستفادة من الحرب الروسية الأوكرانية وأيضا الأحداث التي تشهدها المنطقة من خلال التقارب التركي الروسي الإيراني، لتنفيذ مشروعه بالسيطرة على ثروات المنطقة والتدخل في شؤونها كما نرى تدخله في العراق وسوريا وليبيا، وغيرها، كما أن طهران تساعد أنقرة في ملف الأكراد.

وتابع: "تركيا كونها دولة عضوا في حلف شمال الأطلسي، فهي تخشى أن تنهار علاقاتها المتنامية مع روسيا على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، ما يجعلها تحاول إظهار نفسها في وضع الطرف المحايد، كما أنها تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي لسد احتياجاتها من الطاقة".


-