تنتشر في الآونة الأخيرة العديد من الظواهر السلبية في المجتمع المصري خاصة في العلاقات التي تعتبر من الأعمدة الفقرية لأى مجتمع ومدي تماسكه، فاذا كانت العلاقات في المجتمع متماسكة ومتكاملة في المنفعة كان المجتمع أتسم بالرقي والتحضر، ولكن إذا كان المجتمع يتخلله السلبيات التي تؤثر على صحة العلاقات كان المجتمع عرضة لأي تلوث عقلي وبالتالي ينعكس على تصرفاته وأفعاله.
وأنتشر في الأيام الأخيرة تصريحات مثيرة للجدل قامت بأدائها الفنانة شيرين عبد الوهاب عن زوجها السابق وطليقها الفنان حسام حبيب، وهذا يعتبر نموذجا للعلاقات الضارة والسامة التي تغللت في المجتمع المصري وفي أساسه وعموده الفقري وهو الأسرة.
لأنه إذا لم تكن هناك أسرة تبني على الأسس الصحيحة والسليمة وتقوم على مبدأ الاحترام والمتبادل للزوجين وتقديم الصورة الصالحة والحسنة في علاقة الأب والأم للأبناء لن يخرج إلى المجتمع شباب يتمتعون بصحة نفسية جيدة وسوية، مما يعطي فرصة لانتشار أكبر وأوسع للجريمة وأخذ القدوة والمثل من أنصاف الفنانين الذين يقدمون للمجتمع أعمال لا تليق بالمبادئ المصرية والمجتمع المصري.
تشوية صورة المثل العليا
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، إنه للأسف المجتمع المصري أضاع القدوة والمثل الأعلى سواء في الأسرة أو المدرسة أو المجتمع بشكل عام وهذا أثر بشكل سلبي على المجتمع وبشكل كبير.
وأضافت خضر في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن المجتمع عبارة عن العمارة التي بها مجموعة أدوار فوق بعضها، والأسرة هي النواة الأولي للمجتمع والدور الأول به، ولكن الآن أين دور الأسرة في المجتمع؟.
دور الإعلام في التوعية
وتابعت: "المجتمع المصري تأثر بمؤثرات خارجية كثيرة مثل السوشيال ميديا والعولمة وما يبثونه في داخل المجتمع، ولا يوجد الآن طريقة أو محاولة للرجوع إلى المثل العليا التي كان المجتمع يتمتع بها في الماضي".
وأشارت أنه أصبح هناك تشوية للصورة المجتمعية عن طريق النماذج التي يبثها الإعلام وتسليط الضوء على النماذج السيئة بشكل كبير، وهذا يعد خطر كبير للمجتمع لأن الإنسان "كائن مقلد" ويشعر بالرغبة في تقليد أي شيء أو شخص يراه، لذلك يجب مراعاة الصورة المجتمعية التي تبث في الإعلام خاصة التي تخص العلاقات.
شرين شخصية مضطربة
من جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن شيرين عبد الوهاب "شخصية مضطربة"، على حد وصفه، وأن الأمر ليس له علاقة بطلاقها من زوجها الفنان حسام حبيب.
زواج الفنانين انعكاس للحالة الفنية
كما قال الدكتور وليد هندي، استشار الصحة النفسية، إن زواج الكثير من الفنانين قد يكون انعكاسا للحالة الفنية التي يعيشونها، وبمجرد أن يستيقظوا من هذه الحالة ويعودون إلى شخصياتهم على حقيقتها المجردة ينصدمون ويتم الطلاق.
وأضاف هندي، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هناك كثير من الحالات مثل فؤاد المهندس وشويكار، كما أن الفنان بطبيعته حسه مرهف ومشاعره عالية ومرققة، وبالتالي سهل جداً أن يتلمس جانبا وجدانيا في شخص، وأن يعزف أحد من الدائرة الخاصة به من الفنانين أو الفنانات على جانبهم الوجداني، وحينما يرى الجانب الواقعي العقلاني الرشيد في الزواج يجده مختلفا فيتم الطلاق.
تقلب مزاج الفنان في الحياة
ولفت إلى أن الفنان بطبيعته متقلب المزاج وحاد المزاج، فمن نراه كوميديا جداً على خشبة المسرح قد يكون شديد العصبية على أرض الواقع، وبناءً عليه عند الزواج لا يتآلفان مع بعضهما بسبب العصبية والتقلب واختلاف المود من حين لآخر، فيحدث الخلاف والاختلاف والصدمات فينتهي الأمر بالطلاق.
وأوضح أن الطموح أحد الأبعاد الأساسية في الطلاق، فعندما تجد النجمة أن هذا الزواج سيقف عائقا أمام مستقبلها وتطورها المهني وتحقيق أحلامها تهرب من العلاقة الزوجية وتتطلق لأن هدفها الفن، وهذا بالنسبة لها أكبر من أي شيء آخر، وقيمة الفن عندها تعلو وتسمو علو أي قيمة إنسانية أخرى، وبالتالي يتم الطلاق.