رغم مرور أكثر من ٢٤ ساعة على واقعة مصرع ربة منزل و شقيقيها و ٣ من أبنائها داخل حفرة معدة للتنقيب عن الآثار بمنزل والد ربة المنزل بقرية العركى التابعة لمركز فرشوط شمال قنا ، إلا أن الجثث مازالت حبيسة المشرحة بنجع حمادى انتظاراً لانتهاء الطب الشرعى من تشريحها لبيان سبب الوفاة.
وقائع المأساة التى أودت بحياة ٦ أفراد من عائلة واحدة بقرية العركى بغرب فرشوط ، بدأت تفاصيلها بنزول شقيقين للحفرة اعتقاداً منهما بأنهما على موعد قريب مع الثراء السريع بعد الحصول على الآثار المزعومة، إلا أن ظلام الحفرة وخلوها من الأكسجين أدى لاختناقهما وإنهاء حياتهما فى الحال.
قلب الأم لم يدرك خطورة الموقف فى باطن الحفرة العميقة، ما دفعها للقفز دون تفكير، داخل الحفرة لإنقاذ نجليها ظناً منها بأنهما مازالا على قيد الحياة، لكنها خلال لحظات قليلة لحقت بهما، ومن بعدها شقيقاها وابنها الثالث، بعد فشلهم فى إنقاذ من قبلهم، ليصل إجمالي الضحايا إلى ٦ متوفين.
واقعة التنقيب عن الآثار بقرية العركى ، لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فى ظل لعب المشعوذين ومافيا الآثار بعقول ومشاعر المواطنين الباحثين عن الثراء السريع، ما يجعل الأهالى يخاطرون بحياتهم دون إدراك للعواقب الكارثية والقانونية المترتبة على ارتكاب جريمة التنقيب عن الآثار.
حلم الثراء المزعوم أعمى عيون الضحايا عن سوء حالة التربة، وانخفاض نسبة الأكسجين، وجعل عيونهم وعقولهم تتجه فقط إلى باطن الحفرة، دون أى فرصة للنظر للأعلى، ما أدى إلى انهيار البئر عليهم فى لحظات، وسقوطهم غرقى وسط أكوام التراب على عمق أمتار بعيدة.
الجثث جرى نقلها عبر 3 سيارات اسعاف لمشرحة مستشفى نجع حمادى العام، ومازالت حبيسة ثلاجة حفظ الموتى، لحين معاينة الطبيب الشرعى، وصدور تصريح من النيابة العامة، بدفن الجثث وتشييعها إلى مثواها الأخير، وسط حالة حزن و ترقب بين الأهالى لدفن جثامين الموتى وإسدال الستار على واقعة جديدة ضمن وقائع التنقيب عن الآثار.
وكان اللواء مسعد أبوسكين، مساعد وزير الداخلية لأمن قنا ، تلقى إخطاراً من مركز شرطة فرشوط، يفيد مصرع ٦ أشخاص فى بئر بقرية العركى، و تبين مصرع كل من: مريم جميل حكيم 40 عاماً وشقيقيها هانى جميل حكيم ٢٧ عاماً، فادى جميل حكيم ٣٥ عاماً ، و أبنائها أبانوب نشأت رسمى 35 عاماً ، بركات نشأت رسمى ٣٥ عاماً، و رسمى نشأت رسمى ٣٢ عاماً.