قصفت القوات الروسية شرق وجنوب أوكرانيا، اليوم الأربعاء، بعد أن قالت واشنطن إنها رأت مؤشرات على أن موسكو تستعد رسميا لضم الأراضي التي استولت عليها خلال الحرب التي استمرت قرابة خمسة أشهر، وفق ما ذكرت “رويترز”.

في غضون ذلك، سادت حالة من عدم اليقين بشأن إعادة التشغيل المخطط لها يوم غد، الخميس، لخط أنابيب الغاز الروسي إلى أوروبا، حيث حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من إمكانية تقليص إمدادات الطاقة بشكل أكبر بسبب التقدم البطيء في صيانة المعدات.

وخوفًا من قيام روسيا بقطع الإمدادات، سيضع الاتحاد الأوروبي خططًا طارئة لخفض الطلب على الغاز في غضون أشهر.

وأفاد الجيش والسياسيون الأوكرانيون بقصف روسي عنيف وأحيانًا مميت وسط ما قالوا إنها محاولات فاشلة إلى حد كبير من قبل القوات البرية الروسية للتقدم.

وقالت المخابرات العسكرية البريطانية إن الهجوم الروسي في منطقة دونباس الشرقية استمر في تحقيق مكاسب ضئيلة، حيث حافظت القوات الأوكرانية - التي تساعد بريطانيا على دعمها – على ثباتها.

ومر أكثر من أسبوعين منذ آخر مكسب إقليمي كبير لروسيا ، في مدينة ليسيتشانسك.

لكن يقول الكرملين إنه لا يوجد حد زمني لما يسميه "عملية عسكرية خاصة" لضمان أمنه في مواجهة توسع الناتو ، وأنه سيفعل كل ما يلزم لتحقيق أهدافه.

تدين أوكرانيا والغرب الصراع باعتباره حربًا عدوانية غير مبررة من جانب روسيا ضد جارتها.

وقال مسئولون أوكرانيون إن خمسة مدنيين قتلوا وأصيب 16 في قصف روسي بمنطقة دونيتسك، فيما قتل مدنيان في قصف على مدينة نيكوبول في الجنوب.

وكتب رومان ستاروفويت، حاكم منطقة كورسك الروسية، المتاخمة لأوكرانيا، على “تليجرام”، أن القوات الأوكرانية قصفت معبرًا حدوديًا هناك.

في غضون ذلك، نقلت وكالة أنباء تاس الروسية عن عمدة مدينة هورليفكا، وهي مدينة في جمهورية دونيتسك الشعبية المدعومة من روسيا في شرق أوكرانيا، قوله إن شخصًا قتل وأصيب ثلاثة آخرون، بينهم طفل، جراء القصف الأوكراني.

نقلاً عن المخابرات الأمريكية، اتهم المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، روسيا بالتمهيد لضم الأراضي الأوكرانية التي احتلتها منذ بدء الحرب في 24 فبراير، وهو تأكيد قالت السفارة الروسية في واشنطن إنه أخطأ في وصف ما كانت تحاول موسكو القيام به.

ووصفت السفارة ما تعتبره أوكرانيا والغرب بمثابة احتلال على أنه "إعادة السلام إلى الأراضي المحررة" من أجل حماية حقوق الناس بغض النظر عن عرقهم أو لغتهم - في إشارة إلى الناطقين بالروسية أو الروس في أوكرانيا الذين تقول روسيا إنها تنقذهم من الاضطهاد الذي يتعرضون له على أيدي من وصفتهم بالقوميين الأوكرانيين الخطرين.

ومن المقرر استئناف صادرات الغاز الطبيعي الروسي عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 إلى ألمانيا يوم الخميس بعد 10 أيام من أعمال الصيانة السنوية.

وقالت مصادر لرويترز إن نورد ستريم، أكبر رابط منفرد لإمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، من المتوقع أن يستأنف كما هو مقرر ولكن بقدرة مخفضة.

وفي حديثه للصحفيين، اليوم الأربعاء، بعد زيارة لطهران، قال بوتين إن طاقة نورد ستريم 1 قد تنخفض بسبب مشاكل في وحدات الضخ الأخرى، وسيتعين إرسال إحداها للصيانة في 26 يوليو.

وقال إن شركة الطاقة الروسية العملاقة جازبروم مستعدة للوفاء بالتزاماتها بشأن صادرات الغاز.

وقللت غازبروم الصادرات إلى 40٪ الشهر الماضي، ملقية باللوم على التأخير في إعادة التوربينات التي كانت شركة سيمنز إنيرجي تقوم بصيانتها في كندا.

وذكرت صحيفة “كوميرسانت” نقلا عن مصادر مطلعة أن كندا أرسلت التوربينات اللازمة لنورد ستريم 1 إلى ألمانيا بالطائرة في 17 يوليو بعد الانتهاء من أعمال الإصلاح.

واتهم الغرب روسيا، أكبر مصدر للغاز وثاني أكبر مورد للنفط الخام في العالم، باستخدام إمداداتها من الطاقة كأداة للإكراه. وتنفي روسيا تلك الاتهامات، قائلة إنها مورد موثوق للطاقة.