وصف المسؤولون في فرنسا، حرائق الغابات المشتعلة في جنوب البلاد بـ"االأخطبوط المتوحش"، الذي لا يمكن إيقافه حتى يتغير الطقس، حيث لا تزال أوروبا تعاني من موجة حر غير المسبوقة.
وحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، شهدت منطقة جيروند، وهي منطقة تحيط ببوردو في جنوب غرب فرنسا، حرائق غابات تسببت في اشتعال العشب الجاف وغابات الصنوبر لأكثر من أسبوع، مما أدى إلى اشتعال النيران في منطقة تبلغ ضعف مساحة باريس.
واضطر أكثر من 30 ألف شخص إلى الفرار والإجلاء من المناطق المشتعلة، بينما نفقت العشرات من الحيوانات في حديقة حيوان محلية بسبب الحرارة والضغط.
ويكافح ما يقرب من 2000 رجل إطفاء برفقة الطائرات والمروحيات للسيطرة عليها وسط درجات حرارة بلغت 42.4 درجة مئوية (108.5 فهرنهايت) أمس الإثنين.
لكن سيباستيان لاهاي، منسق المشاريع الأوروبية في إدارة الحرائق، اعترف اليوم الثلاثاء، بأن مهمة السيطرة على الحرائق مستحيلة حتى يتغير الطقس.
وأوضح لوسائل إعلام محلية أن "هذه الحرائق لم تعد خاضعة للسيطرة"، لافتا إلى أن الطريقة الوحيدة لوقف نيرانها بشكل مستدام هو تغير الأحوال الجوية.
من جانبه، قال رئيس مدينة جيروند، جان لوك جليزي لهيئة الإذاعة البريطانية، إن هذه الحرائق وحش مثل الأخطبوط، حيث ينمو وينمو وينمو في كل الجبهات.
ولفت إلى أنه بسبب درجة الحرارة والرياح، ونقص الماء، فتعد الحرائق وحشًا من الصعب للغاية محاربته.
وسجلت بلدة كازاوكس القريبة 42.4 درجة مئوية أمس الاثنين، وهي أعلى درجة حرارة شهدتها منذ افتتاح محطة الأرصاد الجوية الخاصة بها لأول مرة منذ أكثر من 100 عام في عام 1921، وفقًا لخدمة الأرصاد الجوية الوطنية الفرنسية.
وحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فسجلت مدن رئيسية في غرب فرنسا، مثل نانت وبريست أرقامًا قياسية في درجات الحرارة أيضًا.
وفي فينيستير على الساحل الأطلسي للبلاد، أبلغت السلطات عن نشوب حرائق لأول مرة، وبعد أقل من 8 ساعات، التهمت النيران أكثر من 700 فدان من الأراضي، مما أدى إلى إخلاء عدة قرى.