خلال الأونة الأخيرة، انتشر في المجتمع حوادث هتك عرض أطفال والكبار من أشخاص موثوق بهم في دوائرهم الآمنة، أو من الأغراب، لذلك أصبح القانون المصري صارم في تلك النوع من الجرائم، لتكون عقوبتها كعقوبة ارتكاب الجريمة كاملة، بالحبس لمدة تتراوح بين 3 سنوات، وأحيانا تصل مدة الحبس إلى 15 سنة.
انتشار هتك عرض الكبار والصغار
وكان اخر تلك الحوادث، في مدينة كرداسة واقعة مؤسفة ، حيث اكتشف عريس حمل عروسه في ٩ اشهر بعد ٣ شهور فقط من الزفاف لتفجر العروس مفاجأة بانها تعرضت لاعتداء جسدي من خالها الذي تسبب في حملها سفاحا.
وتلقت مديرية امن الجيزة بلاغا من اسرة عروس بمدينة كرداسة تتهم خالها بهتك عرضها ومعاشرتها معاشرة الازواج والتسبب في حملها سفاحا، اشارت التحريات ان الفتاة متزوجة حديثا منذ ٣ اشهر وشعرت بحالة اعياء فاصطحبها زوجها للطبيب الذي بشره بحمل عروسه وقبل ان يتمكن من التعبير عن فرحته بحمل زوجته كانت الصاعقة من الطبيب بانها حامل في الشهر التاسع.
اضافت التحريات برئاسة العقيد علي عبد الكريم مفتش مباحث قطاع شمال اكتوبر ان الزوج تمكن من التحكم في اعصابه وعاد بزوجته الى المنزل واتصل هاتفيا باسرتها الذين حضروا واخبرهم بما حدث لتخرسهم المفاجأة جميعا وبعد ضغط على الفتاة فجرت قنبلة من العيار الثقيل بان خالها هو من هتك عرضها واعتدى عليها جنسيا عدة مرات قبل اشهر من زفافها حتى حملت منه.
والقت قوة امنية القبض على خال العروس الذي اعترف بارتكاب الواقعة وبمعاشرته لابنة شقيقته معاشرة الازواج قبل زفافها.
تفاصيل واقعة طفلة ملاهي أسيوط
وكانت قبلها بأيام، واقعة طفلة ملاهي أسيوط التي أثارت حالة من الجدل، بعد أن قام طفل يبلغ من العمر 13 عاما بهتك عرض طفلة لم تتجاوز الخمس سنوات من عمرها داخل أحد الملاهي المخصصة للأطفال بحي شرق المحافظة، مما أدى إلى غضب واستياء رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وتم التحفظ على الطفل المتهم لحين الانتهاء من تحقيقات النيابة العامة، فيما تم توقيع الكشف الطبي على الطفلة، حيث أثبت تقرير الطب الشرعي وجود جروح وخدوش وعدم فض العذرية، بحسب تصريحات والد الطفلة لمراسلنا بمحافظة أسيوط.
ويقول الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن يوجد لدى بعض الأطفال هوس الجنس، ويعتبر بالفعل مرض خطير لدى الطفل عند ممارسته الجنس مع الضحية وهو طفل آخر يكون فارق العمر بينهما 5 سنوات أو أكثر، ويعتبر هذا المرض اضطراب وخلل نفسي شديد جدا، قد يؤدي إلى جرائم.
وأضاف هندي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذا الاضطراب النفسي قد يؤدي إلى جرائم، حيث أن الطفل الجاني من الممكن أن يرتكب جريمة قتل لإخفاء جريمته، وللأسف تحدث تلك الواقعة مع الأقارب، فهنا يستهدف ابن الخالة أو ابن العمة الضحية، بناء على معرفته بها، فالأطفال لا يكون لديهم إدراك بما يحدث لهم في هذه الواقعة.
تسبب إيذاي جسدي ونفسي للضحية
وأشار هندي: أحيانا يرتكب الجاني جريمة أيضا عندما يفشل في السيطرة على الضحية، وهذا المرض يكون اضطراب نفسي شائع لدى الرجال أكثر من النساء، وغالبا يكون لدى الأقارب أو أي شخص يمتلك سلطة على الطفل مثل المعلم أو المدرب أو الشيخ وغيرهم.
وأوضح هندي، أن تلك الجريمة أحيانا تحدث عن طريق إيذاء الطفل بالضرب، فحينها تظهر علامات الضرب على جسم الطفل، وصاحب هذا المرض غالبا يكون يصاب بسلوك مضاد ضد المجتمع، يرى ابن الخال أو العمة على سبيل المثال قريبته على أن لديها استقرار أسري وهو لا يمتلكه، أو تكون الطفلة ناجحة ومتفوقة في دراستها وحفظ القرءان وهو فاشل، وأهله يؤذونه ويعاقبونه دائما على فشله دون أن يساعدوه، فيكون لديه حقد طبقي من المقربين.
وتابع: "هذا الشخص يتعمد ألا يظهر صفاته السلبية أمام الأشخاص، ولكنه يحاول أن يظهر شخص ذو أخلاق ومتعاون ومنمق، وغالبا هذا المرض يأتي من أسرة مضطربة وغير متكاملة، نتيجة الهجر والطلاق، أو تكون الأسرة متواجدة ولكن لديهم انشغالات أخرى في الحياة عن أولادهم، واحيانا يكون الجاني تعرض للإيذاء الجنسي أيضا في صغره، فتسبب له مرض نفسي".
واختتم: "احيانا يكون الجاني يقبل على تعاطي المخدرات، ودائما يعاني هذا الشخص من متلازمة الانفصال الجزئي، وهو اختلال طبيعة عمل عدة مناطق بالدماغ في نفس الوقت، تعمل على تعطيل منظومة الدماغ، فيسبب في عمل تلك الوقائع والجرائم، وهذا الشخص يرفض العلاج دائما ويصاب بالاكتئاب ويكون شخصية متقلبة المزاج".
نص القانون المصري بقضايا التحرش
الدكتورة هدى بدران، رئيس الاتحاد النوعي لنساء مصر سابقا، قالت إن الواقعة قد يبدو فيها بعض المبالغة نظرا لصغر سن الطفلين، مؤكدة أن "عملية الملامسة الخارجية قد تحدث لكن أن يتم الاعتداء بمفهومة عند الكبار فهذا أمر يصعب تصديقه".
وأوضحت "بدران"، في تصريحات لـ"صدى البلد"، إن الهوس الجنسي موجود ومنتشر بشكل مبالغ فيه خاصة هذه الأيام، نظرا للدور الذي تلعبه التكنولوجيا في إتاحة المواد الإباحية، لكن في واقعة مثل تلك يعصب تصديق تعرض الطفلة للاغتصاب بمعناه المعروف.
ومن ناحية أخرى، أوضح القانون المصري أنه لا يجوز التصالح في جريمة هتك العرض، وذلك لأن جريمة هتك العرض لم تختص بالمجني عليه فقط، بل أنها جريمة مشينة تمس المجتمع ككل، ولهذا لا يمكن التصالح بها، ويتم تطبيق العقوبة على المتهم لردعه وردع أمثاله من القيام بمثل هذا الفعل المشين بالمجتمع والآداب العامة مرة أخرى.
وتنص المادة 269 من قانون العقوبات على أنه كل من هتك عرض صبي أو صبية لم يبلغ سن كل منهما 18 سنة بغير قوة أو تهديد يُعاقب بالسجن، وإذا كان سنه لم يجاوز اثنتي 12 سنة تكون العقوبة السجن المشدد مدة لا تقل عن سبع سنوات.