انتقل رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد يائير لابيد، للسكن في فيلا أحد العائلات الفلسطينية الغائبة وصاحبها يدعي "حنا سلامة ".
وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، إن لابيد “سينتقل مؤقتًا إلى منزل في القدس أُعلن عنه كممتلكات غائبين، وهو عقار فر سكانه العرب الأصليون خلال حرب 1948، لأن المقر الرسمي لرئيس الوزراء الإسرائيلي يخضع لعمليات تجديد”.
وأضافت الصحيفة: “قرار لابيد بالانتقال إلى فيلا حنا سلامة، الواقعة قرب مقر إقامة رئيس الوزراء الرسمي في شارع بلفور، يخالف مبدأ طويل الأمد لبعض رؤساء الوزراء السابقين”.
ولفتت إلى أن رئيسين للوزراء على الأقل رفضا في الماضي مقترحات بالانتقال إلى عقارات الغائبين وهما دافيد بن جوريون وليفي اشكول.
وتصنيف أملاك الفلسطينيين كأملاك غائبين تتم وفق “قانون أملاك الغائبين” الذي سنه الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي عام 1950.
وتقول “ذاكرات”، وهي مؤسسة إسرائيلية غير حكومية توثق تاريخ ما قبل النكبة، إن حنا سلامة “اختار المعماري اليهودي من أصل هنغاري زولتان شمشون هرمات الذي خطط عددا من البيوت لفلسطينيين ويهود في الطالبية”.
وأضافت المؤسسة: “حافظ هرمات على طبيعة العمارة العربية التقليدية مع فضاء مركزي للضيوف منه تخرج غرف السكن”.
وتابعت: “حنا سلامة وزوجته التي كانت مسلمة عاشا في البيت ولكنهما تركا القدس في ضوء المعارك عام 1948 وانتقلا إلى بيروت”.
وأشارت أنه “عاش في بيتهم بداية جنود أمريكيون حراس السفارة الأمريكية في شارع أغرون ومنذ الخمسينيات انتقلت إليه سفارة غواتيمالا التي انتقلت في 1980 إلى تل أبيب في أعقاب القانون الإسرائيلي بضم القدس”.
ولفتت إلى أنه “في عام 1989 تم تأجيره لمديرية السكن الحكومية الإسرائيلية، وخضع في 2011 لعملية ترميم شملت زيادة طوابق”.
ويقع المبنى على مقربة من المنزل الرسمي لرئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يخضع حاليا لعملية ترميم.
ويقيم رئيس حكومة تصريف الأعمال في إسرائيل يائير لبيد ، بالمبنى حتى انتهاء ترميم المنزل الرسمي لرئيس الوزراء.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه، في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة، في 11 يوليو الجاري: “نطالب رئيس حكومة تسيير الأعمال في دولة الاحتلال بتسليم منزل رجل الأعمال الفلسطيني المهجر حنا سلامة الذي بناه عام 1932 في مدينة القدس، أن يعيد هذا البيت لأصحابه”.
وأضاف: “كما نطالب بعدم المساس بأملاك اللاجئين الذين هجروا من بيوتهم عنوة ولهم الحق بالعودة إليها وفق القرار الأممي رقم 194”، ولم تعلق الحكومة الإسرائيلية رسميا على طلب اشتية.
وقالت “ذاكرات”، “كذكرى أخيرة من صاحب الفيلا الأصلي بقي محفورا على مدخلها “فيلا سلامة”.
وفي 1932، أقام رجل الأعمال الفلسطيني حنا سلامة فيلا في حي “الطالبية”، لتصبح منذ 1948 جزءا من القدس الغربية.
سلامة مسيحي الديانة، كان في حينه وكيلا لشركة السيارات الأمريكية “جنرال موتورز” في مناطق الانتداب البريطاني والأردن.
وإثر حرب 1948، اضطر سلامة وعائلته للانتقال إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وعلى إثر ذلك فقد تم اعتبار الفيلا “أملاك غائبين”، شأنها شأن باقي الممتلكات الفلسطينية بالقدس الغربية.