شيرين سيف النصر في أول حوار مع صدي البلد :
بعدت عن الفن لأني تعبت من الشائعات .. وجوزوني أحمد زكي ويوسف منصور
نجاح" البلدوز" فأجئني وتوقعت فشله .. وكنت سأفقد الوعي بسبب سناء جميل وعادل أدهم
الشائعات لم تمنعي من استكمال مشواري الفني وقولت " لو حيوان " جاب سيرتي هرد عليه
تعددت أسباب اختفائهن عن الشاشة لفترة طويلة الا ان النتيجة واحدة وهي غيابهن عن جمهورهن لسنوات ، جميلات الدراما في الشكل والأداء يفتحن صندوق الذكريات لـ صدي البلد ، في سلسلة حوارات يكشفن فيها رحلتهن مع عالم الفن ، وكواليس تنشر لأول مرة عن اعمالهن الفنية وحياتهن الشخصية .
بداية سلسلة "عنها " مع واحدة من جميلات الفن المصري ، استطاعت ان تترك بصمة واضحة في قلوب المشاهدين رغم قلة عدد سنوات عملها في الفن ، الا انها كانت وتظل فتاة أحلام لأجيال من المشاهدين الذين تأثروا بأعمالها الفنية المميز، انها جميلة الجميلات شيرين سيف النصر التي فتحت قلبها الى موقع صدي البلد في حوار ينشر على ثلاثة حلقات ، تكشف من خلاله كواليس وأسرار رحلتها مع عالم الفن ومشوار حياتها الذى لم يخلو من المصاعب والنجاحات والشائعات .
31 عملاً فنياً فقط قدمتهم شيرين سيف النصر لجمهورها الذى مازال متعلق بها رغم سنوات الابتعاد ، بل نموذج للفنانات اللاتي زادت نجوميتهن رغم الغياب
شيرين سيف النصر بالرغم من قلة الاعمال الا ان حياتها الفنية كانت مليئة بالحكايات والنجاحات والأزمات إيضاً ، ولم تدخر جميلة الجميلات في هذا الحوار أي معلومات عن جمهورها بل سيفاجئ القاري بصراحتها وبراءتها التي مازالت تحتفظ بها. .
قلت لها أرشيفك الصحفي مليء بالحكايات المثيرة، ولكني سأبدأ معكي من النشأة، فأنت ابنة صحفي مرموق عرف عنه معارضته الشرسة لنظام الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر ، وأم من عائلة أرستقراطية، فكيف أثرت تلك التركيبة على تكوينك وشخصيتك ؟
بالفعل والدي كان صحفي سياسي شهير واشتهر بمعارضته لنظام الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر ، وأعتقل بسبب معارضته الشرسة لفترة من الزمن ، علي الرغم من انتماءه لعائلة إقطاعية إما نشاتي فقد كانت في منزل زوج والدتي وهو واحد من أشهر المحامين بالمحكمة الدستورية العليا وقد كان بمثابة أب لي ، وهناك العديد من المعلومات المغلوطة المنتشرة عن نشأتي فالبعض يروج انني ولدت في باريس وأخرين يجزمون انني من مواليد الأردن ، ولكن كل هذا غيرالكلام صحيح بالمرة فأنا من مواليد محافظة الجيزة ، ولكني سافرت الي باريس مع والدي عدة سنوات بسبب الشائعات التي لاحقتني خلال مشواري الفني .
قاطعتها.. بالفعل تعرضتي الى شائعات لا حصر خلال مشوارك الفني، ومنها أنكي ولدت في الأردن ومن العائلة المالكة، هل هذا صحيح؟
هناك صلة قرابة تربطني بالفعل بملكة الأردن، فوالدتها شقيقة لوالدتي.
أعود الى مرحلة الطفولة ، هل كنت طفلة شقية على سبيل المثال ؟
علي الإطلاق فقد كنت طفلة هادئة الى حد كبير، وقد اعدت على القراءة منذ طفولة من خلال صديقة لوالدتي التي زرعت بداخلي هذه العادة، فحتي الأن عاشقة للقراءة وأمتلك مكتبة ضخمة بها كافة روايات نجيب محفوظ ويوسف السباعي واحسان عبد القدوس، فقد كنت أقضي معظم وقتي في القراءة، نادراً ما كنت العب مثل باقي الأطفال.
هل كان لديكي اشقاء؟
نعم.. فلدي اشقاء من والدتي وهم نبيل وطارق، ومن والدي لدي 3 اشقاء هم بوسي وخالد وشريف سيف النصر رئيس نادي الجزيرة .
ولكن هل كان للوالد تأثير علي طفولتك باعتباره صحفي معارض؟
كما ذكرت لك أنني لم أعيش مع والدي، فالتأثير الحقيقي كان نابع من زوج والدتي ، حتي أنني دخلت كلية الحقوق تأثرا به ، فلم أكن أتخيل فكرة دخولي مجال التمثيل.
إذن كيف جاء فكرة دخول مجال التمثيل ؟
عن طريق يوسف فرنسيسالمُخرج والمؤلف والفنان تشكيلي المعروف ، فقد كنت في باريس برفقة والدتي وزوجها وخالتي – والدة الملكة عليا – و قام برسم صورة لي ، وخلال تلك الفترة عرض علي المشاركة في بطولة عمل سينمائي من بطولة أحمد زكي ، وحين تخوفت من رفض والدتي دخولي مجال الفن أكد لي انه سوف يقوم بأقناعها ، وبالفعل بدأ في تدريبي على التمثيل وأتذكر انها خلال تلك الفكرة كان يردد انني لدي كل مقومات الممثلة وانه سوف يقوم بأخراج أول أعمالي ، وقد تولت خالتي حنان مهمة أقناع والدتي ، وبعد نزولي مصر كان من المفترض أن أشارك الفنان أحمد زكي بطولة العمل ، الا ان الأمر لم يكتمل ، وقام الفنان فاروق الفيشاوي وأثار الحكيم ببطولة العمل ، ثم عرض علي المخرج حسام الدين مصطفي المشاركة في بطولة فيلم عن التايكوندو والذى يشغل حير كبير من اهتمام الجمهور المصري ، وبالفعل بدأنا تصوير فيلم البلدوز، وأعترف توقعت فشل العمل ، الا أنه نجح بشكل فاق توقعاتي ، ولم يمضي وقت على مشاركتي في الفيلم حتي عرض علي أحمد زكي المشاركة في سواق الهانم .
سأتوقف عند فيلم " سواق الهانم "، لاحقا خاصة وانه يعد من أهم أفلامك وتحمل كواليسه العديد من الحكايات ، ولكن ماذا عن شعورك أثناء تصوير فيلم البلدوزر ، الم تشعرين بالرهبة آنَذاك فى أولي تجاربك التمثيلية ؟
بالتأكيد كنت أشعر بشيء من الرهبة ، ولكنها لم تصل الى مرحلة الخوف الشديد والرعب ،فلم أكن أستوعب الامر بشكل كامل و كنت على طبيعتي ، ولكن مرحلة التمثيل الحقيقة بدأت مع مسلسل " غاضبون وغاضبات " .
نتقل الى فيلم سواق الهانم، فماذا عن شعورك خلال مشاركتك كل من سناء جميل وعادل إدهم وأحمد زكي وهم عملاقة في مجال التمثيل، هنا الم تشعرين بالخوف؟
بالتأكيد شعرت بذلك خاصة وان اول مشاهدي في العمل كانت أمام هذا الثلاثي، بالإضافة الى صابرين وممدوح وافي ،فقد شعرت حينها أنني سوف أفقد الوعي منشدة الخوف ، ولكن علي الأمر ان المنزل الذي كان يتم التصوير فيها كان منزلي الشخصي ، الذى عشت وتربيت فيه ، فهذا الأمر حفف من حدة الامر كثيراً .
كيف جاءت فكرة التصوير في منزلك ؟
كان اقتراح الفنان أحمد زكي ، فحين شاهد المنزل وجد انه مناسب لتصوير العمل ، وقد قاموا بعمل بعض التغييرات في الديكور ، بالإضافة الى رغبتهم ازاله الرهبة مني .
حديثنا عن التعاون مع أحمد زكي ؟
ابن بلد ومحترم على الشخصي ، فأذكر انه كان مساند الى العمال والفنيين بدرجة كبيرة ، فلو أغضب شخص أحد العمال فكان أحمد زكي يتدخل بنفسه، بل انه كان يثور في وسط مكان التصوير .
على مدار مشوارك الفني كنت مادة جاذبة للشائعات ، فمع كل عمل كان لابد من إطلاق شائعة عن زواجك من البطل ...
قاطعتني ... جوزوني أحمد زكي ويوسف منصور وأسماء عديدة .
ولكن شائعة أحمد زكي كانت الأكثر أثارة وقد تطورت الى ساحات المحاكم بعدما أجزم أحد الدجالين أنكي تقعين في غرام أحمد زكي .. هل تتذكرين هذا الأمر ؟
بالتأكيد.. وقد سجنت هذا الدجال سبع سنوات بسبب تلك الشائعة ، فقد نشر هذا الأمر في أحدي الصحف ، وهنا اتخذت قرار برفع قضية عليه وجاء الحكم لصالحي ، واتذكر أنه كان في طريقه لعمل أحدي البرامج التليفزيونية ، وحين علمت ذهبت الى الاستديو ودخلت على الهواء وتحدثت في الأمر ، وحين سألتني المذيعة ماذا لو جاءنا به الى الاستديو أمامك ، أجابت سريعاً " هضربه بالجزمة " ، هنا تدخل والدي في الأمر وطلب مني ترك مجال الفن والتمثيل، ولكني قلت له ان هذا الأمر ليس دائم، وان الجمهور الاعلام وزملائي يدافعون عني .
هذه الشجاعة في مواجهة الامر أما تنم عن قوة الشخصية ، أو التهور الذى يصيب البعض فى مرحلة مرحلة الشباب بدون ان يدرس عواقب الأمور … فماذا عنك فى هذا الموقف ؟
الموقف كان نابع من أنني شخصية قوية ، وهذه الصفة ورثتها عن والدتي التي كانت تتميز بقوة شخصية تفوقني ، فقد كنت قد اتخذت قرار الاستمرار فى عالم الفن ، وقلت حينها " هكمل ولو أي حيوان أتكلم عليا هرد عليه "،فلم أتخذ نهج ان الشائعة يقتلها عامل الوقت .
ولكن هذه الجرأة والشجاعة تكون جاذبة لمحبي الشهرة على حساب الفنانين ، فقد يختلقون مشاكل معكي للظهور الاعلامي ، الم تشعري بذلك ؟
تجيب سريعاً .." أكيد امال أنا بعدت ليه كنت تعبت "، فقد استمريت في المقاومة ولكن في النهاية تعبت .