أحاديث زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم .. يتساءل الكثير عن صحة الأحاديث الواردة في فضل زيارة قبر الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأكد علماء أنه ليس هناك حديث صحيح يدل على فضيلة زيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- على وجه الخصوص، وزيارة المسجد النبوى أمر مشروع ومستحب وليس من شروط الحج أو العُمرة، وانتشر بين الناس 3 أحاديث ضعيفة عن ترك زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء الحج والعمرة.
ورويت بعض الأحاديث في فضل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم منها: من زارني بعد مماتي، فكأنما زارني في حياتي، ومنها: من زارني وزار أبي إبراهيم في عام واحد ضمنت له على الله الجنة، ومنها: من زار قبري وجبت له شفاعتي، وهذه الأحاديث وأشباهها ذكرها الحافظ ابن حجر في التلخيص، ثم قال: طرق هذه الأحاديث كلها ضعيفة.
زيارة قبر الرسول
الحديث الأول: «من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني» والثاني: «من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي» والثالث: «من زارني بالمدينة محتسبًا كنت له شفيعًا شهيدًا يوم القيامة».
زيارة قبر الرسول
الحديث الأول رواه ابن عدي والدارقطني من طريق عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: «من حج ولم يزرني فقد جفاني»، وهو حديث ضعيف، بل قيل عنه: إنه موضوع، أي: مكذوب، وذلك أن في سنده محمد بن النعمان بن بشبل الباهلي عن أبيه وكلاهما ضعيف جدًا.
قال الدارقطني: الطعن في هذا الحديث على ابن النعمان لا النعمان، وروى هذا الحديث البزار أيضًا وفي إسناده إبراهيم الغفاري وهو ضعيف، ورواه البيهقي عن عمر، وقال: إسناده مجهول".
زيارة المسجد النبوي
أن زيارة مسجد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مشروعةٌ سائر العام؛ فليس لها وقتٌ مخصوص، وليست من من أركان الحج أو واجباته.
حكم زيارة قبر الرسول
أنه إذا فرغ الحاج من الصلاة في المسجد النبوي يستحب أن يذهب إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
فضل الصلاة في المسجد النبوى
ويُسن للزائر الذهاب إلى المدينة النبوية للصلاة في المسجد النبوي الذي عّد الصلاة فيه خيرًا من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، فالصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، ثم ليسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
آداب زيارة المسجد النبوى
دعاء دخول المسجد النبوى يستحب للمسلم إذا أراد الحضور المسجد النبوي أن يفعل ما يأتي: أن يتنظف ويتطهر ويتطيب ويتجنب الحضور بروائح كريهة، وأن يقدم رجله اليمنى عند الدخول ويقول «بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك».
ويشرع للمسلم أن يصلي ركعتين تحية المسجد النبوي ، وإن صلاهما في الروضة الشريفة فهو أفضل لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» متفق عليه.
ويتوجه الزائر إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويقف أمامه مستقبلًا له ويبدأ بالسلام عليه صلى الله عليه وسلم بأدب وصوت منخفض ويقول : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته اللهم آته الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته ، اللهم أجزه عن أمته أفضل الجزاء , ثم يتحول إلى يمينه قليلًا ويقف أمام قبر أبي بكر الصديق رضي الله عنه فيسلم عليه ويدعو له بالرحمة والمغفرة والرضوان ،ثم يتحول قليلًا مرة أخرى إلى يمينه ويقف أمام قبر عمر رضي الله عنه فيسلم عليه ويدعو له بالرحمة والمغفرة والرضوان.
ويُلاحظ أن بعض زائري المسجد النبوي يرتكبون بعض الأخطاء التي تعد من البدع التي لا أصل لها ولم يفعلها الصحابة رضوان الله عليهم ومن هذه الأخطاء التمسح بشباك الحجرة وبجوانب المسجد واستقبال القبر عند الدعاء، والصواب استقبال القبلة عند الدعاء.
ويُسن للزائر الكريم زيارة قبور أهل البقيع وفيها العديد من الصحابة ومنهم الخليفة الثالث عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وكذلك زيارة قبور شهداء أحد ومنهم سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب ويسلم عليهم ويدعو لهم كما علم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يقولوا عند زيارة القبول : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية.
كما يُسن للزائر طالما أنه يتواجد في المدينة أن يذهب متطهرًا إلى مسجد قباء وهو أول مسجد بني في الإسلام فيزوره ويصلي فيه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ورغب في ذلك.
أخطاء يقع فيها البعض في زيارة المسجد النبوى
علينا اتباع هذه الأمور عن الزيارة، وهي: الحذر من مزاحمة المسلمين وأذيتهم، والنهي عن رفع الصوت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه محترم حيًا وفي قبره صلى الله عليه وسلم دائمًا، على المصليات في الروضة وأنحاء المسجد التحلي بالآداب وعدم رفع الصوت، وتجنب (الزغاريد)، والالتزام بالحشمة وعدم التبرج.
زيارة الحائض للمسجد النبوى
يمكن للحائض أن تتحين فترات انقطاع حيضها، أو تتناول دواءً يمنع نزول الدم باستشارة أهل الطب، ثم تغتسل وتزور المسجد النبوي ، فإن لم ينقطع دمها واقترب موعد السفر فلا مانع من أن تزور وتسلم وهي حائض إذا أَمِنَت التلويث؛ إذ الزيارة النبوية من أعظم القربات وآكد المستحبات، وحاجة الحجاج إليها متأكدة، وقد نص جماعة من الفقهاء على أن طواف الحائض المعذورة هو بمنزلة المرور الجائز في المسجد، ولا شك أن الزيارة النبوية حينئذٍ أولى بالجواز من الطواف.
دخول الحائض المسجد النبوي للزيارة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فالذي عليه جمهور الفقهاء: أنه لا يجوز للحائض المكث في المسجد، وأجازوا لها المرور داخله إذا أمنت تلويثه، واتفقوا على جواز مرورها فيه للضرورة والحاجة، ودخول المسجد النبوي لزيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والسلام عليه هو بمنزلة المرور الجائز، وقد نص بعض الفقهاء على أن طواف الحائض المعذورة هو بمنزلة المرور الجائز في المسجد، ولا شك أن الزيارة النبوية حينئذٍ أولى بالجواز من الطواف، وبذلك الكلام أفتت دار الإفتاء المصرية.