EN
خبراء تعليم:
أبرز مميزات وعيوب أسئلة الاختيار من متعدد بامتحانات الثانوية العامة
سبب إلغاء الأسئلة المقالية من امتحانات الثانوية العامة
العواقب التي يمكن تفاديها في السنوات القادمة بالامتحانات مع التحول الرقمي في التقويم التربوي
مشاكل طالب الثانوية العامة في نظام الامتحانات الجديد
أكدت الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن أسئلة امتحانات الثانوية العامة تم وضعها من قبل المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى، وجميعها أسئلة اختيار من متعدد، موضحة أن الاستقرار على أن تكون الأسئلة اختيار من متعدد وليست مقالية لتسهيل التصحيح الإلكترونى لكراسة البابل شيت دون تدخل أى عنصر بشرى.
وأوضحت أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن هذا الشكل من الامتحانات يساعد على بقاء أثر التعلم لفترة زمنية طويلة جدا، حيث أن الربط بين السؤال والبدائل يساعد على استدعاء التعلم السابق وربطه بالتعلم الحالي وتكوين مسافات تعليمية منظمة.
وأوضحت الخبيرة التربوية، أن هذا الشكل من الاختبارات يساعد على تحقيق أهداف تعليمية كثيرة مقارنة بما تحققه الاختبارات الموضوعية التقليدية، فالمنهج الذي يتم اختبار الطلاب فيه يطلق عليه اسم المنهج المختبر وهو لا يمثل أكثر من 20% من المنهج الذي تعلمه الطالب ودرسه طوال العام الدراسي، فكم من المعلومات التي تم تعلمها ودراستها وفهمها في المراحل التعليمية المختلفة ولم يُختبر فيها الطالب وبالتالي تم نسيانها.
وأشارت الدكتورة سامية خضر، إلى أن يجب على الآباء تشجيع الأبناء بالكلمات التي تحثهم على التفوق والنجاح، وتجنب الحديث بأن الثانوية العامة هي التي تحدد مصيرهم وأنها نهاية المطاف، والبعد عن تشتيت ذهن الطالب كالمشاحنات والخلافات العائلية والزوجية حتى لا تصيبه بالتوتر.
ولفتت الخبيرة التربوية، إلى أن نظام امتحانات البابل شيت يتميز بأنه يختلف عن الأسئلة المقالية التي تحتاج إلى الكتابة الكثيرة والتلقين والحفظ، وتركز الأسئلة المقالية على جزيئات محدودة والتي يستطيع الامتحان تغطيتها، ويتيح نظام البابل شيت تغطية كافة جوانب المنهج من خلال الأسئلة المتعددة.
وأشارت إلى أن هناك منصات تعليمية وفرتها الوزارة توجد فيها أسئلة متعددة وإجابات نموذجية واسترشادية يمكن للطلاب أن يعتمدوا عليها، لتسهيل عملية التدريب على الإجابة قبل دخول الامتحانات، مشيرًا إلى أن التدريب على اسئلة الاختيار من متعدد الموجودة في منصات وزارة التربية والتعليم، يساعد الطلاب على السيطرة على الإجابة وحسن إدارة الوقت.
وشددت أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، علي أن نظام الامتحانات الجديد ضرورة التحضير بشكل جيد للامتحان بالاعتماد فى المذاكرة على تبادل المعرفة من زملائهم، ومصادر التعلم المتاحة من قبل الوزارة خاصة منصة حصص مصر والقنوات التعليمية، وقد تأتى أسئلة فى الامتحان من المراجعات التى توفرها الوزارة.
وأعلنتالدكتورة سامية خضر أهمية اختبارات الاختيار من متعدد بالنسبة للطالب:
- تساعد في نمو التفكير لدى الطلاب.
- تساعد في زيادة تركيز الطلاب.
- تعمل على بقاء أثر التعلم.
- تراعي الفروق الفردية بين الطلاب.
- تقلل من نسبة التخمين والغش.
بينما علق الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن أسئلة الاختيار من متعدد إجاباتها واضحة لا يختلف عليها اثنان، وبالتالي لا تحدث أي ارتباك في التصحيح، كما أن الأسئلة الموضوعية تغطي المنهج كله لأنها لا تحتاج لوقت كبير في الكتابة، وأسئلة الاختيار من متعدد أسهل للطالب عند الإجابة؛ لأن من شروط صياغتها أن يكون جزء السؤال مصاغا بطريقة بسيطة وسليمة ويقيس ناتجا معينا من نواتج التعلم، أما البدائل الاختيارية المتاحة يراعى فيها أن يكون فيها بديل واحد فقط صحيحا تماما والبدائل الأخرى قريبة من الصحة للتأكد من مدى تركيز الطالب وفهمه.
وأوضح أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أنه من المعروف سابقا أن الطالب يمكن أن يقوم بخطوات الحل ولكن في اخر مرحلة الوصول للحل ممكن يتعثر وكان قديما الطالب ياخذ درجات علي الخطوات اما الان في نظام الاختيار من متعدد الطالب فالوضع مختلف تماما كما ان الاختيار من متعدد يقتل ملكة الإبداع والابتكار وخصوصا في اللغات التي تحتاج إلى تعبير وشرح، بالإضافة إلى أن خط الطالب في حالة الاعتماد على اختيار من متعدد سيكون سيء فليس هناك أي كتابة في هذا النظام".
وأعلن الخبير التربوي عن عيوب أسئلة الاختيار من متعدد بامتحانات الثانوية العامة وهي كالاتي:
- سهولة الغش (يمكن حل الامتحان في حالة تسريب الاسئلة في زمن لا يزيد عن ١٠ دقايق فقط)
- ممكن تخمين الإجابة الصحيحة فيها حتي لو الطالب مش مذاكر وبالتالي يحصل علي درجات لا تعبر عن مستواه الحقيقي.
- تقيس الناتج من التفكير وليس عمليات التفكير وكيف توصل الطالب الي الحل.
- تقيس معلومات متفرقة من المقرر ولا تقيس قدرة الطالب علي الربط بين الأفكار (التوجه العالمي يؤكد علي مبدأ التكاملية).
- أسئلة تتضمن الفاظا جديدة لم تمر بخبرة الطالب من قبل وبالتالي أصبحت تقيس ذكاء الطالب اللغوي وليس تحصيله.
- أسئلة تتضمن اكثر من إجابة واحدة صحيحة وأصبح محك تحديد الإجابة الصحيحة هو واضع الامتحان وحده (وهذا يفسر عدم الانفاق علي إجابة واحدة صحيحة للكثير من الأسئلة).
- أسئلة موضوعة ولم يحسب لها بشكل علمي رياضي رقمي مستوي صعوبتها بل خضع لرؤية واضع الاسئلة فجاءت معظمها فائقة الصعوبة.
- اسئلة لا تقيس قدرة الطالب علي الابداع او إنتاج جديد بل يجب عليه اختيار إجابة محددة مسبقا من بين عدة إجابات.
- أسئلة لا يمكن التعويض فيها اما يحصل الطالب علي درجة السؤال كاملة او صفر (مفيش درجات علي خطوات الحل).
- اسئلة يقابلها الطالب لأول مرة مهما حل عشرات الاسئلة قبل الامتحان.
- لا تصلح لتقييم بعض المواد مثل اللغات والرياضيات ومواد العلوم.
ومن جانب اخر أكد الدكتور محمد فتح الله، استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، علي ضرورة وجود أسئلة مقالية بامتحانات الثانوية العامة لانها تتمتع بكثير من المزايا، وهي تنظم طريقة التفكير، وتساعد الطالب على تنظيم إجاباته بالشكل والطريقة التي يريدها، وقدرته على قياس العمليات العقلية العليا لدى الطالب، وربط بين أجزاء المادة، وتؤدي بعد ذلك إلى معرفة الطالب كتابة البحث العلمي في الحياة الجامعية.
وأوضح الدكتور محمد فتح الله، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن سبب إلغاء الأسئلة المقالية من امتحانات الثانوية العامة هو أن في السنوات السابقة كان هناك نوع من الذاتية في تصحيح امتحانات الثانوية العامة، حيث كان تصحيح نفس السؤال يختلف من مصحح لآخر وهو الامر الذي دفع وزارة التربية والتعليم للبحث عن طريقة موضوعية لتصحيح امتحانات الثانوية العامة بإعتبارها سنة مصيرية درجاتها تتحكم في مصير الحياة الجامعية للطالب.
وأشار الخبير التربوي، إلى أنه متحفظ على عدم وجود اسئلة مقالية داخل اختبارات الثانوية العامة واصرار الوزارة علي جعل جميع الاسئلة اختيارا من متعدد لأن الامتحان يعد ميزانا لقياس الدرجة التحصيلية لطالب الثانوية العامة، حتي يتمكن الطالب من كتابة قدراته التعبيرية في سياق فهمة للمادة التعليمية.
وأضاف الدكتور محمد فتح الله، أن الأسئلة المقالية بالامتحانات تعبر عن رأي الطالب من خلال هذه الاسئلة، مضيفا أن يجب اتاحة فرصة للطالب أن يعبر عن رأيه في موضوعات التعبير مثلاً سؤال تحدث عن انجازات الدولة المصرية في ملف العشوائيات أو حي الاسمرات سوف يحتاج الكتابة ورقية وكذلك هناك مسائل رياضية يحتاج فيها الطالب الورقة والقلم وهناك براهين النظريات الهندسية.
صرح استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، بأن الطالب يستطيع أن يستخدم ألفاظه وتعابيره ومعجمه اللغوي الذاتي في التعبير عن الإجابة ، مما يمكن المصحح من الحكم على مهارته من خلال انتقائه للتعابير الجيدة.
ولفت استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إلى أن يختلف امتحان البابل شيت عن الشكل التقليدي لأسئلة الامتحانات، وبالتالي تختلف طريقة تصحيح امتحان بابل شيت عن الطريقة التقليدية لتصحيح الامتحانات الأخرى التي تعتمد على المدرسين بشكل أساسي لتصحيح إجابات الطلاب، ففي نظام البابل شيت لا يوجد أي تدخل بشري في عملية التصحيح بل تعتمد على النظام الإلكتروني، عن طريق جهاز الكمبيوتر (من خلال الماسح الضوئي) الذي يمكنه التعرف على الإجابات المظللة ومن ثم احتساب درجات الطالب بشكل سريع وفوري.
