أثارت واقعة طفلة ملاهي أسيوط حالة من الجدل، بعد أن قام طفل يبلغ من العمر 13 عاما بهتك عرض طفلة لم تتجاوز الخمس سنوات من عمرها داخل أحد الملاهي المخصصة للأطفال بحي شرق المحافظة، مما أدى إلى غضب واستياء رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وتساءل الجميع، كيف لطفل لم يتجاوز نصف العقد الثاني من عمره تدفعه الغريزة والشهوة لارتكاب جريمة يعاقب عليها القانون ويرفضها المجتمع والناس؟.
تفاصيل واقعة طفلة ملاهي أسيوط
وتم التحفظ على الطفل المتهم لحين الانتهاء من تحقيقات النيابة العامة، فيما تم توقيع الكشف الطبي على الطفلة، حيث أثبت تقرير الطب الشرعي وجود جروح وخدوش وعدم فض العذرية، بحسب تصريحات والد الطفلة لمراسلنا بمحافظة أسيوط.
وازدادت حوادث الاعتداء على الأطفال الآونة الأخيرة بنسبة كبيرة، حيث أنها تدمر حياة الأطفال وتؤثر عليهم نفسيا، وتعيش الكثير من الفتيات تواجه صعوبات وضغوط نفسية كثيرة؛ نتيجة ما حدث لهن.
وفي هذه الحالة، يجب توعية الطفل بكيفية التصرف في حال تعرض للخطر من شخص آخر، ويجب ألا يتم ترهيب الطفل والاستماع إلى شكواه بشكل صحيح وعدم إلقاء اللوم عليه، مع التأكيد للطفل على أن من حاول أذيته سينال عقابه.
ويقول الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن يوجد لدى بعض الأطفال هوس الجنس، ويعتبر بالفعل مرض خطير لدى الطفل عند ممارسته الجنس مع الضحية وهو طفل آخر يكون فارق العمر بينهما 5 سنوات أو أكثر، ويعتبر هذا المرض اضطراب وخلل نفسي شديد جدا، قد يؤدي إلى جرائم.
تفسير طبي لارتكاب هذه الجريمة
وأضاف هندي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذا الاضطراب النفسي قد يؤدي إلى جرائم، حيث أن الطفل الجاني من الممكن أن يرتكب جريمة قتل لإخفاء جريمته، وللأسف تحدث تلك الواقعة مع الأقارب، فهنا يستهدف ابن الخالة أو ابن العمة الضحية، بناء على معرفته بها، فالأطفال لا يكون لديهم إدراك بما يحدث لهم في هذه الواقعة.
وأشار هندي: أحيانا يرتكب الجاني جريمة أيضا عندما يفشل في السيطرة على الضحية، وهذا المرض يكون اضطراب نفسي شائع لدى الرجال أكثر من النساء، وغالبا يكون لدى الأقارب أو أي شخص يمتلك سلطة على الطفل مثل المعلم أو المدرب أو الشيخ وغيرهم.
وأوضح هندي، أن تلك الجريمة أحيانا تحدث عن طريق إيذاء الطفل بالضرب، فحينها تظهر علامات الضرب على جسم الطفل، وصاحب هذا المرض غالبا يكون يصاب بسلوك مضاد ضد المجتمع، يرى ابن الخال أو العمة على سبيل المثال قريبته على أن لديها استقرار أسري وهو لا يمتلكه، أو تكون الطفلة ناجحة ومتفوقة في دراستها وحفظ القرءان وهو فاشل، وأهله يؤذونه ويعاقبونه دائما على فشله دون أن يساعدوه، فيكون لديه حقد طبقي من المقربين.
وتابع: "هذا الشخص يتعمد ألا يظهر صفاته السلبية أمام الأشخاص، ولكنه يحاول أن يظهر شخص ذو أخلاق ومتعاون ومنمق، وغالبا هذا المرض يأتي من أسرة مضطربة وغير متكاملة، نتيجة الهجر والطلاق، أو تكون الأسرة متواجدة ولكن لديهم انشغالات أخرى في الحياة عن أولادهم، واحيانا يكون الجاني تعرض للإيذاء الجنسي أيضا في صغره، فتسبب له مرض نفسي".
ما هو "الانفصال الجزئي" لـ الأطفال؟
واختتم: "احيانا يكون الجاني يقبل على تعاطي المخدرات، ودائما يعاني هذا الشخص من متلازمة الانفصال الجزئي، وهو اختلال طبيعة عمل عدة مناطق بالدماغ في نفس الوقت، تعمل على تعطيل منظومة الدماغ، فيسبب في عمل تلك الوقائع والجرائم، وهذا الشخص يرفض العلاج دائما ويصاب بالاكتئاب ويكون شخصية متقلبة المزاج".
الدكتورة هدى بدران، رئيس الاتحاد النوعي لنساء مصر سابقا، قالت إن الواقعة قد يبدو فيها بعض المبالغة نظرا لصغر سن الطفلين، مؤكدة أن "عملية الملامسة الخارجية قد تحدث لكن أن يتم الاعتداء بمفهومة عند الكبار فهذا أمر يصعب تصديقه".
وأوضحت "بدران"، في تصريحات لـ"صدى البلد"، إن الهوس الجنسي موجود ومنتشر بشكل مبالغ فيه خاصة هذه الأيام، نظرا للدور الذي تلعبه التكنولوجيا في إتاحة المواد الإباحية، لكن في واقعة مثل تلك يعصب تصديق تعرض الطفلة للاغتصاب بمعناه المعروف.
والجدير بالذكر، أن هناك عدة عوامل من الممكن أن تدفع الأطفال إلى القيام بمثل هذا الأفعال وهي هتك عرض أطفال آخرين، مثلما حدث مع طفل أسيوط، حيث أن 70% من الأسباب ترجع إلى وجود الإنترنت واستخدام السوشيال ميديا، و10% فقط تكون بسبب معايشة الطفل لهذا الأمر، على سبيل المثال أن يكون تم الاعتداء عليه من قبل، فسبب له مرض نفسي.
ونرصد لكم مجموعة من الخطوات يجب أن يقوم بها الأهل إذا مروا بهذه التجربة مع طفلتهم:
- محاولة تعزيز ثقتها بنفسها، من خلال ممارسة الرياضة والهوايات المفضلة للطفلة
- ومحاولة أخذها في رحلة استشفائية، وفي المقابليجب تجنب عبارات الشفقة التي تُظهر التحسر على الطفلة المغتصبة.
- يتوقف الأهل عن سرد القصة مرارا وتكرارا أمام الآخرين، ويفضل محاولة تغيير السكن؛ إذا كانت حادثة الاغتصاب بالقرب من المنزل.
- اصطحاب الطفلة إلى الطبيب النفسي، لمساعدتها على تخطي آثار الاغتصاب عليها؛ لأنها ستترك انطباعات سيئة في ذاكرتها، وإذا لم تتمكن من تخطيها؛ ستصبح مريضة نفسية، وقد تفكر في الانتحار.
عر ض الطفلة على الطب الشرعي
وكانت مديرية أمن أسيوط تلقت إخطارا من مأمور قسم ثان أسيوط يفيد ورود بلاغ من سيدة تتهم طفل يدعى "س . س" 13 عاما بهتك عرض ابنتها "م . م" 4 سنوات داخل دورة مياه بأحد مراكز الألعاب الترفيهية بمدينة أسيوط.
والقى ضباط مباحث قسم ثان أسيوط برئاسة المقدم بركات أحمد بركات القبض على المتهم وتواصل النيابة العامة التحقيقات في الواقعة.
وأكد مصدر أمني في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أنه تم عرض المجني عليها على طبيب الصحة، والذي أوصى في تقريره بعرضها على الطب الشرعي لتحديد صحة الواقعة من عدمه.