درجات الحرارة اليوم .. تعيش أوروبا فترة قاسية لم تشهدها منذ وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها وذلك على كل المستويات، فبعد شتاء قارس تخلله حرب ضروس بين روسيا وأوكرانيا في شرق القارة الأوروبية، ألقت بظلالها على معظم دول القارة ومناطق كثيرة من العالم، جاء الصيف مشتعلا ليزيد الأوضاع سواء نتيجة لارتفاع درجات الحرارة.
موجة حارقة تضرب دول أوروبا
وتشهد عدة مناطق في القارة العجوز ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة عبر تاريخها، ووصلت في ألمانيا إلى حد 40 درجة مئوية، وفي إسبانيا 45 درجة مئوية وفي البرتغال 47 درجة مئوية، وأدى ذلك إلى اشتعال موجة من الحرائق في عدد كبير من الأراضي والغابات.
ولم يتوقف التأثير السلبي لارتفاع درجات الحرارة عند حرائق الغابات والأراضي، بل أدت موجة الحرارة الشديدة التي تضرب دول جنوب القارة العجوز إلى وفاة الكثير من الأشخاص، حيث لقي مئات الأشخاص مصرعهم بسبب موجة الحر المرتفعة، ففي إسبانيا لاقى 360 شخصا مصرعهم في أسبوع، وفي البرتغال لاقى 659 شخصا حتفهم، معظمهم من كبار السن.
وحول مدى تأثر مصر بموجة الحرارة الشديدة التي تشهدها أوروبا، قال الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية سابقا، إن ما أثر على أوروبا وجعل درجة الحرارة في إسبانيا تصل إلى 44 درجة مئوية هو منخفض الهند الموسمي، وأن هذا من حسن حظ مصر؛ لأنه كلما امتد هذا المنخفض إلى أوروبا أصبحت درجات الحرارة في مصر معقولة وغير مرتفعة.
وأكد عبد العال - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن درجات الحرارة في مصر لم تتخطى بعد 37 درجة، والعام الماضي وصلت درجات الحرارة إلى 43 درجة مئوية، لذا كلما امتد هذا المنخفض إلى أوروبا وأثر عليها كلما كان هناك تحسن في الأحوال الجوية في مصر خاصة في درجات الحرارة ونسب الرطوبة.
صيف 2022 أفضل من 2021
ولفت عبد العال إلى أنه من المعروف أن يكون الصيف حارا ورطبا ولكن يتخلله بعض الارتفاع في درجات الحرارة مما سيجعله شديد الحرارة ولكن لن تستمر كثيرا مثل السنة الماضية، وهذا الصيف سيكون أفضل مقارنة بالصيف الماضي.
ومن ناحيتها، أُعلنت حالة الطوارئ العامة في بريطانيا بعد صدور إنذار، من الدرجة الحمراء، لأول مرة، من موجة حرارة شديدة تضرب البلاد، وتوقع وصول درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية.
ويشمل هذا التحذير العالي لمكتب الأرصاد الجوية البريطاني منطقة لندن ومانشستر ويورك ليومي الإثنين والثلاثاء، وهذا يعني أن هناك خطر على الحياة وأن الروتين اليومي يجب أن يتغير، فمن المحتمل وضع قيود على السرعة على خطوط السكك الحديدية، كما سيتم إغلاق بعض المدارس مبكرا وإلغاء بعض مواعيد المستشفيات.
أما في فرنسا، فتوقعت الأرصاد الجوية الفرنسية أن يكون اليوم الإثنين "الأكثر حرا في غرب البلاد"، مشيرة إلى أن درجات الحرارة قد تصل إلى أربعين درجة في مناطق عدة بينها: بريتاني ونورماندي باس وأكيتان وغرب أوكسيتاني.
ماكرون يشيد بجهود رجال الإطفاء
وأتت الحرائق في فرنسا على آلاف الهكتارات من الأراضي والغابات، وأضطر الآلاف من المواطنين لمغادرة الكثير من المواقع القريبة من اتجاه النيران، وسط قيام رجال الإطفاء بجهود كبيرة لمكافحة النيران، ووقف توسعها وانتشارها في أماكن أكثر.
ويقول الكاتب الصحفي خالد شقير رئيس جمعية مصر فرنسا 2000، إن فرنسا شهدت عدة حرائق صاحبت موجة الحرارة الشديدة التي ضربت البلاد منذ عدة أيام، بعضها تم السيطرة عليه والبعض الآخر مستمر حتى الآن، مؤكدا أن "بعض المناطق الفرنسية تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة غير مسبوق، وصل إلى 42 درجة مئوية".
وأشار شقير - في تصريحات لـ"صدى البلد" إلى إن الموجة الحارة في بعض المناطق الفرنسية قد تستمر للغد على أن تبدأ في الإنحسار الأربعاء، حيث يتوقع أن تعاود درجات الحرارة الهبوط تدريجيا، منوها إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيا جهود رجال الإطفاء في فرنسا على ما قاموا به.
وأكد شقير، أن انتشار الحرائق في أوروبا يرجع إلى التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، حيث تعاني بعض دول العالم منها وبالتحدد الدول الصناعية التي يتوقع أن يتسبب ارتفاع درجات الحرارة بها في وفاة المئات من الأشخاص من كبار السن، وهذا ما حذرت منه وزارة الصحة الفرنسية.
أضرار حرارة الشمس على الجسم
ومن ناحية أخرى، أصبحت موجات الحر أكثر تواترا وشدة وتدوم لفترة أطول بسبب تغير المناخ بفعل الإنسان.
وارتفعت درجة حرارة العالم بالفعل بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بدء العصر الصناعي، وستستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تقم الحكومات في جميع أنحاء العالم بإجراء تخفيضات حادة في انبعاثات الكربون.
ونرصد لكم أضرار حرارة الشمس المرتفعة على الجسم:
- مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، تنفتح الأوعية الدموية. هذا يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم ويجعل القلب يعمل بجهد أكبر لدفع الدم في جميع أنحاء الجسم.
- يمكن أن يسبب هذا أعراضا خفيفة مثل الطفح الجلدي المثير للحكة أو تورم القدمين لتصبح الأوعية الدموية متسربة.
- في الوقت نفسه، يؤدي التعرق إلى فقدان السوائل والأملاح، والأهم من ذلك، أن التوازن بينهما في الجسم يتغير.
- يمكن أن يؤدي هذا، إلى جانب انخفاض ضغط الدم، إلى الإنهاك الحراري.