جزيرة غمام

من أروع المسلسلات التي عرضت مؤخرا مسلسل “جزيرة غمام”، وهو مسلسل تألق فيه العديد من النجوم، وعلى رأسهم الموهوب أحمد أمين والنجم طارق لطفي والمتألق دائما رياض الخولي مع وفاء عامر وباقي فريق العمل الممتع. 

قصة المسلسل ربما تكون قديمة وهي الصراع بين الخير والشر، لكن المسلسل عرض القضية بشكل أكثر من رائع وأسلوب ممتع شد الانتباه ولفت الأنظار. 

ولا شك أن الظلم والشر مهما طال لكنه ينهار وينتصر الخير، والعدل مسألة لا خلاف فيها، خاصة عندما تعرض بشكل صوفي مبهر يظهر قدرات الخالق في منح عباده الصالحين قدرات خاصة وعندما يرسخ لفكرة القناعة والرضا والشموخ.

مبادئ وقيم رائعة تحلق بالمشاهد والمتابع في عالم روحاني يجعلك تعيش في أجواء ربانية، لكنني أخشى أن ينعكس فكر جزيرة غمام علينا، فنجلس ننتظر الخير والبركات بلا عمل أو مشقة، نظن أن العبادة والطاعة تغني عن العمل، نجلس للدعاء منتظرين السماء تمطر ذهبا وفضة وهي لن تسقط سوى قطرات الماء. 

جزيرة غمام هو بالفعل دعوة للعبادة والطاعة والإيمان بالله الرازق، لكن كل ذلك مرتبط بالجهد والعمل، ولعل ذلك يفسر إصرار بطل العمل على الإمساك بأدوات النجارة طوال  المسلسل، وهو رجل الخير والبركات والمعجزات، لكي يؤكد أن العمل سيظل هو نهج الحياة ودستور أي أمة.

من يقدس العمل ويحترمه حتما سيكون من رجال جزيرة غمام وأبناء الشيخ عرفات الداعية الذي وجد في إخلاص النفس والعمل معا وسيلة التعايش الحقيقي للجميع إذا أرادوا الحياة عن حب وإيمان بأن الله يمنح أي إنسان بمقدار جهده وعمله وعطائه.