قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

محارب الشلل.. بكري يبدع فى منتجات من جريد النخيل لإعالة أولاده

بكرى القفاص
بكرى القفاص
×

إصابته بشلل مضاعف فى القدم وإعاقة فى الظهر منذ الصغر، لم يمنعه أن يعيش ويحيا كما الآخرين، الذين يعملون وينفقون على أبنائهم ، دون انتظار أن يرعاه أو يحسن إليهم أحد، فقد أصر بكرى القفاص، المقيم بصحراء قرية الكلاحين جنوب قنا ، أن يحترف أكثر من مهنة لكى تساعده فى الإنفاق على نفسه و أسرته وتوفر لهم حياة كريمة لا تقل عن الآخرين، ودون أن يقف الشلل الذى أصيب به حائلاً أمام استكمال حياته.


حرفة القفاصة أو العمل بمنتجات الجريد، كانت هى الأيسر والأنسب له، رغم متاعبها وتدنى الطلب عليها فى الفترة الأخيرة، فقد مر على عمله فى صناعة منتجات الجريد، أكثر من 39 عاماً ، تفنن خلالها فى صنع منتجات و أشكال متنوعة من الجريد، للانفاق على أسرته المكونة من زوجة و 3 أطفال.


العمل فى حرفة الجريد، لم يكن اختياراً ، لكنه كان حفاظاً على حرفة توارثها من والده و احترف العمل بها منذ كان طفلاً صغيراً بين جريد النخيل، يشاهد ما يصنع والده من أقفاص و سراير، كان الطلب وقتها لا يتوقف عليها، قبل أن تحتل مكانها منتجات الخشب والبلاستيك والحديد.


قال بكرى عبده، 49 عاماً، ولدت بشلل فى القدم اليسرى، لكنه انتقل بعد فترة للقدم اليمنى ومن بعده إعاقة فى الظهر، ما يجعلنى أمشى على يدى التى أفعل بها كل شىء، لكن هذه الإعاقة كانت سبباً فى أن أتعلم الحرفة التى أعيش منها الآن، فالإعاقة كانت تمنعنى أن أمارس حياتى مثل بقية الأطفال و أخرج إلى الشارع، ما كان يجعلنى دائم التواجد أمام والدى وهو يصنع الأقفاص و السراير والمنتجات المختلفة للجريد.


و تابع عبده، وكان وقتها الطلب لا ينقطع عن طلب السراير والأقفاص المصنوعة من الجريد، فالمنتجات الحالية لم تكن متاحة كما هى الآن، إضافة إلى أن الظروف الاقتصادية للمناطق المحيطة كانت لا تحتمل شراء منتجات خشب، إضافة لانتعاش الزراعة وقتها وما تتطلبه من مبيت أحياناً وسط الزراعات وهو ما كان يستلزم سرير من الجريد، و وجود طيور كثيرة، كان يستلزم وجود أقفاص و سدات من الجريد.


و اسستطرد عبده، كل هذه الأمور لم تعد كما كانت من قبل، فلم يعد هناك مستهلكين أو تجار يطلبونها، إلا فى المواسم فقط، فى حين أنها منذ 20 عاماً كان الأهالى يحجزون ما يحتاجون من أقفاص قبلها بأيام و قد تصل لأشهر خلال فترة المواسم، لكن حالياً هناك بارقة أمل بدأت تظهر من جديد لمنتجات الجريد تتمثل فى الكراسى التى تطلبها بعض الكافتريات كبديل للبلاستيك.


و أوضح عبده، بأن انتاج قفص صغير قد يستغرق 6 ساعات، فى حين يستغرق عمل السرير الصغير، أكثر من يوم، لكنه يقاوم ويتحمل من أجل لقمة العيش، فضلاً عن كونها مهنة موسمية تعمل لمدة 5 شهور فقط على مدار العام، وهى الفترة التى يتوافر بها الجريد فى حالة جيدة تصلح للعمل، ومن بعدها يبحث الكثير من العاملين فى هذه الحرفة عن عمل آخر، لتلبية الاحتياجات اليومية.


و أشار عبده، إلى أنه لن يورث حرفته لأولاده كما ورثها عن والده و أجدادها، لأنه يريد لهم مستقبل مختلف وحياة مريحة بدلاً من حياة التعب و المخاطر التى يعيشها، فالعمل مع آلات التقطيع الحادة التى يستخدمها فى تقطيع الجريد، تسببت فى إصابته أكثر من مرة بإصابات بالغة فى اليد أو القدم، والعمل معها يحتاج صبر ووقت طويل لإنجاز منتج بسيط.

بكرى القفاص

BAKRY (3)
BAKRY (3)
BAKRY (1)
BAKRY (1)
BAKRY (6)
BAKRY (6)
BAKRY (4)
BAKRY (4)
BAKRY (7)
BAKRY (7)
BAKRY (8)
BAKRY (8)