شاركت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية؛ ممثلة عن مصر، في المنتدى السياسي رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة 2022 بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، والمنعقد تحت شعار "إعادة البناء بشكل أفضل بعد جائحة كوفيد-19، مع النهوض بالتنفيذ الكامل لخطة التنمية المستدامة لعام 2030". وشملت المشاركة نشاط مكثف لوزيرة التخطيط بحضورها عدد من الاجتماعات رفيعة المستوى وعقد مجموعة من اللقاءات الثنائية.
وقالت الدكتورة هالة السعيد إن المشاركة في المنتدى السياسي رفيع المستوى حقق عدد كبير من المكاسب أهمها طرح رؤية لإعادة بناء الاقتصاد والتعافي لما بعد كورونا، وكيفية تأثيرات الجائحة على الخطط الوطنية بعيدة المدى وعلى رأسها رؤية مصر 2030 والتي تم الانتهاء من تحديثها لتستوعب المستحدثات الطارئة إقليميًا وعالميًا.
وأضافت السعيد أنه تم الاطلاع أيضًا على رؤى عدد من الدول والمؤسسات الشريكة والاستفادة من تجاربهم في السعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقالت السعيد إنه خلال كافة الاجتماعات الثنائية والفعاليات الكبرى؛ وجدنا تقدير كبير واهتمام بما تم استعراضه من تفاصيل المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" والتي تستهدف النهوض بأوضاع أكثر من نصف المجتمع المصري في شتي المجالات، وبما يتفق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وأشارت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية إلى أن القضية السكانية كانت حاضرة وبقوة في المنتدى، وتم استعراض المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية الذي يتعامل مع القضية السكانية من مدخل تنموى ويهتم برفع الخصائص السكانية وتمكين المرأة ورفع الوعي وتحقيق التحول الرقمي والتشريعي بما يخدم ضبط النمو السكاني. كما تم التطرق لاستعراض استعداد مصر لاستضافة الـ COP 27 بمدينة شرم الشيخ نوفمبر القادم.
وشملت لقاءات ومشاركات الدكتورة هالة السعيد في المنتدى؛ المشاركة في لقاء وزاري رفيع المستوى بعنوان "تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول 2030: معالجة الأزمات المستمرة والتغلب على التحديات"، بمشاركة وزراء عدد من الدول، حيث أشارت خلال اللقاء إلى أن الحكومة المصرية تعمل بجد من أجل تسريع تنفيذ رؤية مصر 2030، وأكدت أن مصر تعطي الأولوية لمعالجة الفجوات التنموية على مستوى المحافظات للقضاء على الفقر بجميع أشكاله، وأن توطين أهداف التنمية المستدامة يجب أن يكون مبدأ إرشاديًا لبناء اقتصاد ومجتمع أكثر مرونة قادرًا على تحمل الصدمات السلبية غير المتوقعة مثل جائحة COVID-19.
وتضمنت مشاركات وزيرة التخطيط المشاركة في جلسة رسائل من الأقاليم الجغرافية، حيث استعرضت خلالها التجربة المصرية في مواجهة تداعيات كوفيد-19، ودور المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مؤكدة حرص مصر على مشاركة تجربتها الناجحة مع دول العالم فيما يتعلق بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وشاركت الدكتورة هالة السعيد في مأدبة غداء رفيعة المستوى حول تسريع إجراءات الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة لخطة 2030 واتفاق باريس: الوصول العالمي للطاقة والطاقة العادلة والشاملة والمنصفة، بدعوة من ليو زنمين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، حيث أكدت خلال اللقاء أهمية اتخاذ إجراءات حاسمة لتحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة المعني بالطاقة النظيفة، حيث كشفت الأزمة الحالية بالفعل عن مواطن الضعف في قطاع الطاقة على مستوى دول العالم. وأوضحت أن رؤية مصر 2030 تهدف إلى تحقيق اقتصاد متنوع وتنافسي ومتوازن مع وجود طاقة نظيفة ومتجددة، وأن الدولة المصرية تستهدف الوصول بنسبة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة في مصر إلى 42% بحلول عام 2035.
وناقشت الدكتورة هالة السعيد الملفات الثنائية والتعاون العربي المشترك مع كل من نور بنت علي الخليف، وزيرة التنمية المستدامة البحرينية، والدكتور خالد بتال النجم، وزير التخطيط العراقي، و ناصر الشريدة، وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني.
وأكدت خلال اللقاءات عمق العلاقات المصرية مع الأشقاء العرب، وأهمية مد أواصر تلك العلاقات باستمرار، خاصة في ظل اهتمام وحرص القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، على توطيد علاقات مصر مع كل الدول العربية الشقيقة، كما بحثت مع أحسن إقبال، وزير التخطيط والتنمية والإصلاح الباكستاني سبل التعاون المشترك.
واستعرضت السعيد خلال اللقاءات الثنائية مع الوزراء المعنيين بالتخطيط والتنمية المستدامة أهم الملفات التي تضطلع بها وزارة التخطيط، مشيرة إلى رؤية مصر 2030، وإعداد الخطط متوسطة المدى والخطط السنوية، والتجربة المصرية في البرنامج الوطني للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، والمرحلة الثانية منه المتمثلة في الإصلاحات الهيكلية.
وشملت لقاءات وزيرة التخطيط في المنتدى السياسي رفيع المستوى؛ الاجتماع مع اوشا راو موناري، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة المساعدة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والدكتورة خالدة بوزار، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومديرة المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لبحث سبل التعاون المشترك. حيث استعرضت خلال اللقاء أهم أوجه التعاون بين مصر وUNDP.
والتقت الدكتورة هالة السعيد على هامش تمثيلها مصر في المنتدى السياسي رفيع المستوى للتنمية المستدامة بنيويورك عدد من ممثلي الأمم المتحدة، حيث اجتمعت مع كل من أمينة محمد، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، الدكتورة رولا دشتي، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا"، و كولين فيكسين كيلابيل، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والممثل الدائم لبوتسوانا لدى الأمم المتحدة، و ناتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وسيما بحوث، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
وخلال تلك اللقاءات أكدت الدكتورة هالة السعيد أن استضافة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي هذا العام COP 27، نوفبر المقبل؛ يأتي في إطار التأكيد على أهمية العمل الجماعي من أجل مواجهة التحديات العالمية لتغير المناخ، مؤكدة استعداد مصر الكامل لاستضافة المؤتمر في مدينة السلام "شرم الشيخ" ومواصلة دورها الرائد نحو التوصل إلى توافق بين جميع الأطراف بشأن تنفيذ "اتفاق باريس" بطريقة شاملة، موضحة أن القمة تفتح الباب لمزيد من فرص التعاون والشراكات، وتوسيع نطاق التعافي الأخضر الجماعي، وحشد جميع أصحاب المصلحة للمشاركة بفعالية في العمل المناخي.