شهدت العلاقات الخليجية الأمريكية مجموعة من القمم، بداية من كامب ديفيد حتى قمة جدة اليوم.
ظهرة في القمة الخليجية الأمريكية، العديد من العوامل لعودة الإدارة الأمريكية لاتباع الواقعية السياسية نحو دول الخليج العربي وعموم المنطقة.
وفي هذا التقرير، سوف نستعرض أهم القمم التي عقدت على مدار 40 سنة الأخيرة.
جرى عقد قمة جدة، اليوم السبت، بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقادة دول الخليج الست، بمشاركة مصر والعراق والأردن، رابع قمة خليجية أمريكية.
عقد 4 قمم خليجية أمريكية
ومنذ نشأة مجلس التعاون الخليجي عام 1981، تم عقد 3 قمم خليجية أمريكية الأولى في منتجع كامب ديفيد الأمريكي في 14 مايو 2015، والثانية والثالثة بالعاصمة السعودية الرياض في 21 أبريل 2016، و21 مايو 2017.
وعقدت جميع تلك القمم في ظل إدراك مشترك بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لأهمية العمل معا من أجل مواجهة التحديات والمخاطر والتهديدات المشتركة والالتزام المشترك بضرورة العمل سويا من أجل تعزيز الأمن والسلم في المنطقة والعالم.
وتصدرت ملفات التصدي للإرهاب والتدخلات الإيرانية وتعزيز العلاقات الخليجية الأمريكية أجندات القمم الخليجية الأمريكية الثلاث الماضية.
ويقول الدكتور طارق البرديسي، أستاذ العلوم السياسية، إن العلاقات الخليجية الأمريكية، علاقات استراتيجية، باتت أكثر نضجا ورشادة، لا ترتني تلك القمة في الأحضان الأمريكية 100% كالقمم السابقة، كما أن أوراق اللعبة كاملة في ناحية الولايات المتحدة.
تطور العلاقات بين الخليج وأمريكا
وأضاف البرديسي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن العرب حريصون على مزج هذه العلاقات الاستراتيجية مع قوة أخرى من العالم، ومنها: روسيا الاتحادية والصين، مما يجعل هذه القمة لها مذاق مختلف عن القمم السابقة، سواء كانت قمة كامب ديفيد أو القمة الأخيرة مع بايدن، حيث أنه ظهر في استقبال السعودية لـ ترامب عام 2016، واستقبالها حاليا لـ جو بادين، وكان استقبالها لترامب شهدة حفاوة أكثر من استقبالهم لـ للرئيس الأمريكي جو بايدن.
وأشار البرديسي، إلى أن الدولة المصرية تعتبر دولة مركزية، وهي قلب العرب، حيث أن العرب دائما يسيرون وراء الموقف المصري، ثقا في هذا الموقف، وليس معني هذا أن هناك استدارة في علاقات العرب مع أمريكا، إنما بينهم علاقات أيضا قوية ووثيقة، ولكنها اكثر نضجا، ولم تعد علاقات مغمضة العينين ولكنها أصبحت تتسم بالبحث عن المصالح المشترك.
وشهدت القمة الخليجية الأمريكية الرابعة الملفات نفسها، مع إضافة العديد من الملفات المرتبطة بالتحديات الدولية الجديدة وعلى رأسها الحرب الأوكرانية الروسية، وما نتج عنها من تداعيات على أمن الطاقة والأمن الغذائي والأمن الإقليمي والدولي.
وكانت أيضا من أبرز الملفات المطروحة، بحث توسيع نطاق السلام في المنطقة، ومحاولة البناء على نجاح الاتفاقيات الإبراهيمية للسلام في حلحلة الجمود الذي تشهده المفاوضات حول القضية الفلسطينية المتوقفة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني منذ أبريل 2014.
قمة كامب ديفيد مايو 2015
ويشارك قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست الرئيس عبد الفتاح السيسيوالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في قمة جدة التي دعا إليها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الرئيس الأمريكي مما يجعل هذه القمة أوسع وأكثر أهمية من القمم السابقة في ظل اتساع نطاق المشاركين وزيادة حجم التحديات.
وخلال قمة كامب ديفيد 14 مايو 2015، أكدت دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة بشدة على ضرورة تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس اتفاق سلام عادل وشامل ودائم من شأنه أن يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وموحدة تعيش جنبًا إلى جنب. إلى جانب إسرائيل بسلام وأمن.
ولتحقيق هذا الهدف ، شددت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي على أهمية مبادرة السلام العربية لعام 2002 والحاجة الملحة لطرفي الصراع ، من خلال سياساتهما وإجراءاتهما ، لإظهار تقدم حقيقي نحو الدولتين.