رؤية النبي في المنام ، ورد أن رؤيا الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- في المنام رؤيا صادقة لا محالة، لقوله عليه الصلاة والسلام "مَن رآني في المنام فقد رآني حقّاً، ولا ينبغي للشيطان أن يتصوّر بصورتي" وبذلك تكون رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام رؤيا صادقة في كل الأحوال، وهذا ما ذهب إليه كبار مفسري الأحلام استناداً إلى الأحاديث الشريفة التي تؤكد هذا المعنى.
تفسير الأحلام لابن سيرين
يعتبر الكتاب المشهور عن تفسير الأحلام والمنسوب لابن سيرين "مكذوب"، غير أن هناك دراسات علمية تثبت بالدليل أنه منسوب لابن سيرين بالكذب، كما أن هناك أحداثا وقعت بعد وفاة ابن سيرين بـ600 سنة، ومن نسبوا هذا الكتاب له اختاروا اسم تابعى شهير ليروجوا به الكتاب.
حقيقة رؤية النبي في المنام
وعن رؤية البعض للنبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وهل هذا حقيقة أم أضغاث أحلام، وهل هناك وصفة مجربة لحدوث ذلك؟ قال مفتي الجمهورية: هذه الرؤية حق، ويدلُّنا على هذا ما رواه البخاري في "صحيحه" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ومن رآني في المنام فقد رآني؛ فإن الشيطان لا يَتَمَثَّل في صورتي»، وهذا الحديث فيه دلالة واضحة على صيانة الله تعالى لمقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أن يظهر الشيطان في صورته لا في الحقيقة ولا في المنام؛ حفاظًا لمقام الرسول ومقام الرسالة، كما أنها أمنية كل إنسان، والناس متفاوتون في درجة الرؤية، فمنهم من يراه على فترات متفاوتة ومنهم من يراه بصفة يومية، ولا توجد وصفة معينة لحدوث ذلك، بل يحدث من الحب والصدق والقرب مع الله ومع النبي الكريم ومن الاجتهاد في العبادة.
تفسير الأحلام لابن سيرين
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إنه لا يوجد علم في العلوم الشرعية اسمه تفسير الأحلام.
وأضاف أن "من رأى خيرًا فالله يبشره ومن رأى شرا فالشيطان يخوفه"، وذلك فى حديث البخارى عن النبى، منوهًا إلى أنه ليس هناك علم يسمى تفسير الأحلام.
وكشف «الجندي»، في فيديو له، أن كتاب تفسير الأحلام المنسوب لابن سيرين مزور وليس له أساس من الصحة.
وتابع: «كل الذين يفسرون الأحلام يكون عن طريق التخمين، ومن كانوا قادرين فقط على تفسير الأحلام هم الأنبياء فقط، وكان آخرهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم».
وأوضح أنه عمل بتفسير الأحلام وقام بدراسته والبحث فيه، واكتشف أنه ليس علمًا ولا يدرس في أي كلية تدرس العلوم الشرعية.
تفسير الأحلام المزعجة
وعن تفسير الحلم، ذكر الجندي أن صلاة ركعتين ليلا تجنب الإنسان رؤية كوابيس تزعجه في المنام، مشددًا على أن هذا الدين هو دين اليقظة وليس دين المنام، وأن ملايين من الناس الآن يعملون في المنامات والأحلام، من أجل تحقيق مصالح شخصية.
هل تفسير الأحلام علم؟
وأكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن تفسير الحلم ليس مبنيًا على قواعد علمية أو علم ثابت، ومن يتحدث فيه يعتمد على أكثر من دلالة للشيء الواحد الذى يراه الإنسان فى منامه.
وقال «الجندي»، في مسألة تفسير الحلم، إلى أنه لا يوجد علم شرعى يسمى «علم الرؤى والمنامات»، مضيفًا: « تفسير الحلم منحة من عند الله سبحانه وتعالى ولكن هناك لوبى يتكسب من وراء هذا الأمر».
وشدد في تفسير الحلم ، على أنه ضد استغلال مشاعر البسطاء، قائلًا: «أنا صدمت بلوبى جامد يتكسب من الموضوع، ناس فاتحة مكاتب وعيادات لتفسير الأحلام والمنامات، وناس بتقدم الخدمة بالتليفون، وناس بتركب طيارة مخصوص علشان يفسر منام لواحد مهم أو سيدة مهمة، يعنى فيه بحر فلوس واللى عاوز ينصب الطريق واضح وسهل جدًا، وأنت بهذا دخلت فى عصابة ممتدة الأرجاء».
وتابع: «الأحلام لدى البشر تنقسم قسمين، الأول: رؤى الأنبياء وهى تكليف شرعى، والثانى لدى البشر العاديين من غير الأنبياء وهى تنقسم إلى 3 أقسام، الأول هو الرؤيا، والثانى هو الحلم وهو أمر يجريه الشيطان ليدخل الحزن على الإنسان»، منوهًا إلى أن الشيطان يحب رؤية الإنسان «متعكنن»، لما ورد بقول الله تعالى: «إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ»، والقسم الثالث من المنامات لدى البشر العاديين خلاف الأنبياء، هو «حديث النفس»، الذى يراه الإنسان فى منامه وهو فى حاجة له.
ما اسم النبي الذي اشتهر بتفسير الأحلام
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن من يعملون بتفسير الأحلام يعتمدون على الفهلوة، والأمر كله ليس له علاقة بعلم أو خلافه، لافتا إلى ضرورة تعلم قصص القرآن، فسيدنا يوسف لم يصل إلى مرتبة عزيز مصر، لكونه مفسر الأحلام، ولكن لإصلاحه فى الأرض.
وأضاف خالد الجندي، في فيديو له، أن "الأنبياء فقط من كان عندهم وحى، يبلغهم بتفسير الأحلام، ولا يوجد مفسر للأحلام لديه علم، فأكبر واحد فيهم يعتمد على الفهلوة، ولا يوجد علم".
أنواع المنام
فيما قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن الفرق بين أنواع المنام الثلاثة، وهي الرؤيا والحلم والكابوس، نسميه الفرق الشرعي.
وأوضح «جمعة»، في تصريح له ردا على سؤال: «ما الفرق بين الحلم والرؤيا ؟»، أن المنام ينقسم إلى ثلاثة أقسام، سماها لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وجعل كل اسم يختص بحالة معينة، فالحلم هو المنام الذي رأيت فيه شيئًا واضحًا ومركبًا وكأنه قصة، لكنه سيئ.
ودلل بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «الْحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ»، منوهًا بأن به يُعكر الشيطان على الإنسان صفو نفسه الهادئة، فيُلقي له وهو نائم مثل هذه الصور الذي تُسبب له الاضطراب، أما المنام الذي فيه بُشرى وسعادة ونور وراحة، يُسمى رؤيا.
وأضاف أن هناك نوعا آخر وهو ما كان ناتجًا من الأمور البيولوجية عند الإنسان، منوهًا بأن بيولوجي يعني الحياة، بمعنى النوم بعد أكل سمين، أو مجهد، وهذا يُسبب الكابوس، والكابوس هو ما يراه الشخص في المنام نتيجة تصرفات جسدية من إرهاق أو هم أو حديث نفس، ويمكن القول أن الرؤيا من الرحمن والحلم من الشيطان، والكابوس من النفس.
وأكد المفتي السابق، أنه لا يوجد دليل على أن الرؤيا قبل الفجر ستحقق، مؤكدًا أن الرؤيا لا علاقة لها بالمكان أو الزمان أو الأشخاص.
وأضاف أن الناس تستبشر بأن الحلم قبل الفجر يكون محققًا نظرًا لأن الثلث الأخير من الليل قوت تتنزل فيه الرحمات من الله تعالى، ولكن لا فرق بين الرؤيا قبل الفجر وبعده.
وأشار إلى أن ما يراه الإنسان في منامه ثلاثة أقسام: إما أن يكون من الملائكة، وهي الرؤيا الصالحة، وإما أن يكون من الشيطان، وهو ما يراه العبد من الأحلام المزعجة والكوابيس وأنواع التخويفات، وإما أن يكون حديث النفس، مما يهتم به الرجل في يقظته فيراه في منامه.
ونبه على تفسير الرؤى أمر اختص به الأنبياء وورثتهم من العلماء، مشيرًا إلى أن الإمام مالك بن أنس كان يغضب من الذين يفسرون الأحلام للناس ويقول لهم: «أتتلاعبون بتراث النبوة».