وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية مساء اليوم الجمعة - في ثالث محطاته ضمن جولته بالشرق الأوسط، التي بدأها بدولة الاحتلال الإسرائيلي ومن بعدها فلسطين، حيث عقد مجموعة من اللقاءات مع قادة البلدين.
الرئيس جو بايدن في السعودية
ويعقد الرئيس الأمريكي جون بايدن قمة أمريكية - سعودية مع الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بقصر السلام بمدينة جدة، حيث يتم التطرق لعدد من الملفات المهمة بعضها معلن والبعض الآخر لن يتم الكشف عنه - بحسب تصريحات إعلامية متعددة.
وحول الزيارة وأهميتها يقول الكاتب السياسي السعودي، فهد ديباجي، إن المملكة العربية السعودية أثبتت بأنها الخيار الوحيد والأول لتمكين السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وأن المصالح المشتركة بين السعودية والولايات المتحدة القاعدة الأساسية، والنقطة التي عليها مدار العلاقة، ومتى اختلّ هذا الميزان، فلا أقلّ من الإشارة إلى أن بوصلة المصالح السعودية ستتجه نحو أقطاب جديدة تتطلّع إلى تمتين العلاقات لتحقيق السلام.
ويضيف ديباجي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": "لهذا تعتبر السعودية زيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة والمملكة خصوصًا مراجعة وإعادة ضبط للعلاقات من الحزب الديمقراطي، والتي شابها الكثير من الفتور في الفترة الأخيرة".
ويشير ديباجي: نرى أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية نقطة إيجابية لصالح العلاقات السعودية الأمريكية المتجذرة وهي فرصة سانحة للتعرف على السعودية عن قرب والالتقاء بقيادتها، لافتا: "من المعروف أيضًا أن المملكة العربية السعودي ليست دولة عادية في المنطقة وفي العالم الإسلامي سياسيًا واقتصاديًا ودينيًا".
ويؤكد ديباجي: زيارة الرئيس الأمريكي بايدن للسعودية في هذه المرحلة التي يمر بها العالم والعالم العربي على وجه الخصوص ومحاولة الأعداء استغلال هذا الوضع، من مما يدعو القيادة السعودية لفتح الكثير من الملفات الشائكة مع القيادة الأمريكية لمصلحة المنطقة.
ويقول: لقد أحسنت القيادة السعودية بحكمتها المعروفة بعدم الانجراف وراء تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن النفط والحرب الروسية الأوكرانية وفي نفس الوقت لم تخسر روسيا وكسبت الصين.
ويشير: لقد كشفت الحرب الروسية الأوكرانية أهمية المنطقة والوزن الاستراتيجي لدول الخليج والدول العربية بشكل خاص، وتأثيرها في عملية إعادة تقييم لمعالجة التوترات في العلاقات الأمريكية وإعادة التوازن لها انطلاقاً من أن المصالح الأمريكية قد "تتضرَّر أكثر في حال استمرار هذا التوتر".
أسباب زيارة بايدن السعودية
ويؤكد: هرولة أمريكا تجاه المملكة العربية السعودية قائدة العالم العربي والإسلامي والتعاون معها سيكون حتما في صالح المنطقة، وسوف تعكس الزيارة تغيّر نهج الإدارة الأمريكية تجاه المنطقة من خلال "ترميم علاقاتها مع الدول المحورية" وعلى رأسها السعودية، التي اتخذت من الوسطية والاعتدال العربي نهج لها.
ويتابع: الزيارة ستعيد العلاقات إلى وضعها الطبيعي وفق تبادل المصالح وعدم الإضرار بالغير والتعدي على السيادة، وهو تحرك في توقيت مهم للمنطقة ولقائه الموسع بقادة خليجيين وعرب من أجل "توحيد الجهود لما فيه صالح الشعوب واستقرار المنطقة".
ويوضح: من المؤكد أن أمريكا لها مطالب ومنها زيادة النفط ، كذلك الدول العربية لها مطالب منها: بألا تكون النتيجة النهائية للاتفاق النووي الجديد بين إيران والغرب هو تسليم المنطقة من جديد لإيران، وأنهم لن يقبلوا أي اتفاق لا ينص ليس فقط على تجميد البرنامج النووي الإيراني، بل البرنامج الصاروخي، والأهم وقف النفوذ الإيراني في المنطقة، كذلك تحتاج الدول العربية من الولايات المتحدة أن تضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية أو حتى شبه عادل.
ويختتم ديباجي: أما الحديث عن التحالف العربي المزمع إقامته هو مجرد أحاديث صحفية، وإن حدث فهو من أجل توطيد وتأمين السلام في المنطقة وليس موجه ضد ، لأن الدول العربية أعتقد تعلمت الدرس جيدا في علاقاتها مع أمريكا والمتغيرات المستمرة للسياسة الأمريكية.
وشهدت العلاقات الأمريكية - السعودية حالة من الفتور خلال الفترة الأخيرة بسبب التباين في بعض الرؤى السياسية، قبل أن يتراجع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن موقفه ويقرر زيارة المملكة العربية السعودية باحثا عن حفظ ماء وجه بلاده بعد ورطتها الأوروبية ومن قبلها في أفغانستان.
وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، قادما من تل أبيب، في أول زيارة رسمية للمملكة منذ وصوله البيت الأبيض.
ونشرت وسائل إعلام سعودية مشاهد من وصول طائرة الرئيس الأمريكي إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة.