الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عقد قران مهندس ودكتورة على طبلية بالمنوفية: الفرح بالقلب لا التكاليف| شاهد

عقد قرآن دكتورة ومهندس
عقد قرآن دكتورة ومهندس على طبلية في محافظة المنوفية

في مشهد واقعي حديث وجميل لا يرتبط بالنوستالجيا -الحنين إلى الماضي- كانت «الطبليه والحصائر» شاهدين مميزين على عقد قران طبيبة ومهندس من احدى قري محافظة المنوفية في وقت أصبحت التكاليف الخاصة بـ «سيشنات» عقود القران وحفلات الزفاف هي المشهد السائد منذ سنوات لغالبية الطبقات المجتمعية. 

قادت صلة القرابة الكاتب الصحفي  ومسؤول التحرير في جريدة المدينة السعودية، شريف قنديل إلى تدوين عقد قران ابن ابن عمه المهندس العشريني الماهر على زوجته الطبيبة الجميلة عبر سطور نشرها على صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» مرفقا إياها بمجموعة من الصور لهذا اليوم المميز. 

وعن كواليس الصور التي لاقت إعجابا كبيرا عبر منصات التواصل الاجتماعي، أوضح الكاتب الصحفي والذي تفرغ في الفترة الأخيرة لرصد شواهد ومشاهد الجمال في الريف المصري أن حضوره عقد القران المميز، يوم الأربعاء الماضي، كان بناء على وصية من أخته الراحلة «نجوي» بضرورة صلة الرحم، وتكليف أخيه الأكبر الذي أراد أن يخرجه من دائرة الألم. 

عقد القران عند الخامسة على الطبلية

 وأضاف  شريف قنديل: «توجهت في البداية إلى رملة الأنجب، إحدى قرى مركز أشمون التابع لمحافظة المنوفية، وهي بلد العريس إلى عزبة الحساينة، بلد العروس حيث نصت الدعوة الشفهية على أن عقد القران سيكون عند الخامسة على الطبلية، فلا بطاقات أو كروت». 


«هكذا يكون الفرح، وهكذا تعم البركة ».. بهذه الكلمات يكمل الكاتب الصحفي شهادته حول قد قران عزبة الحساينة، لافتا إلى أنه كان مميزا وسط حضوره عددا من الأفراح والليالي الملاح في مصر وحول العالم الكثير والكثير بحكم معارفه وطبيعة عمله، منها ما هو في قاعات كبرى، وأخرى في قصور، وثالثة في أعالي البحار، حتي أنه في ذات مرة دعي لحضور فرح بطائرة خاصة؛ وأخرى بيخت يشق طريقه الى ماربيا الاسبانية.

ويشير الكاتب  شريف قنديل: «جلست على الحصير المفروش على الأرض، ورحت أعرف بنفسي باعتباري عم والد العريس، وراح يعرفني بنفسه .. طبيعة عمله، وصبره على فراق زوجته التى ماتت منذ زمن بعيد.. وتحمله المشاق حتى جاء اليوم الذي يفرح فيه بابنته الصغرى، آخر العنقود».

وينبه مستطردا: «دقائق وتقاطرت سيدات وفتيات يحملن عددا كبيرا من "الحصائر" فيما يتولى الشباب فردها أو فرشها على الأرض أمام جدران المنازل المتراصة بحيث يمكن للمعازيم أن يسندوا ظهورهم من باب التكريم وحين بدأ تدفق أهل العريس، تعالت صيحات الترحيب بي.. بالعم تارة وبالجد شريف تارة أخري، فيما يجلس بجواري ابن عمي الدكتور فتحي هلال أستاذ التاريخ وهو يسألني عن صديق شبابه الكاتب الصحفي عبد العظيم حماد، قبل أن يقص لي شيئا من نوادره  وأنا منبهر بل مشدوها بما يحدث أمامي».

وعن وصف مشهد الاستعداد لعقد القران، يبين شريف قنديل: «كان العريس يمسك بباقة ورد "ماشيا" نحو منعطف الطريق، يسعى لرؤية عروسه، وفي عينيه للحب بريق.. وكانت علامات الفرح تملأ وجه كل قريب وصديق، وفجأة دخل شابان يحملان " طبلية" خشبية وضعاها على الأرض أمام شاب مهندم يرتدي مثلنا الجلباب البلدي، واكتشفت أنه المأذون».

ويتابع: «شيئا فشيئا تحولت "الطبلية" الى مجلس نضيد تزينه وجوه الشهود، وأنا أتابع المشهد باعجاب شديد..تعالت حولي وفي سمعي صيحات اليمام والعصافير.. فلم يكن هناك طبل أو حتى ارغول أو عود.. لكنني شعرت أن المكان كله موسيقى وتغريد وزغاريد..».

وينوه: «سمعت صوت فتاة آتيا من بعيد طالبة الجلوس بنفسها على الطبلية.. كان الفرح من عينيها يطل، فيما احتضنها والدها وفي عينيه بقايا ظل، وراحت العروس تتبادل مع والدها الهمس.. حديث يدور اشبه بكلام الزهور.. حين دنت منهما فراشة آتية من الحقول.. علها كانت تنثر على وجهيهما رحيق جميل.. فاحت بعده رائحة العطور».

ويؤكد: «ينتهي المأذون من اجراءات عقد القران طالبا قراءة الفاتحة، وأنا اتمتم داعيا للعروسين بكل ما حفظته من أدعية الرفاه والخير والبركة، ليس لدى هنا ما أقوله.. شذى ما رأيت في حياتي مثيله، أشعرني أنني أجلس في خميلة، فالشارع الضيق الذي افترشنا ارضه بات كالكون الرحيب  وروائح الأهل تنشر كل ألوان الطيوب..وقفت أبارك للعروسين وانا ما زلت ادعو وأتمتم، فيما تنادي أم العريس "نورتنا ياعم"».

الكاتب شريف قنديل

ويستكمل: «الآن بقي أن يعرف كل أب وكل أم.. أن العروس التي بدت كقمر وهاج يحرسها الله "طبيبة"  وأن العريس الجميل "مهندس"..العروس التي جلست وعريسها على "الحصيرة"، لعقد قرانهما على" الطبلية" قدما درسا لكل شاب وصبية..أن الفرح لا يقاس بحجم القاعة، ولا بعدد اصناف الطعام  ولا بكثرة البهرجة.. كل ذلك محض فقاعة».


ويختتم:«لقد أنبأت"الطبلية"ولعلها طبلية المذاكرة بأن العروسين د. أسماء ابراهيم غنيم، ومهندس هاني جمال فوزي هلال، باذن الله في طريقهما لحياة رغدة وعيشة هنية، كان انتشاء الروح يبدو في المقل، وكان الشجر المطل يبعث للعروسين القبل.. وكانت فراشات الأمل تسرح في الحقول.. ويا عروستنا الجميلة ويا عريسنا النبيل، هكذا صرتما في الفرح حديث ومثل..».