أكد الدكتور محمد فتح الله، استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن اختيار المسار الجامعي المناسب سيكون بناءً على العوامل التي سيكون الطالب مر بها من خلال معلومات في مرحلة تعليمه الإعدادية أو الثانوية، لتكون وظيفة مناسبة في نفس مجال دراسته، فالاختيار الصحيح سيمكن الطالب من اكتساب المهارات اللازمة التي تساعده على إيجاد الوظيفة المناسبة والنجاح في مسيرته المهنية.
وأشار الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، إلى ضرورة معرفة الجوانب الدراسية التي تبدع فيها سيساعدك بلا شك على اتخاذ القرار السليم عند اختيار التخصص الجامعي، وهذا الأمر لا يعني بالضرورة أن تستبعد جميع التخصصات التي تتطلب مهارات تفتقر إليها، فهناك احتمالية لأن تكتسب هذه المهارات أثناء فترة دراستك، الفكرة هنا هي أن تبتعد عن التخصصات التي تعلم يقينا أنك تعاني من ضعف فيها، فعلى سبيل المثال، لو كنت تواجه صعوبة في مواد الرياضيات طوال مسيرتك الدراسية ما قبل الجامعة، فإن اختيار تخصص مثل الرياضيات (أو أي تخصص آخر يتطلب مهارات متقدمة في الرياضيات) سيكون خيارا سيئًا”.
وشدد استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، على ضرورة إتاحة فرص التعليم كأحد العناصر الهامة فى تلبية الاحتياجات المستقبلية للعمل، وذلك من خلال التوسع تطوير مناهج الصفوف الأولى ومرحلة الإعدادية بنماذج مختلفة، ما يساعدنا فى معرفة وتأهيل الطلاب إلى التخصصات المطلوبة، قائلا: “نحن الآن نحتاج لتغيير ثقافة المجتمع للتوجه لسوق العمل”.
ولفت الدكتور محمد فتح الله، إلى أن هناك ضرورة ملحة لدمج الأنشطة التفاعلية في المناهج، وهو ما بدأت فيه وزارة التربية والتعليم، خاصة بمناهج الصف الرابع الابتدائي، وحالياً تسعى الوزارة لإنشاء مناهج جديدة لوظائف المستقبل، وهي خطوة إيجابية في التعليم قبل الجامعي، لأنه يعد إرشاديا للطلاب ويعرفهم احتياجات سوق العمل بعد المرحلة الإعدادية.
وقال استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إن دور وزارة التربية والتعليم يرتكز على دراسة الاتجاهات العالمية للتوظيف، ودفع مسار تحول مناهج المرحلة الإعدادية والثانوية نحو المنحنى الصاعد فى الوظائف الجديدة.
وتابع: “ويجب أن يشمل تنوعا في المضمون بحسب تنوع البيئات، ويساعد الطالب على كيفية حل المشكلة والتعامل معها”، موضحًا أنه يمكن تخصيص الجانب العملي في تكليف الطلاب بعمل مشروع خدمي لتنفيذ فكرة التعليم بالمشروعات، مطالبًا بتخصيص وحدة في كل منهج دراسي عن الوظائف وفق طبيعة المنهج سواء اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية أو الدراسات الاجتماعية والعلوم.
وطالب استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، بضرورة تدريب المعلمين جيداً على كيفية تدريس هذه المناهج، وتوعية أولياء الأمور بأهميتها وكيفية الاستفادة منها، موضحًا أن التكنولوجيا في الوقت الحالي ساعدت على إتاحة فرصة تدريب المعلمين في أي وقت وأي مكان.