قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

رؤيا عجيبة.. تفسير حلم من رأي في منامه سحابة لها ظل ولا يتساقط منها الماء

تفسير أحلام
تفسير أحلام
×

رؤيا عجيبة .. تظل الرؤية وتفسيرها من الأمور التي تشغل ذهن كثير من الناس فمن منا لا يرى رؤيا عجيبة ويبحث عن تفسيراتها وتأويلاتها بصورة تدخل الطمأنينة في قلبه.

رؤيا عجيبة .. تفسير حلم من رأي في منامه سحابه لها ظله ولا يتساقط منها الماء

وفي إطار ذلك يحرص موقع صدى البلد من خلال لقاءه مع الشيخ أبو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بهيئة كبار العلماء بالأزهر، بيان بعض من رؤيا عجيبة رآها صحابي في المنام وقصها على النبي ﷺ، لكنه لم يفسرها وفسرها غيره.


وأوضح الباحث الشرعي بهيئة كبار العلماء في تصريح خاص لـ صدى البلد، أن الحديث الذي به الرؤيا حديث متفق عليه أخرجه الإمامان الكبيران البخاري ومسلم في صحيحيهما، ولا بد أن نتعلم أولًا أن ما يراه الإنسان في النوم ينقسم إلى ثلاثة أقسام، منه رؤيا من الله تعالى، وقد تحمل الكثير من البشريات والإشارات في الرُّؤيا الصَّادِقةِ في المنامِ؛ فرُؤيا المؤمِنِ جُزءٌ مِن أجزاءِ النبُوَّةِ، كما علمنا النبي ﷺ. كذلك حديث النفس، كمن يكون خائفًا فيرى في منامه ما يفزعه ويقلقه، وكالطالب في أيام الامتحان يرى نفسه في الامتحان ولا يستطيع الجواب.


وقال الشيخ أبو اليزيد إن من بين رؤيا عجيبة رآها صحابي تلك القصة التي حدثت مع النبي ﷺ أن رجلًا جاء إلى النبي ﷺ فأخبره أنه رأي في منامه سحابة لها ظُلَّةٌ، وأن تلك السحابة لا يتساقط منها الماء وإنما يقطُر منها السَّمْنُ والعَسَلُ، وأنه رأى في المنام أن النَّاسَ يَأخُذون من سمنها وعسلها بأيديهم، فيعض الناس يأخذ منها سمنًا وعسلًا كثيرًا، ومنهم من يكتفي منها بالقليل، وأنه رأي في المنام حبلًا يصل ما بين الأرض إلى السَّماءِ، وأن النَّبيَّ ﷺ أمسك بهذا الحَبلِ وارتفَعَ به، ثُمَّ جاء رجل آخر فأمسَكَ بالحبل فارتفع به إلى السماء أيضا، ثُمَّ أمسَكَ به رجلٌ ثالث فارتفع إلى السماء أيضًا، ثُمَّ أمسك به رجلٌ رابع، فانْقَطَع الحبل ثُمَّ اتصل الحبل مرة أخرى.


وتابع: فلما سمع سيدنا أبو بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عنه- رُّؤيا ذلك الصحابي، طلب أبو بكر –رضي الله عنه- من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يترُكَه يُفَسِّرُ تلك الرؤيا، بل إن أبا بكر أقسم على النبي ﷺ وقال أيضًا: «بأَبِي أنتَ»، أي: أُفَدِّيكَ بأَبِي، فأذِنَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في تفسيرِها، فانطلق أبو بكرٍ -رَضِيَ اللهُ عنه- في تأويل الرؤيا بأن المقصود في الرؤيا بالظُّلَّةَ هو: الإسلامُ، والمقصود بالذي يَقطُرُ مِن العَسَلِ والسَّمْنِ هو: القرآن؛ حَلاوَتُه تَقطُرُ، والنَّاسُ منهم من يستزيدٍ من القرآن ومنهم المُقِل، ثم بين أن الحَبلُ الذي يصل بين السَّماءِ والأرضِ هو: الحقُّ الَّذِي عليه رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يعلو به ويأخذ به، ثُمَّ يَأخُذُ به رجُلٌ ثان مِن بَعدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيَعْلُو به، ثُمَّ يَأخُذُ به رجُلٌ آخَرُ فيَعْلُو به، ثُمَّ يأخُذُ به رجُلٌ آخَرُ فيَنقَطِعُ به، ثُمَّ يُوصَلُ له، فيَعْلُو به، هكذا فسَّرَها أبو بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه على وَجهِ العُمومِ، فبين له النبي ﷺ أنه أصاب في تفسيره للبعض وأخطأ في تفسيره للبعض الآخر فأقسم أبو بَكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه على النبي ﷺ أن يخبِرَه بالذي أخطأ فيه، فرفض النبي ﷺ وقال له: «لا تُقسِمْ»، ولمْ يُخبِرْه ﷺ، فاللهُ أعلَمُ بما أصابَ وبما أخطَأَ.


ولفت إلى أنه قد يتساءل بعض الناس عن الذي أصاب فيه سيدنا أبو بكر والذي أخطأ فيه فأجب بعض العلماء عن ذلك بقولهم أن هذه الرُّؤيا بأنها كانت إشارةً ودلالة واضحة على الأحداث في حياة النبي ﷺ وحياة الخلفاء الراشدين من بعده ﷺ، وأنَّ الرجل الذي أخذ بالحبل بعد النبي ﷺ وارتفع هو أبو بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه نفسه، وأن الرجل الذي جاء بَعْدِه هو عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنه، فأخذ الحَبلَ وارتفع به، ثم جاء سيدنا عثمان بن عفان وهو الرجل الثَّالثُ فكاد أن يَنقطِعَ به الحَبْلُ عن اللُّحُوقِ بصاحِبَيْهِ بسَببِ ما وقَعَ له مِن فِتَنٍ، فعُبِّرَ عنها بانقطاعِ الحَبْلِ، ثُمَّ وَقَعت له الشَّهادَةُ فاتَّصَل بهم، فعُبِّر عنه بأنَّ الحَبْلَ وُصِّلَ له فاتَّصَل، فالْتَحَق بهم.


وحول نص الحديث فجاء كالتالي: عن ابْنَ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما أَنَّ رَجُلاً أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِنِّى رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِى الْمَنَامِ ظُلَّةً تَنْطِفُ السَّمْنَ وَالْعَسَلَ فَأَرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ وَإِذَا سَبَبٌ وَاصِلٌ مِنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ فَأَرَاكَ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلاَ بِهِ ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلاَ بِهِ ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطَعَ ثُمَّ وُصِلَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِى أَنْتَ وَاللَّهِ لَتَدَعَنِّى فَأَعْبُرَهَا فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم اعْبُرْ قَالَ أَمَّا الظُّلَّةُ فَالإِسْلاَمُ وَأَمَّا الَّذِى يَنْطِفُ مِنَ الْعَسَلِ وَالسَّمْنِ فَالْقُرْآنُ حَلاَوَتُهُ تَنْطُفُ فَالْمُسْتَكْثِرُ مِنَ الْقُرْآنِ وَالْمُسْتَقِلُّ وَأَمَّا السَّبَبُ الْوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ فَالْحَقُّ الَّذِى أَنْتَ عَلَيْهِ تَأْخُذُ بِهِ فَيُعْلِيكَ اللَّهُ ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَيَعْلُو بِهِ ثُمَّ يَأْخُذُ رَجُلٌ آخَرُ فَيَعْلُو بِهِ ثُمَّ يَأْخُذُهُ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ ثُمَّ يُوَصَّلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ فَأَخْبِرْنِى يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِى أَنْتَ أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا قَالَ فَوَاللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّى بِالَّذِى أَخْطَأْتُ قَالَ لاَ تُقْسِمْ".