اعتادوا الذهاب كل عام من مدينة نقادة جنوب قنا ، إلى محافظة الأقصر ، للاحتفال بالأعياد و المناسبات السعيدة ، لرسم البهجة على وجوه الأطفال، لكن الرحلة التى كان ينتظرها الأطفال من عيد لآخر ، كانت الرحلة الأخيرة لـ ٦ أطفال أشقاء ومعهم ابن خالتهم.
انتهت الرحلة أثناء عودتهم مسرورين سعداء بعد قضاء يوم كامل بين الملاهى و المتنزهات، وزيارة أولياء الله الصالحين بمحافظة الأقصر، المجاورة لمسقط رأسهم، لكن نهايتها كانت حزينة مأساوية رسمت ملامحها بقوة على جباه الرجال قبل النساء.
الرحلة الأخيرة بدأت صباح اليوم الرابع من أيام عيد الأضحى المبارك، بتوجه ١٣ فرداً ما بين رجال ونساء و أطفال ، لكنها طالت عن المعتاد، وكأنهم يشعرون بأنها سوف تكتب السطر الأخير فى حياة ٧ منهم، وعاد منهم ٦ آخرين تملأهم علامات الانكسار والحسرة على رحيل فلذات أكبادهم.
الرحلة الأخيرة، نجا منها الأب، لكن بلا أبنائه الستة" ٣ أولاد و ٣ بنات"، و نجت منها الأم بلا أبنائها الستة ومعهم ابن شقيقتها ، و نجا ابنهم الأوسط، فاقداً أشقائه الستة ومعهم ابن خالته، و عادت منها خالة الشهداء الستة، لكنها فقدت نجلها ومعه أبناء اختها.
الرحلة الأخيرة.. تداعياتها هزت أرجاء قرية صوص بمركز نقاده، والتى اكتست بالحزن على الضحايا الأبرياء، ودفعت الجميع للخروج عقب صلاة الفجر للمشاركة فى تشييع جثامين الأطفال السبعة إلى مثواهم الأخير بمقابر الأسرة.
الرحلة الأخيرة، حملت تفاصيل مؤلمة كما رواها والد الضحايا، حيث كانت الترعة مليئة بالمياه، والظلام الدامس يغطى المياه، ما حال دون قدرته ومعه الناجين من إنقاذ الأطفال، قبل أن تستقر أجسادهم البريئة فى قاع الترعة، التى لم تترك أجسادهم إلا بعد جهود مكثفة من قبل قوات الحماية المدنية.
يذكر أن الأجهزة المعنية بالأقصر، تلقت إخطاراً يفيد غرق عدد من الأطفال فى ترعة أصفون بالقرب من قرية الرواجح التابعة لمركز القرنة بمحافظة الأقصر، وتبين غرق كل من: فاطمة الحسن محمد كامل بالصف الأول الاعدادى الأزهرى، و أشقائها هاجر، بالصف الرابع الابتدائى الأزهرى، و سارة بالصف الثانى الابتدائي، و ابراهيم بالحضانة رابح، و يوسف ٤ أعوام، و زكريا ٢٠ شهر، و يوسف الراعى، ابن خالتهم.