تعتبر الأذكار بعد الصلاة المفروضة من العبادات التي فيها يتسابق الإنسان على الخير، وهذا التسابق يؤدّي إلى الحصول على درجات عالية عند الله في الجنة.
- العمل على المحافظة على العلاقة الطيبة مع الله في الشدّة والرخاء، وبالتالي يحافظ المسلم على حبل التواصل مع الله دائمًا، ومن عرف الله أحبه وأقبل عليه وأخلص له.
- تعمل الأذكار على تقوية الجسم وتمنح النور في الوجه، بالإضافة إلى أنّها تجلب الرزق لصاحبها.
- ترتقي بالمسلم إلى باب الإحسان، أي أن يعبد الله كأنّه يراه.
أحاديث فضل الأذكار بعد الصلاة
- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم:«مَنْ سَبَّحَ الله فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَحَمِدَ الله ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَكَبَّرَ الله ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ تَمَامَ المِائَةِ: لا إلَهَ إلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الملْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ».
- وعنه أيضًا - رضي الله عنه - «أنَّ فقراء المهاجرين أَتَوا رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالوا: ذهَب أهل الدُّثُورِ بالدَّرجات العُلى والنعيم المقيم، قال: ((وما ذاك؟)) قالوا: يُصلُّون كما نُصلِّي ويصومون كما نصوم، ويتصدَّقون ولا نتصدَّق، ويعتقون ولا نعتق، فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أفلاَ أُعلِّمكم شيئًا تُدركون به مَن سبَقَكم وتسبقون به مَن بعدَكُم، ولا يكون أحدٌ أفضلَ منكم إلا مَن صنَع مثل ما صنعتم؟)) قالوا: بلى يا رسولَ الله، قال: ((تُسبِّحُونَ وتَحْمدُون وتُكبِّرُونَ دُبُرَ كلِّ صلاة ثلاثًا وثلاثين مرَّة))، قال أبو صالح: فرجَع فقراءُ المهاجرين إلى رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالوا: سَمِع إخواننا أهل الأموال بما فعَلْنا ففعلوا مثلَه! فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ذلك فضلُ الله يُؤتيه مَن يشاء))، وفي رواية لمسلِم قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن سبَّح في دُبَر كلِّ صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا ثلاثين، وكبَّر الله ثلاثًا وثلاثين، فتِلك تِسعة وتسعون، ثم قال تمامَ المائة: لا إله إلَّا الله وحْدَه لا شريكَ له، له الملك وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير - غُفِرت له خطاياه وإنْ كانتْ مثلَ زبد البحر)).
أذكار بعد الصلاة
حثّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- على الإكثار من ذكر الله تعالى، ودوام استحضاره، وتسبيحه، وتعظيمه في سائر أوقات المسلم وأيامه، إلّا أنّه سنّ كذلك أذكارًا خاصةً لأوقاتٍ معينةٍ، ومن هذه الأذكار المقيدة الذكر بعد الصلاة المفروضة، ونبين فيما يأتي صيغ الأذكار عامّةً التي تُلحق بالصلوات المفروضة:
- الصيغة الأولى: أن يقول المصلّي بعد صلاته:« سبحان الله، ثلاثًا وثلاثين مرةً، والحمد لله، ثلاثًا وثلاثين مرةً، والله أكبر ثلاثًا وثلاثين مرةً، ثمّ يتمّها إلى المئة بقول: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيءٍ قدير»، ويمكن كذلك سرد هذه الصيغة بطريقةٍ أخرىوهي: أن يقول المصلّي: «سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ويكرّرها ثلاثًا وثلاثين مرةً، ثمّ يتمّها إلى المئة بذات الذكر المذكور آنفًا»، والدليل على ذلك ما أوردناه من أحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم-.
- الصيغة الثانية: أن يقول المصلّي بعد صلاته: «سبحان الله، ثلاثًا وثلاثين مرةً، والحمد لله، ثلاثًا وثلاثين مرةً، والله أكبر، أربعًا وثلاثين مرةً»؛ فيكون مجموعها مئة بالتمام.
- الصيغة الثالثة: أن يقول المصلّي بعد صلاته: «سبحان الله، خمسًا وعشرين مرةً، والحمد لله، خمسًا وعشرين مرةّ، ولا إله إلّا الله، خمسًا وعشرين مرةّ، والله أكبر، خمسًا وعشرين مرةً»؛ فيكون المجموع بذلك مئة بالتمام، ودليل ذلك: «ما روي عن رجلٍ من الأنصار أنّه بعد أن أمرهم الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بالتسبيح بعد الصلاة ثلاثًا وثلاثين، والحمد ثلاثًا وثلاثين، والتكبير أربعًا وثلاثين، أتاه في المنام آتٍ، فقال له: (أمرَكم رسولُ اللَّهِ أن تسبِّحوا دُبرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ، وتحمَدوا ثلاثًا وثلاثينَ، وتُكبِّروا أربعًا وثلاثينَ، قالَ: نعَم، قالَ: فاجعلوها خمسًا وعشرينَ، واجعلوا فيها التَّهليلَ، فلمَّا أصبحَ أتى النَّبيَّ فذَكرَ ذلِكَ لَهُ، فقالَ: اجعلوها كذلِك».
- الصيغة الرابعة: أن يقول المصّلي بعد الانتهاء من صلاته: « سبحان الله، عشر مراتٍ، والحمد لله، عشر مراتٍ، والله أكبر، عشر مراتٍ.