الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صحف السعودية: ملحمة المتطوعين خلال موسم الحج تبرز عظمة أبناء المملكة.. تحذيرات ومخاوف من تكرار سيناريو سريلانكا بأكثر من دولة حول العالم

صدى البلد

تنوعت اهتمامات الصحف السعودية الصادرة اليوم الثلاثاء، وأكدت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها بعنوان ( رسل الإنسانية ): وسط الجهود الهائلة والاستثنائية المقدمة لخدمة ضيوف الرحمن، تبرز فئة غالية ووجه مشرف للمواطن السعودي وهم فئة المتطوعين، الذين يسخرون جهودهم وقدراتهم لخدمة الحجاج وتقديم يد العون لهم، محتسبين أجرهم عند الله سبحانه وتعالى.


وجهود هذه الفئة النبيلة، تشكل دعماً كبيراً وعوناً نافعاً لجميع الجهات والأجهزة الحكومية العاملة في الميدان، وتتوزع أدوارهم المهمة على جبهات مختلفة، ما بين خدمات الإرشاد والتوجيه لمساعدة الحجاج في الوصول إلى المواقع التي يبحثون عنها، ومعاونة المرضى وذوي الحاجات، والمساهمة في توزيع الوجبات الغذائية والمياه، كما يساهمون بفاعلية في عمليات التطوع البيئي والصحي، ومهام الترجمة لضيوف الحرمين الشريفين، وغيرها من المهمات السامية.


وأضافت: وقد بادرت وزارة الحج بتخصيص منصة لبرنامج «كن عوناً»، كمبادرة تسعى للإشراف على التطوع، وتقنين المشاركة الاجتماعية في موسم الحج، والاستفادة من جهود الراغبين في المشاركة، وضمان جودة الخدمات التطوعية للحجاج من خلال تدريبهم على الأدوار التطوعية وتوجيههم لكيفية خدمة الحجاج على النحو الأمثل، وفي الوقت نفسه توزيع أدوارهم بحسب قدراتهم وتخصصاتهم، كما تعمل مبادرة «كن عوناً» على التنسيق بين القوى التطوعية والجهات المعنية الأخرى.


وأشارت إلى : ما يقوم به المتطوعون منذ بدء موسم الحج يمثل رسالة إنسانية مشرفة، تعكس تشرّف هذه البلاد المباركة بخدمة الحرمين الشريفين وضيوفهما الكرام، حيث ينتشر هؤلاء الشبان والشابات في جميع مواقع خدمة الحجاج، مسخرين طاقاتهم لخدمة ضيوف الرحمن، ونقل صورة إنسانية باذخة الجمال للمسلمين والعالم أجمع، حيث تتناقل وكالات الأنباء ووسائل التواصل لفتاتهم المضيئة؛ كرش حاجٍ مجهد بالماء أو دفع عربة حاجة مقعدة وغيرها من صور الرحمة والتعاطف الداعية للفخر.


وختمت : في كل عام تبرز ملحمة المتطوعين خلال موسم الحج، لتبرز عظمة هذا الوطن ونبل إنسانه وتساميه على كل ما يفرق المسلمين ويشق صفهم..إنهم رسل سلام من أرض السلام.

اقتصادات مرهقة
وأوضحت صحيفة الاقتصادية في افتتاحيتها بعنوان (اقتصادات مرهقة ..من التالي؟ ) : يطرح كثير من الاقتصاديين والمنظمات الدولية المختصة تساؤلات عميقة عن الأسباب الاقتصادية والمالية التي تسببت في جعل دولة مثل سريلانكا تتحول إلى دولة مضطربة وتنهار فيها منظومة الاستقرار بشكل سريع, ولماذا حدث للاقتصاد هزات قوية أدت إلى سقوط وتصدع أركان الدولة، وتعطلت الحياة بشكل مخيف انعدمت فيه أبسط وسائل الدعم اللوجستي من حركة النقل وقلة الوقود وانقطاع الكهرباء فترات طويلة بعد نفاد العملة الأجنبية للحكومة لاستيراد السلع الأساسية.


وهذا الوضع جعل السريلانكيين يعيشون منذ أشهر في ظل نقص الغذاء والدواء وارتفاع معدلات التضخم المتسارع الذي بلغ 55 في المائة في  (يونيو) وحده.


وأشارت إلى : أن ضغطت الأوضاع الاقتصادية العالمية المتعثرة على الاقتصاد السريلانكي، كما ضغطت على أغلب الاقتصادات, لكن سريلانكا كانت تواجه مصاعب اقتصادية أصلا، بفعل تراجع النمو، إلا أنها كانت تحت السيطرة، سواء من خلال سياسات محلية أحدثت فرقا بصورة أو أخرى، أو عبر قروض متنوعة أسهمت بالتأكيد في دعم هذه السيطرة, لكن الضغوط تواصلت، ولا سيما بعد أن تخلفت البلاد بالفعل عن سداد ديونها التي تبلغ حاليا أكثر من 51 مليار دولار, هذه الأزمة هي الأسوأ على الإطلاق منذ استقلال سريلانكا في 1948، بينما لا توجد مخارج سريعة أو واسعة توفر مرورا ولو مؤقتا للاقتصاد، مع ارتفاع حدة الانعكاسات السلبية لحالة الاقتصاد العالمي عليها، بما في ذلك النقص الهائل في المواد الأساسية، الناتج عن الحرب الدائرة حاليا في أوكرانيا، حتى شمل الأسمدة التي يمكن أن ترتفع مع حجم الإنتاج الزراعي وقت الأزمة.
وبينت : يرجع خبراء اقتصاديون تداعيات الأزمة الاقتصادية في سريلانكا إلى الإفراط في الاقتراض من أجل الاستثمار في مشاريع غير استثمارية، لكن الحاجة إلى الإقراض اليوم أصبحت ملحة جدا بهدف توفير المواد الأساسية من طعام ودواء ووقود، وأن الأزمة الاقتصادية طالت جميع قطاعات المجتمع, ويكمن الخطر الذي تواجهه سريلانكا في تجاوز الديون حجم الناتج القومي، وعجز الحكومة عن سداد الديون المستحقة، وصعوبة الوصول إلى قروض جديدة في ظل عدم الاستقرار السياسي, وهنا يستبعد خروج سريلانكا من المأزق الاقتصادي دون إصلاحات إدارية جذرية، وأن العودة إلى الحياة الاقتصادية الطبيعية لن تكون قريبة.


وأكدت : أن الاقتصاد السريلانكي حقق نموا جيدا في مطلع العقد الماضي بلغ نحو 5 في المائة في 2010، إلا أنه عاد إلى الانخفاض بصور متفاوتة إلى أن سجل في 2020 انخفاضا بلغ 3.57 في المائة تحت الصفر, وفي هذا العام كانت ضربات الأزمة التي جلبتها جائحة كورونا مؤثرة بالطبع، إلا أنها لم تكن الوحيدة في فقدان النمو، ووصوله إلى هذا المستوى,كان اقتصاد البلاد يعاني تقلب النمو بشكل يثير القلق, ففي 2019 حقق ارتفاعا بلغ 2.26 في المائة، منخفضا من ارتفاع سجل 3.27 في المائة في 2018, أي إن ثبات النمو لم يكن حاضرا على الساحة المحلية، مع ارتفاع الضغوط المتصاعدة من جهة زيادة الدين العام، والمخاوف من عدم السداد, علما بأن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد لا يعد منخفضا, فقد سجل في 2020 أكثر قليلا من 80.70 مليار دولار، بينما يصل عدد السكان إلى 22 مليون نسمة.


وأضافت : بالطبع تحتاج البلاد إلى حكومة وحدة وطنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه, وهذا ما يجري ترتيبه حاليا، إلا أن الأزمة ستتفاقم في النهاية، ما لم تتدخل المؤسسات الاقتصادية الدولية، ولا سيما صندوق النقد والبنك الدوليين، بصرف النظر عن شروط تدخلهما، التي عادة ما تكون صعبة, تردي الاقتصاد السريلانكي جاء نتيجة سلسلة من العوامل شكلت أزمة كورونا بتبعاتها الاقتصادية محورا، لكن سبقتها خطوات أقدمت عليها الحكومة، مثل خفض الضرائب الذي كان الأكبر في تاريخ البلاد, وتمثل الضرائب رافدا رئيسا لأي اقتصاد, فمثل هذه الخطوة أسهمت في إفراغ خزينة سريلانكا من النقد الأجنبي، ما تسبب في العجز عن تسديد فواتير الواردات، ولا سيما الأساسية منها مثل الحبوب وزيوت الطعام والوقود، حتى الأسمدة, وقبل استفحال الأزمة، تلقى القطاع السياحي في 2019 ضربة موجعة، نتيجة الهجمات الإرهابية التي أودت بحياة 279 قتيلا، بينهم أجانب, وهذا القطاع، كما في بقية الدول، يمثل موردا أساسيا للعملات الأجنبية.
وأختتمت : تستورد سريلانكا حاليا أكثر من ثلاثة مليارات دولار أكثر مما تصدره كل عام، ما أدى إلى نفاد احتياطي العملات الأجنبية في خزانتها, والديون تتراكم حيث بلغ حجم الأموال المستحقة على كولومبو للصين 10 في المائة من إجمالي الدين الخارجي، وتأتي بعدها اليابان والهند، وعدد آخر من الدول الدائنة, ولا شك أن حل الأزمة الراهنة، لن يبدأ عمليا قبل أن تشكل حكومة الوحدة الوطنية، التي عليها أن تتوصل إلى اتفاقات واضحة مع المؤسسات الدولية الاقتصادية، ليس فقط لجدولة الديون، بل أيضا لتسيير أمور البلاد، في هذه المرحلة التي لم يسبق لها مثيل منذ أكثر من 70 عاما, كما أن الاقتراض لأجل مشاريع لا تعود بموارد للدولة كان خطأ فادحا، وليست هناك استطاعة على تسديد الديون وتم اللجوء إلى الاحتياطي لدفع الديون والمدخرات الأخرى، وعندما نضبت المدخرات واستعملت احتياطات أخرى لشراء المواد الضرورية تحولت إلى تسونامي في وقت قصير، واستمر التجديف في الاتجاه الخطأ والمعاكس حتى الآن.
هذا الوضع المتأزم جدا في بلد كان طبيعيا أن يشهد مستويات نمو جيدة، ضمن مفهوم الدول النامية، ينسحب على عدد آخر من الدول نظرا إلى تشابهها في أوضاعها الاقتصادية خاصة تعثر سداد الديون وضعف عملتها واحتياطياتها للعملات الأجنبية، كما أنها تعاني أزمات ناتجة عن سوء الإدارة، وعوامل دولية خارجة عن إرادتها أيضا, ولا بد من تدارك الخطر بأقرب وقت ممكن، حيث بدأت مؤشرات أولية تظهر بشكل لافت في دول أخرى مثلما ظهرت في سريلانكا بشدة قبل نحو عامين، فالأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة مثلا وضعت دولا متقدمة في دائرة الهموم الاقتصادية المعيشية، فكيف الحال بدول لا تزال تنمو وتسير نحو شكل اقتصادي مستقر مستدام؟