" العيد عيدك " يواصل مواطنو محافظة أسوان عاصمة الشباب والإقتصاد والثقافة الإفريقية بالقارة السمراء ، عروس الجنوب وجوهرة النيل الساحرة إحتفالاتهم بعيد الأضحى المبارك في ثالث أيامه .
وفى هذا الإطار تجولت كاميرا " صدى البلد " داخل إحدى الحدائق التاريخية وهى حديقة " فريال " والتي تقع على بؤرة مرتفعة على صفحة نهر النيل الخالد والتي تمثل بانوراما جمالية بالطرف الجنوبى لمدينة أسوان حيث تم إنشاؤها في أربعينيات القرن الماضي.
وأقرأ أيضاً :
وفى نبذة تاريخية قد سميت بإسم الأميرة فريال كبرى بنات الملك فاروق الأول حيث سميت بهذا الإسم عقب إهداء الملك فاروق هذه الحديقة لابنته الكبرى فى عيد ميلادها حيث تمتاز حديقة فريال بميزات متنوعة أبرزها إطلالتها على صفحة نهر النيل الخالد حيث أعطتها هذه الميزة إهتمام من السائحين والزائرين لمشاهدة لحظة غروب الشمس حيث تحتضن الشمس فى هذا المنظر والمشهد الممتع مياه النيل فى لوحة فنية وهبها الخالق .
وكان ذلك سببًا مباشرًا فى إنشاء الحديقة عقب إنشاء فندق كتراكت القديم والذى يرجع تاريخه إلى عام 1899 ، وألحقت به الحديقة والتى تحولت من مدرجات كبيرة مغطاة خصصت لنزلاء الفندق لمشاهدة الغروب إلى حديقة كبيرة من أهم المزارات السياحية بأسوان.
وفى عام 1899 تم بناء فندق أولد كتراكت ضمن أقدم الفنادق بأسوان ، وتم استغلال الموقع المجاور المتميز للفندق لإقامة الحديقة التاريخية حيث كان نزلاء الفندق يستمتعون بمشهد النيل منها يوميًا، حتى عام 1942 تبدل تاريخ الحديقة بعد أن قرر الملك فاروق إهدائها إلى إبنته الكبرى الأميرة فريال خلال إحتفالها بعيد ميلادها، ومن وقتها وأصبحت تسمى حديقة فريال.
والحديقة تضم أشجار نادرة يتجاوز عمرها 100 عام بعد إهداء الحديقة للأميرة فريال أخذت على عاتقها تطويرها ، ومن أجل ذلك جلبت إليها العديد من الأشجار والزهور النادرة ، وكانت تقيم بها العديد من الحفلات الغنائية، وكانت المكان المفضل للملك فاروق لممارسة رياضة المشى بها.
أما عن الأشجار النادرة التى تضمها الحديقة فهى تزخر بالعديد من الأشجار حيث أنه من ضمن هذه الأشجار شجرة تخزين المياه التى لا توجد مثليتها سوى بدولة السودان، وتعتبر مميزة فى قدرتها على تخزين المياه فى ساقها وتستخدم من أجل هذا الغرض فى المناطق التى تكثر بها السيول والأمطار، وتتجاوز عمرها أكثر من مائة عام.
ومن ضمن الأشجار أيضا شجر "الجميز" والذى يتجاوز عمره 100 عام أيضًا ، فضلًا عن شجرة تدعى المشطورة والذى يبلغ عمرها نفس العمر كذلك ، ونجد أنه من أبرز زائرى حديقة فريال التاريخية الكاتب الراحل عملاق الأدب العربى عباس محمود العقاد والملك فاروق حيث كانوا يحرصوا على زيارتها لممارسة الهوايات المختلفة ، فقد كان العقاد يتردد عليها بإستمرار للإستمتاع بهوايته فى القراءة ، بينما كان الملك فاروق يحرص على زيارتها عند وصوله لمحافظة أسوان لموقعها الرائع على النيل .