الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل السحر والدجل والشعوذة جرائم بلا قانون؟

خالد الشناوي
خالد الشناوي

السحر آفة من أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان، وجرثومة تنخر في جسد الأبرياء بلا حول منهم ولا قوة. فهو بذلك كبيرة وجرم عظيم توعد الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، كل من اقترب من دائرته الشيطانية بأشد أنواع العقاب في الدنيا والآخرة .

وقد استطار شرر هؤلاء السحرة والكهنة والمشعوذين، وعظم أمرهم وكثر خطرهم فآذوا الآمنين وأدخلوا الرعب في حرماتهم . فكم دمر هؤلاء الأشرار من بيوت وكم حطموا من أحلام .

إن الشيء المثير للغرابة هو انتشار صفحاتهم على الشبكة العنكبوتية وقنواتهم زيادة في الغي ونشر الفساد في الأرض علانية فترى تمائمهم شيطانية بكلمات ما أنزل الله بها من سلطان!

وإذا كان القانون المصرى لم يتطرق من قريب أو من بعيد لجرائم السحر والشعوذة، إلا أنه يتم ضم الأشخاص الذين يقومون بأعمال السحر والشعوذة والدجل إلى جريمة النصب، طبقا لنص المادة 336 من قانون العقوبات المصرى، ويكون العقاب فيها الحبس من 24 ساعة إلى مدة 3 سنوات مع الشغل والنفاذ مما يجعل أكثرهم يفلتون من العقاب تحايلا على نصوص القانون لعدم وجود النص القاطع والمحدد في ذلك!

فيمكننا القول: إن السحر ما زال جريمة بلا قانون قطعي يحكمها في كثير من الدول العربية!

ولذا وجب استنهاض ولاية المشرع المصري بأن يوفر تشريعا جديدا يتناسب مع ممارسي عمليات السحر والدجل والشعوذة ويكون به عقوبات رادعة لهذه الجرائم حيث إن القانون في المغرب والإمارات به تشريع يحكم هذه العملية ويشتمل على عقوبات رادعة . لا سيما أن البعض من الناس رغم التقدم والتقنية الحديثة ما زالوا يتوهمون بقدرة السحرة والمشعوذين، وبخاصة من يفدون إليهم في زيارات قصيرة من دول لها شهرتها في هذا المجال بأنهم سيحققون لهم ما يسعون إليه وسيوفرون لهم السعادة اللازمة . فبين رواج الظاهرة وإقبال أصحاب الحاجات والمشكلات والبسطاء وضعفاء النفوس من دون وعي أو تركيز نسلط الضوء هنا لضبط بؤر هؤلاء المشعوذين وإطاحتهم وإنقاذ الضعفاء والبسطاء من براثنهم  .

لم ينته الأمر لدى هؤلاء السحرة والمشعوذين عند هذا الحد وحسب بل تمادى إلى النصب والاحتيال أيضا موهمين العامة من الناس والخاصة بقدرتهم على تحضير الجان والأعشاب والزئبق الأحمر لفتح المقابر الأثرية وسار خلف هذا الوهم الكبير هؤلاء المغرر بهم بحثا عن الآثار تحقيقا للثراء غير المشروع وكانت النتيجة أن ضاعت أموالهم وممتلكاتهم بحثا عن السراب وسعيا خلف المجهول!

ويمكننا القول إن الظروف الاجتماعية التي تعصف ببعض من المجتمعات العربية من عنوسة وفقر وأمراض نفسية وبطالة جعلتها فريسة سهلة في يد الدجالين والمشعوذين والسحرة ... فما هم إلا محتالون لصوص يلتهمون أموال الناس بالباطل .

فلابد من استمرار حملات التوعية والتحذير من خلال مؤسسات المجتمع للتصدي لهؤلاء السحرة لما يمارسونه من ابتزاز للضحايا، كسباً للأموال بطرق سريعة غير مشروعة بمتابعة  أنشطتهم  الإجرامية والتصدى لهم بكل حزم . آملا في الوقت ذاته ضرورة تعاون أفراد المجتمع في الإبلاغ عن كل من يمارس مثل تلك الأعمال التي تتنافى وقيم الدين الحنيف والسلوك القويم .