هل يوم القر يستجاب فيه الدعاء؟ .. يتساءل الكثير من المسلمين مع صباح اليوم الثاني من أيام عيد الأضحى المبارك عن فضل يوم القر وهل يوم القر يستجاب فيه الدعاء؟
ومن خلال التقرير التالي نوضح معنى وفضائل يوم القر، وهل يوم القر يستجاب فيه الدعاء؟
هل يوم القر يستجاب فيه الدعاء؟
يوم القَر هو اليوم الحادي عشر من الشهر، وسمي بهذا الاسم لأنّ المسلمين يتوجّهون في يوم القر إلى الاستقرار والاستراحة في مشعر منى، بعد انتهائهم من طواف الإفاضة وذبح الهدي.
يوم القر من الأيام التي لها منزلة وفضل عظيم، فثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ».
ويستجاب الدعاء في يوم القر وكان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يذكر به الناس في خطبته الملقاة يوم النحر، فكان يقول: «بعد يوم النحر ثلاثةُ أيام، الّتي ذكَرَ الله الأيامَ المعدودات لا يُردّ فيهن الدعاء، فارفعوا رغبتكم إلى الله عزّ وجل».
وفي يوم القر يؤدى حجاج بيت الله الحرام اليوم الأربعاء، أول أيام التشريق الثلاثة، رمي الجمرات الثلاث بدءًا من الظهر وأجاز الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية رمي الجمرات في أي وقت نظرًا للازدحام.
ويرمي ضيوف الرحمن الجمرات الثلاث، اقتداء بسُنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- مبتدئين بالجمرة الصغرى، فالوسطى، ثم جمرة العقبة كل منها بسبع حصيات مع التكبير في كل رمية والتوجه بالدعاء بعد كل جمرة من الجمرات الثلاث.
وأجاز الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، لحجاج بيت الله الحرام رمى الجمرات فى أى وقت على مدار اليوم خلال أيام التشريق الثلاثة، ولا يشترط وقت الزوال فقط كما يتشدد البعض وذلك تيسيرًا على حجاج بيت الله الحرام ومنعًا للزحام والتدافع.
وأباح مفتي الجمهورية، للضعفاء والمرضى من الرجال والنساء من حجاج بيت الله الحرام تركُ المبيت بمنى، مؤكدًا أنه يجوز لهم أيضًا التوكيل عنهم في رمي الجمرات.
هل يوم القر يستجاب فيه الدعاء ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم القر)).
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن يوم القَرّ يطلق على ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، وهو من أفضل الأيام عند الله تعالى، وهو أول أيام التشريق الثلاثة الذي يوافق الحادي عشر من شهر ذي الحجة.
واستشهد «جمعة» عبر صفحته بـ«فيسبوك»، بما وري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ، عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ أَعْظَمَ اْلأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ».[سنن أبي داود].
استجابة الدعاء في يوم القر
أكد أنه يستجاب الدعاء في يوم القَرّ وروي عن أبي موسى الأشعري ، أنه قال - في خطبته يوم النحر -: «هذا يوم الحج الأكبر، وهذه الأيام المعلومات التسعة التي ذكر الله في القرآن، لا يرد فيهن الدعاء، هذا يوم الحج الأكبر، وما بعده من الثلاثة اللائي ذكر الله الأيام المعدودات، لا يرد فيهن الدعاء ؛ فارفعوا رغبتكم إلى الله عز وجل».
لماذا سمى يوم القر بهذا الاسم ؟
أوضح أنه سمي يوم القر بذلك لأن الناس يقرون أي يستقرون فيه بمنى بعد أن فرغوا من طواف الإفاضة والنحر واستراحوا، و«القَرّ» بفتح القاف وتشديد الراء.
أعمال الحجاج في يوم القر
في يوم القَرّ أول أيام التشريق الثلاثة يؤدى حجاج بيت الله الحرام رمي الجمرات الثلاث اقتداء بسُنة سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ بحيث يخرج في اليوم الأول بعد صلاة الظهر «بعد الزوال» يرمي الجمار الثلاثة على الترتيب: الجمرة الأولى أو الصغرى وهي أقرب الجمرات إلى مسجد الخيف بمنى، ثم الجمرة الثانية أو الوسطى، ثم الثالثة الكبرى جمرة العقبة، يرمي كل واحدة بسبع حصيات، فيرمي إحدى وعشرين في كل يوم من أيام التشريق، فيكون المجموع سبعين، ويدعو بين كل جمرتين.
أدعية مستجابة يوم القر
اللهم لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ماشئت بعدهما.
اللّهم إنّي أسألك يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا يا رحيم الآخرة، ارحمني برحمتك.
اللهم ارزقنا لذّة النظر لوجهك الكريم، والشوق إلى لقائك غير ضالين، ولامضلين، وغير مفتونين، اللهم ظلّنا تحت ظلّك يوم لا ظلّ إلّا ظلّك.
اللّهم إنّي أسألك أن لك الحمد، لا إله إلّا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت، ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت.
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم لا تعاملنا بما نحن أهله وعاملنا بما أنت أهله. اللهمّ افتح لنا خزائن رحمتك، اللهمّ رحمة لا تعذّبنا بعدها في الدنيا والآخرة، وارزقنا من فضلك الواسع رزقًا حلالًا طيبًا، ولا تحوجنا ولا تفقرنا إلى أحد سواك، وزدنا لك شكرًا، وإليك فقرًا وفاقة، وبك عمّن سواك غنىً وتعفّفًا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت، ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت، اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك، اللهم لا تمنع بذنوبنا فضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين.
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا. اللهم ارزقنا لذّة النظر لوجهك الكريم، والشوق إلى لقائك غير ضالين، ولا مضلِّين، وغير مفتونين، اللهم ظلّنا تحت ظلّك يوم لا ظلّ إلّا ظلّك.
اللّهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وبك خاصمت وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدّمت وما أخّرت، وما أسررت وما أعلنت، وأنت المقدّم وأنت المؤخّر، لا إله إلّا أنت الأول والآخر والظاهر والباطن، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم.
اللهمّ نسالك في هذا اليوم المبارك ادعية مُستجابة وذنوب تغفر وحاجَات تقضى، اللهمّ أغفر لنا وارحمنا واغفر لموتانا وموتى المسلمين.
اللهم ارزقنا قلوبا تفيض بحبك ونعما تدوم بفضلك وأرواحا تهوى طاعتك ولسانا لا يمل من ذكرك يارب العالمين.
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم لا تعاملنا بما نحن أهله وعاملنا بما أنت أهله.
الحمد لله الذى لا يرجي إلّا فضله ولا رازق غيره الله أكبر ليس كمثله شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع البصير.
اللهم لا تصدّ عنا وجهك يوم أن نلقاك، اللّهم لا تطردنا من بابك فمن لنا يا ربنا إن طردتنا يا رب العالمين ويا أرحم الراحمين.
رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ.
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ.
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ.
رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا.
رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا.
رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِين وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ.
ربي أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
اللهم إنَّكَ عفوٌ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عنا.
رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
اللّهم إنّي أسألك عيشةً نقية، وميتة سويَّة، ومردًّا غير مُخزٍ ولا فاضح.
اللهم إني اسألك بحولك وجودك وكرمك ومنك وفضلك, يا اسمع السامعين , يا أبصر الناظرين, يا أسرع الحاسبين, يا أرحم الراحمين أن تصلي على محمد وآله محمد, وإن تفعل بي كذا وكذا ” وتطلب حاجتك للدنيا والاخرة ”.
اللهم اجعلني ممن رضيت عمله, وأطلت عمره واحييته بعد الموت حياة طيبة.
أيام التشريق في القرآن
أيام التشريق ذكرت بالقرآن في قول الله تعالى: «وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)» سورة البقرة.
وهذه الأيام القليلة -أيام التشريق- هي التي يبيت الحجيج لياليها في «منى»، فيبيتون ليلة الحادي عشر من شهر ذي الحجة، والثاني عشر، ومن تعجل يغادر «منى» في يوم الثاني عشر بعد أن يرمي الجمرات بعد الزوال، ومن لم يتعجل يبيت ليلة الثالث عشر، ويرمي الجمرات بعد الزوال في يوم الثالث عشر، ثم يغادر منى بعد ذلك.
صيام أيام التشريق
ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- النهي عن صومها، ولم يرخص في صومها إلا للحاج المتمتع أو القارن -يؤدي عمرة وحجًا- الذي لم يجد ذبح الهدي، وروى أحمد (16081) عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ رَأَى رَجُلا عَلَى جَمَلٍ يَتْبَعُ رِحَالَ النَّاسِ بِمِنًى، وَنَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاهِدٌ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ: «لا تَصُومُوا هَذِهِ الأَيَّامَ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ» وروى أحمد (17314) وأبو داود (2418) عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَلَى أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَرَّبَ إِلَيْهِمَا طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ. قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ عَمْرٌو: كُلْ، فَهَذِهِ الأَيَّامُ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِفِطْرِهَا، وَيَنْهَى عَنْ صِيَامِهَا. قَالَ مَالِكٌ: وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ.
وهذه الأحاديث – وغيرها – فيها النهي عن صيام أيام التشريق، ولذلك ذهب أكثر العلماء إلى أنها لا يصح صومها تطوعًا، وأما صومها قضاءً عن رمضان، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى جوازه، وآخرون إلى عدم جوازه.