من المعروف أن نظام التكييف داخل السيارة هو من الكماليات الرئيسية الآن في أي سيارة حديثة ، ولكن فى الماضى كان بطلب العميل ، ففى أى وقت تم دخول نظام التكييف للسيارة كنظام أساسي؟ ، هذا ما سنتعرف عليه خلال السطور التالية..
فى عام 1939 قامت العلامة الأمريكية الرائدة باكارد ، بدمج نظام التكييف في سيارتها، وكشفت عنها في أواخر الثلاثينيات وبالتحديد فى العام سالف الذكر ، و إنتاج أول سيارة بنظام التكييف .
وكشفت شركة السيارات باكارد النقاب عن سيارتها الجديدة المزودة بنظام التكييف فى معرض السيارات الأربعين بمدينة شيكاغو الأمريكية ، وكانت أول سيارة مزودة بوحدة تكييف هواء من ضمن مكوناتها الأساسية ويعمل بنظامي التدفئة والتبريد، وأُطلق عليه حينذاك اسم “ملطف الجو” .
وكان ملطف الجو يستحوذ على مساحة كبيرة داخل حقيبة السيارة خلف المقعد الخلفي، ويعمل على إيصال الهواء لمقصورة الركاب من خلال القنوات التي ركبت بين المقاعد والنوافذ الخلفية، ولكن الغريب في الأمر هو نظام التشغيل الذي كان يعمل من خلاله المكيف، والذي كان يجبر السائق على إيقاف المحرك والنزول من السيارة وفتح “الكبوت” ومن ثم تشغيل المحرك بتوصيل السير المتصل بـ ضاغط تكييف الهواء، والعكس عند إيقاف تشغيله .
وكان من عيوب ملطف الجو تكلفة تركيب المكيف والذي كان بشكل اختياري مقابل 274 دولاراً، لذلك لم تلق الفكرة الجديدة رواجًا كبيرا بين المستهلكين، ويرجح البعض إلى أن السبب كان يرجع إلى بداية الحرب العالمية الثانية.
إلا أن الصحف اتهمت مكيف السيارة بقتل من يستعملونه داخل سياراتهم لعدم تجديد الهواء، وعلى سبيل المثال لا الحصر نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” آنذاك في صفحتها الأولى، خبراً مفاده أنّ استخدام مكيف الهواء داخل السيارات المغلقة، قد يؤدي إلى الوفاة، وفقاً لنظرية كانت تقول إنّ الهواء سيُصبح سماً قاتلاً في تلك الحالة؛ وهو الأمر الذي تسبب في فشل الفكرة الجديدة نظرًا للعيوب الأخرى التي تعرض لها، الأمر الذي تسبب في توقف الإنتاج في عام 1941.
في عام 1953، وبعد 12 عاما من التوقف التام تمكنت شركة كرايسلر من تقديم أول سيارة مكيفة بعد الانقطاع، وكانت أنظمة التكييف آنذاك من ثلاثة مستويات يمكن الاختيار بينها، كما كان المكيف الجديد يتميز بهدوء صوته وحجمه الصغير، وتم تقديم السيارة للسوق الإنتاجي ضمن حملة تسويقية كبيرة، وتم إنتاج 29,000 سيارة مجهزة بنظام تكييف، وبعدها انطلقت تلك التقنية الجديدة في عالم صناعة السيارات إلى العالمية، وأصبحت بجميع السيارات في وقتنا الحاضر.