مع اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، يعاني العالم أزمات إضافية، إلى جانب أزمات توقف سلاسل الإمداد والتوريد نتيجة تداعيات أزمة جائحة فيروس كورونا، وكان قطاع السيارات من أكثر القطاعات تأثرا بهذه الأزمات، وتعمل مصر في هذا الإطار على توطين صناعة السيارات من خلال الاستراتيجية الوطنية لتطوير وتوطين صناعة السيارات، والتي أطلقها رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، في وقت سابق، خلال زيارته الهيئة العامة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس شرق بورسعيد.

تطوير منطقة شرق بورسعيد

وأكد مدبولي، حينها، أن الدولة اتخذت العديد من الإجراءات لتفعيل الاستراتيجية الوطنية لتطوير صناعة السيارات، موضحا أنه تقرر الإفراج الجمركي عن مكونات السيارات، إلى جانب توجه إنشاء مصانع السيارات الكهربائية، ومحطات شحن الكهرباء لاستيعاب الزيادة في الطلب عليها، موضحا أن أفريقيا تحتاج إلى 5 ملايين سيارة في عام 2023، وأن القاهرة تسعى إلى التكامل مع الدول الإفريقية للتعاون في هذا الملف، مؤكدًا أن منطقة شرق بورسعيد، جزء لا يتجزأ من مشروع الرئيس السيسي لتطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

إنشاء 3 مصانع سيارات

وخلال الفترة الماضية، تعاقدت مصر على إنشاء أكبر مصنع في الشرق الأوسط لإنتاج الضفائر الالكترونية، وسوف يبدأ في الإنتاج قبل عام 2030، كما يوجد 3 مصانع يتم إنشاؤها في شرق بورسعيد، ستكون الطاقة الانتاجية لها 240 ألف سيارة تغطي السوق المحلي، وتصبح قاعدة للتصدير في أفريقيا والشرق الأوسط.

وفي تقرير حديث لرويترز، أكد أن المنطقة التي كانت تعرف سابقا، باسم مقابر الدبابات شرق قناة السويس، تشهد عملية تطوير واسعة في إطار مشروع لتحويل هذه المنطقة إلى صروح صناعية لإنتاج البضائع للتصدير وللسوق المحلية، وتقع هذه المنطقة الصناعية شرق بورسعيد على البحر المتوسط، على بعد 7 كيلومترات من بورسعيد، وهي واحدة من أربع مناطق قيد التطوير على طول القناة.

شرق بورسعيد وعبقرية المكان

وأكد سامح جبرة الرئيس التنفيذي لشركة شرق بورسعيد للتنمية، إن الشركة منوط بها تنمية منطقة صناعية في شرق بورسعيد، على مساحة 16 مليون متر مربع، في هذا الموقع المميز، لأنه من خلال هذا الموقع يمكن نقل منتجات المنطقة الصناعية إلى أوروبا في خلال 48 ساعة فقط، مشيرا إلى أن أزمة كورونا وإيقاف سلاسل الامداد والتموين مع الصين تم قطع الامدادات عن العالم.

وأشار إلى أن شرق بورسعيد، تعيد تقديم نفسها كبديل صغير للأوضاع والأزمات في حال تم قطع سلاسل الإمداد في العالم، موضحا أن هذه المنطقة كانت في وقت قريب أرض اشتهرت بتدمير مركبات عسكرية في أثناء فترة الحرب بين مصر وإسرائيل فيما عرف بمقبرة الدبابات، حيث كانت القوات الإسرائيلية قد وصلت إلى قناة السويس في حرب عام 1967 وبقيت هناك حتى طردتها القوات المصرية في حرب أكتوبر عام 1973.

تطوير منطقة شرق بورسعيد

وأوضح جبرة، أنه على مدى الأربع سنوات الماضية، عمل جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، على تجفيف التربة وإزالة المياه الجوفية، من مساحة تغطي 8 ملايين متر مربع، مما أدى إلى تجهيز الأرض بما يكفي للتعامل مع الصناعات الخفيفة والمتوسطة.

وأوضح جبرة أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، هي اللي قامت بتحسين التربة مستخدمة، تكنولوجيا أدت لنتائج عظيمة بتحميل الأراضي بمستويات معينة من الرمال وتم دق خراطيم في الأرض حتى تصعد المياه الجوفية نتيجة لتحميل الرمل، ما أدى إلى تطوير الأراضي وجعلها قادرة على إثامة الصناعات المتوسطة.

استثمارات صناعة السيارات

ويهدف المشروع في المرحلة الأولى إلى جذب شركات السيارات في مصر من خلال إنشاء خطوط للطلاء والطباعة وإنتاج لوحات السيارات، ومن المقرر الانتهاء من أول مصنع في المنطقة الصناعية وهو مصنع للشركة الوطنية المصرية لصناعة السكك الحديدية (نيرك) لإنتاج عربات القطار ومترو الأنفاق، بحلول يونيو حزيران 2023، واختتم جبرة: من المتوقع أن تبدأ أعمال تشييد المصانع الأخرى بحلول أواخر عام 2022.