الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفضائح تطيح برجل بريطانيا القوي.. لماذا فشل بوريس جونسون في مراوغته الأخيرة؟

بوريس جونسون
بوريس جونسون

أسدل اليوم الخميس، الستار على فترة تولي بوريس جونسون رئاسة الحكومة البريطانية بعد أن تقدم باستقالته من منصبه ومن رئاسة حزب المحافظين، وهذا على خلفية تصاعد الضغوطات واستقالة أكثر من خمسين مسؤولا حكوميا احتجاجا على مسلسل فضائح تهز الحكومة البريطانية.

الفضائح تهزم بوريس جونسون

وعاش بوريس جونسون أوقاتا عصيبة مؤخرا عقب توالي الأزمات والفضائح التي ضربت حكومته، وكانت سببا في الإطاحة بالرجل القوي من منصبه ومن رئاسة حزب المحافظين، رغم تمسكه القوي بموقفه ورفضه التقدم باستقالته في بداية الأمر.

وشهدت فترة تولي بوريس جونسون رئاسة الحكومة البريطانية مجموعة من الأخطاء والتجاوزات التي تفاقمت مع مرور الوقت، ومثلت عائقا أمام استمراره في منصبه وارغمته في النهاية على التقدم باستقالته.

وكانت الأشهر الثلاثة الأولى من فترة تولي  بوريس جونسون رئاسة الحكومة البريطانية عصيبة، حيث وجد صعوبة في الحكم بسبب أغلبية حزبه الضئيلة في مجلس العموم، قبل أن يجري انتخابات في أواخر عام 2019، تمكن خلالها من الفوز بأغلبية حاسمة.

وتم إقرار الاتفاق الذي توصل إليه حول خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، وفي 31 يناير من عام 2020، انتهت عضوية المملكة المتحدة بالاتحاد.

ثاني الأزمات التي واجهها بوريس جونسون عندما سجلت المملكة المتحدة نسب وفيات مرتفعة بـ"كورونا" مقارنة بغيرها من الدول المتقدمة، حيث وجد جونسون نفسه، كبقية زعماء العالم، في خضم أزمة صحية عالمية هي وباء كورونا.

وبدت الحكومة غير مستعدة لمواجهة وباء كورونا، حيث واجه العاملون في مجال الصحة نقصا في معدات الحماية، كما كان الفيروس يفتك بنزلاء دور رعاية المسنين، وفي أبريل 2020، أصيب جونسون بـ"كورونا"، وأمضى ثلاث ليال في العناية المركزة في أحد مستشفيات لندن.

وتحت قيادة بوريس جونسون عانت المملكة المتحدة من معدلات وفيات أعلى من المتوسط، مقارنة بالدول الغربية المتقدمة الأخرى.

لكنها كانت رائدة في مجال تطوير اللقاح والبدء ببرنامج تلقيح كان بوريس جونسون يتباهى بأنه سمح بإبقاء عجلة الاقتصاد تدور حيث اجتاحت موجة متحور أوميكرون البلاد، لكن المشاكل الأخرى بدأت تتراكم.

انتقادات بسبب ملف كورونا

وواجه جونسون انتقادات بسبب إدارته لملف كورونا لكنه دائما ما تباهى بنجاح برنامج اللقاحات ضد الوباء.

وتوالت الأزمات وكان جونسون قيد التحقيق بشأن تجديد باهظ الثمن لشقة داونينغ ستريت، حيث يعيش مع عائلته، والذي دفع تكلفته في البداية متبرع لحزب المحافظين، وتمت تبرئة رئيس الوزراء في نهاية المطاف من قبل مستشاره الأخلاقي، اللورد جيدت، لكن جيدت قال إن "جونسون لم يظهر احتراما كافيا لمنصبه".

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، ولكن طالت جونسون سلسلة من الاتهامات بالفساد والمحسوبية، ووصفه كرئيس وزراء "يبدو متعجرفا ومستخفا بمعايير وقواعد السلوك".

وجاء الأسوأ في نوفمبر 2021، عندما بدأت أولى التقارير التي تتحدث عن إقامة حفلات في مقر رئاسة الوزراء، في الوقت الذي كانت التجمعات في الأماكن المغلقة محظورة في البلاد كجزء من إجراءات الإغلاق التي فرضت لمواجهة فيروس كورونا.

وأنكر بوريس جونسون في بادئ الأمر حضوره أياً من الحفلات، ليعترف لاحقا أنه حضر حفلا دعي المشاركون فيه إلى إحضار مشروباتهم الروحية، لكنه قال إنه كان يعتقد أن الحفل كان "تجمع عمل".

وفي وقت سابق من العام الحالي، أدان تقرير أعدته موظفة الخدمة المدنية البارزة سو جراي حول الحفلات في مقر رئاسة الوزراء خلال فترة الإغلاق ما وصف بـ"إخفاق في القيادة" سمح بإقامة هذه الحفلات.

وخلص التقرير، الذي شمل 16 تجمعا منفصلا، إلى أن بعض الفعاليات "ما كان ينبغي السماح لها بالحدوث".

ثم جاء تحقيق شرطة العاصمة في حفلات الإغلاق في داونينغ ستريت ووايتهول، حيث تم إصدار126 غرامة بحق 83 شخصًا في أعقاب التحقيق في 12 حدثا أثناء الوباء، وكان جونسون وزوجته من بين من صدرت بحقهم غرامات.

إقامة حفلات وشرب الكحول

صدر بعد ذلك تقرير سو جراي الكامل عن الأحداث ليكشف عن ثقافة إقامة الحفلات وشرب الكحول التي كانت سائدة في مقر رئاسة الحكومة بينما كانت بقية البلاد تخضع لإجراءات الإغلاق.

وقادت هذه الأحداث نواب حزب المحافظين إلى إجراء تصويت لحجب الثقة عن جونسون في مطلع يونيو الماضي، لكنه نجا من التصويت الذي أشارت نتائجه مع ذلك إلى تراجع شعبية جونسون بين نواب حزبه.

وما أن هدأت تلك العاصفة، حتى انخرط جونسون في جدل جديد حول قراره تعيين كريس بينتشر نائباً لرئيس الانضباط في الحزب في شهر فبراير من العام الجاري بالرغم من معرفته بوجود اتهامات ضده بسوء السلوك.

بعد إنكاره الأمر بداية، اعترف في نهاية المطاف أنه تم إبلاغه بالشكوى في عام 2019 - وبأنه ارتكب "خطأً كبيرا" بعدم التصرف بناء عليها.

أدى ذلك إلى عدد كبير من الاستقالات بين صفوف حزبه وحكومته، وبعد العشرات من الاستقالات التي شملت أعضاء بارزين في حكومته، اقتنع جونسون أخيرًا بقبول الهزيمة، واستقال من رئاسة الحزب.