قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن يوم عرفة هو يوم الحج الأكبر ، فالحج عرفة ، وهو أحد الأيام العشر التي قال في شأنها نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ، قالوا : يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجلًا خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "ما من أيَّامٍ أعظمُ عندَ اللهِ ولا أحبُّ إليهِ العملُ فيهنَّ من هذِه الأيَّامِ العشرِ فأكثروا فيهنَّ منَ التَّهليلِ والتَّحميدِ والتسبيح والتَّكبيرِ".
يوم الحج الأكبر
وتابع وزير الأوقاف تحت عنوان يوم الحج الأكبر: قد خص الحق سبحانه وتعالى يوم عرفة بمزيد من التفضيل، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "ما من يومٍ أفضلُ عند اللهِ من يومِ عرفةَ؛ ينزل اللهُ تبارك وتعالى إلى السماءِ الدنيا، فيُباهي بأهل الأرضِ أهلَ السماءِ، فيقول: انظُروا إلى عبادي جاؤوني شُعْثًا غُبْرًا ضاحين، جاؤوا من كلِّ فجٍّ عميقٍ، يرجون رحمَتي، ولم يرَوا عذابي، فلم يُرَ يومٌ أكثرَ عتيقًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ".
وأضاف: لما نزل قول الله (عز وجل) " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِينًا"، جاء رجل من اليهود إلى سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) فقال: يا أمير المؤمنين، إنكم تقرؤون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا يوم نزولها عيدًا، قال: وأي آية ؟ قال : قوله : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي"، فقال سيدنا عمر : والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشية عرفة في يوم جمعة.
يوم عرفة هو يوم الحج الأكبر والمشهد العظيم، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "الحج عرفة"، ويأتي هذا الجمع في يوم عرفة ليذكر بمشهد أعظم هو يوم المثول بين يدي الله الواحد الأحد، حيث لا مال ولا ولد، ولا مجال لغير العمل: "يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ"، وحيث يقول سبحانه وتعالى: "إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ"، وفي قول الحق سبحانه وتعالى: "وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ"، يقول أبو هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه): إن نبينا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قال: "الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَالْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ".
وشدد وزير الأوقاف في بيان فضل صيام يوم عرفة لغير الحاج والدعاء فيه يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لاَ إِلَهَ إِلاَ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، وسئل سفيان بن عيينة يومًا ما كان أكثر دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم) بعرفة ؟ فقال : لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر، فقيل له : هذا ثناء وليس بدعاء، فقال أما علمت أن الله (عز وجل) يقول : " إذا شغل عبدي ثناؤه علي عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين".