الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عيد من ضحى ومن لم يضح

عبد المعطي أحمد
عبد المعطي أحمد

رغم أن عيد الأضحى المبارك يهل علينا فى ظل أزمات متعددة تلقى بظلالها على المنطقة والعالم، فإن المصريين قادرون على الفرح والبهجة فى أحلك الظروف، فالأسواق مزدحمة لشراء متطلبات العيد من ملابس ولعب الأطفال واحتياجات الغذاء الضرورية لهذه المناسبة الكريمة، ويشترى ميسورو الحال الأضحيات، ويربطونها أمام منازلهم انتظارا لذبحها وتوزيع لحومها.

إن عيد الأضحى له رمزيته، فهو عيد التقرب إلى الله بالفداء والاستعداد لتقديم فلذة الكبد تقربا إلى الله، وهو عيد لمن ضحى ولمن لم يضح.

ويعود الاحتفال بعيد الأضحى إلى رؤية نبينا إبراهيم عليه السلام أن الله عز وجل أمره بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، وهو الذى أنجبه عن عمر يتجاوز الثمانين عاما، فقص على ابنه رؤياه، وقال: “يا بنى إنى أرى فى المنام إنى أذبحك فانظر ماذا ترى”، فأجاب إسماعيل عليه السلام مطيعا لربه وأبيه قائلا: "يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين"، فوضع النبى إبراهيم ابنه على الأرض وشرع فى الذبح، لكن السكين لم يقطع بأمر ربه عندها فداه الله عز وجل بكبش عظيم، لتصبح الأضحية بعد هذه الحادثة سنة عن سيدنا إبراهيم عليه السلام، يؤديها جميع المسلمين فى عيد الحج.

ولهذا يحمل عيد الأضحى قيم الفداء والتضحية والتقرب إلى الله، وكذلك هو عيد الرحمة التى رفعت عن كاهل نبينا إبراهيم تقديم فلذة كبده قربانا إلى الله، واستبدلته بأضحية تصبح من الصدقات ورمزا للتراحم.

إننا بحاجة إلى تلك القيمة النبيلة، وأن نفعل مايرضى الله، ولا نبخل على ديننا ووطننا بأى تضحية مهما كانت غالية، فمصر تحتاج منا هذه الأيام أن نبذل من أجلها كل غال ونفيس، فالأزمات تحيط بنا والمتربصون كثر، ويسعون إلى إيقاف مسيرتنا نحو البناء والتنمية حتى لا تتبوأ مصر مكانتها المؤثرة فى قيادة المنطقة نحو النماء والاستقرار، ويحيكون المؤامرات حتى نتعثر. 

إلا أننا بفضل الله سوف نتجاوز تلك الفترة الحرجة فى تاريخنا، وسنتجاوز الصعاب متسلحين بروح التضحية والفداء، وهى الروح التى ستجعل الأعداء والمتربصين يرتجفون من الخوف أمام شعب وجيش عازم على حماية مكتسبات وطنه وشعبه، وألا يسمح بأن يمسه سوء.

علينا أن نتذكر تلك المعانى النبيلة والمتجذرة فى أعماق المصريين، وأن نثق فى قدرتنا على التحدى ومواجهة كل الصعوبات حتى نحقق أمانينا فى حماية بلدنا، وأن نعيش فى أمان وازدهار.  

يوم الجمعة المقبل وقفة عرفات، يوم خالد فى تاريخ الإنسانية يجتمع فيه ملايين البشر من كل حدب وصوب ملبين ومهللين ومكبرين: “لبيك اللهم لبيك.. لبيك لاشريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك”، لا شريك لله سبحانه وتعالى، وهذا هوقلب الإيمان وعقله فى الديانات السماوية جميعها، والتى أكدها الدين الاسلامى العظيم، واعتبرها من أسس الإسلام والإيمان.

متعة الحج أنه أكبر تجمع بشرى يشهده العالم كل عام، ويضم جنسيات مختلفة من جميع القارات، ومن كل الدول بلا استثناء، تجد الأبيض والأسمر ومختلف الألوان والأجناس، ويسير فيه الأفريقى إلى جوار الأسترالى، وبينهما الأوروبى، لا فرق بين جميعهم إلا بالتقوى.

الثياب موحدة، ويتساوى فى ذلك الملياردير مع أفقر الفقراء (قطعتان من القماش بمواصفات موحدة وصارمة)، فلا زينة أو موضة وممنوع "الخياطة"، وحتى الحذاء لا بد أن يكون بمواصفات موحدة عنوانها الصرامة والبساطة والقناعة والرضا.

خواطر

*من بين الأخطاء الشائعة التى تقع فيها وسائل الإعلام القول إن ضيوف الرحمن (ينفرون) إلى المزدلفة، والصحيح (يفيضون)، وفقا لنص الآية القرآنية (فإذا أفضتم من عرفات)، أما النفر فهو من المزدلفة إلى منى.

*فسحة العيد فى القناطر الخيرية ستكون هذا العام أجمل بعد عملية التطوير الشامل التى شهدتها، فجعلتها عن حق "جنة الغلابة" الذين طالما زاروها فى طفولتهم للاستمتاع بها فى الإجازات، واليوم يعودون إليها وهى على أرقى المستويات. 

حدائق"عفلة"، و"البحيرة"، و"المركز الثقافى"، و"الياسمين"، و"النيل"، كلها أماكن للتنزه والمتعة، ففى "عفلة"مثلا تشاهد ممشى أهل مصر، وفى "البحيرة" تخطف أنظارك البحيرة الصناعية الممتدة بطول 150 مترا، بينما تم الاحتفاظ بتاريخ التراث الأخضر لهذه الحدائق والممتد على مدار مائتى عام حين استورد محمد على باشا مجموعة من الأشجار النادرة لإثراء منطقة القناطر الخيرية بها.

ملاعب الأطفال والكافتيريات والبرجولات وغيرها أصبحت الخلفية المتميزة لصور أفراح أبناء أهالى المناطق المجاورة.

*علمتنى الحياة أن هناك ثلاثة أمور لابد أن تستقر فى ذهنك: لا راحة فى الدنيا، ولا سلامة من كلام الناس، ولا نجاة من الموت.

كما علمتنى الحياة أن الإنسان يموت حينما يفقد قدرته على التمنى، وليس حينما يفقد قدرته على التنفس.