نشرت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية مقالاً للرأي قالت فيه إن روسيا تتعمد شن حربا على الرعاية الصحية في أوكرانيا، معتبرا أن الهجمات على المستشفيات والعاملين في المجال الطبي هي جزء من إستراتيجية أوسع لبوتين، يهدف من خلالها إلى نزوح عدد أكبر من الأوكرانيين.
وقال المقال: ”لوحظ على نطاق واسع القصف الروسي العشوائي، لكن أحد الجوانب الخبيثة بشكل خاص في إستراتيجية بوتين، هو الهجوم المتعمد على منظومة الرعاية الصحية في أوكرانيا، حيث تتعارض الهجمات على الرعاية الصحية مع المحظورات الأساسية للقانون الدولي الإنساني“.
وأضاف: ”عبر مهاجمة المدنيين بشكل متزامن واستهداف المستشفيات، تخلق القوات الروسية في الوقت نفسه حاجة طبية ملحة بينما تحرم الناس من الوصول إلى هذه الرعاية. هذه الهجمات تضخم من حجم الخسائر البشرية الناجمة عن الضربات الجوية وتزيد من معاناة الأمراض المزمنة“.
وتابع: ”لأن الجميع بحاجة إلى الرعاية الصحية، فإن الاستهداف المتعمد للمستشفيات هو المحرك الأساس للنزوح.. وبالفعل، فإن الاستهداف الممنهج يؤكد أن النزوح هدف أساس وليس نتيجة للهجمات العسكرية، حيث استخدم الكرملين هذه الإستراتيجية في الشيشان وسوريا“.
وقال: ”استهداف المنظومة الصحية إستراتيجية أساسية للجيش الروسي. ودليل ذلك، في الـ24 من فبراير، اليوم الأول للغزو، قصفت القوات الروسية 3 مستشفيات.. ومنذ ذلك الحين، ألحقت الهجمات أضرارًا بأكثر من 600 مستشفى آخر، وفقًا لوزارة الصحة الأوكرانية“.
ورأى المقال أن هناك منطقا قاسيا في التهجير القسري لروسيا للأوكرانيين؛ ”ألا وهو أن المناطق الخالية من السكان أسهل بالنسبة للجيش للسيطرة عليها“.
وأشار المقال إلى أن هذه ”العقيدة الشريرة“ ظهرت – ولا تزال تظهر – في نزاعات مسلحة أخرى مثل إقليم ”تيغراي“ في شمال إثيوبيا وفي ميانمار.
وأكد المقال: ”يجب على منظمة الصحة العالمية أن تعتبر الهجمات على الرعاية الصحية في أوكرانيا جرائم حرب.. وإيلاء اهتمام خاص لمن ينظم مثل هذه الهجمات“.
واختتم المقال: ”يجب أن نتأكد من أن بوتين، يدفع كل ثمن ممكن جراء هذه الفظائع، وإلا فإن هذه العقيدة الإجرامية ستصبح طبيعية، وستؤثر تداعيات الأمن البيولوجي العالمية على الجميع“.